الشحي : قضية المياه تعد من القضايا الهامة التي تحتاج إلى تكريس كافة الجهود للمحافظة عليها
المنطقة تتصدر بلدان العالم في تطبيق تكنولوجيا غير تقليدية في مجال المياه كتحليّة مياه البحر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة
وزير الطاقة الايراني : 80 دولة في آسيا تقع ضمن نطاق المناطق الجافة امامها تحد كبير في توفير المياه للاستهلاك اليومي

تغطية – مصطفى بن احمد القاسم:
قال معالي احمد بن عبدالله الشحي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه بأن قضية المياه تعد من القضايا الهامة التي تحتاج إلى تكريس كافة الجهود للمحافظة عليها لاسيما وأننا نعيش في منطقة تعتبر من أكثر مناطق العالم ندرة في المياه حيث يعاني نصف سكان المنطقة أوضاعا مائية صعبة للغاية لذلك تمثل المياه في المنطقة مسألة تنمية، أكثر منها في أي منطقة أخرى من مناطق العالم.
جاء ذلك في كلمة معاليه خلال افتتاح الندوة الدولية حول استخدام المياه غير التقليدية في المناطق الحضرية التي تنظمها وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وبالتعاون مع المركز الإقليمي لإدارة المياه في المناطق الحضرية بطهران والتي أقيمت تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر بن محمد الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والسعادة الوكلاء وعدد من أعضاء المكرمين أعضاء مجلس الدولة وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والتي تختتم فعالياتها ظهر اليوم.
واضاف معاليه لقد شرعت بلدان المنطقة في التصدي لمشكلة ندرة المياه الطبيعية عن طريق إيجاد مصادر مائية بديلة وغير تقليدية من خلال ضخ الاستثمارات في البنية التحتية حيث زاد نطاق تغطية إمدادات المياه زيادة ملحوظة وبات أكثر من ثلاثة أرباع السكان يحصلون الآن على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي المحسّنة علاوة على ذلك، تتصدر هذه المنطقة بلدان العالم في تطبيق تكنولوجيا غير تقليدية في مجال المياه مثل تحليّة مياه البحر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بالطرق الصحية والسليمة.
وأكد معاليه إن السلطنة تواصل جهودها في مجال تنمية وإدارة الموارد المائية سواء التقليدية أو غير التقليدية من خلال إنجاز استثمارات كبيرة في البنية التحتية للاستفادة من مياه الأمطار وبناء سدود التخزين والاستفادة منها في تغذية الخزانات الجوفية ، وإنشاء محطات تحلية مياه البحر ومحطات الصرف الصحي المعالجة للمياه إلى جانب الاستفادة من تطبيق التقنيات الحديثة في مجالات تجارب الاستمطار الصناعي ومعالجة المياه المصاحبة للنفط وإعادة استخدامها واصطياد مياه الضباب أثناء موسم الخريف بمحافظة ظفار وذلك بهدف تعزيز الموارد المائية بالسلطنة مشيرا معاليه إلى ان تنظيم هذه الندوة بالتعاون مع المركز الإقليمي لإدارة المياه في المناطق الحضرية في ظل وجود هذه الكوكبة من المتخصصين والباحثين فرصة سانحة لإلقاء الضوء على التجارب الناجحة وتقديم مبادرات علمية وبحثية بالإضافة إلى دعم الباحثين العلميين في مجالات استخدام المياه غير التقليدية في إدارة المياه الحضرية وإننا على ثقة بأن تحقق هذه الندوة نتائج إيجابية من خلال أوراق العمل المتخصصة والحالات الدراسية والنقاشات البناءة بهدف الاستفادة منها في المجالات العملية والتطبيقية.
عقب ذلك ألقى سعادة ستار محمدي مساعد وزير الطاقة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية كلمة في حفل افتتاح الندوة الدولية حول استخدام المياه غير التقليدية في المناطق الحضرية قال فيها يسعدنا المشاركة في هذا المؤتمر الدولي الكبير والذي تستضيفه السلطنة ممثلة بوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه حيث تشكل هذه الندوة فرصة كبيرة لتبادل الآراء والخبرات والتحديات التي تواجه البلدان المشاركة في هذه الندوة من حيث ندرة المياه الجوفية .
وقال ستار محمدي ان المركز الاقليمي والذي تأسس في العام 2002 يضم في عضويته 16 دولة بالإضافة الى ثماني منظمات دولية تعني بشأن المياه نظمت 56 فعالية ومؤتمر حول إدارة الموارد المائية وإعادة استخدام المياه العادمة والتغيرات المناخية والاستشعار عن بعد كما درب المركز 6500 شخص.
وأضاف سعادة محمدي ان هناك ما يقرب من 80 دولة في منطقة آسيا تقع ضمن نطاق المناطق الجافة بالإضافة الى ان هناك تحديا كبيرا يواجه هذه الدول في مجال توفير المياه للاستهلاك اليومي خاصة مع وقوع هذه الدول ضمن حزام المناطق الجافة او القليلة او النادرة هطول الأمطار مع تزايد الطلب على المياه وزيادة في النمو السكاني لهذه الدول والتقدم السريع في المجالات الاقتصادية لذلك فإننا نطمح الى الحد من زيادة الطلب على المياه وتعزيز قدرات المتدربين وتحسين محطات الصرف الصحي وتحديد السعر الحقيقي للمياه ووضع الخطط من إخطار التلوث والاستفادة من الموارد الهيكلية للمياه.
بعد ذلك تم تقديم عرض مرئي حول عمليات المسوحات المائية ونشر شبكات المراقبة المائية الحديثة حيث تعول السلطنة على استخدام المياه غير التقليدية في سد العجز المائي كما جاء في العرض المرئي الى ان لدى السلطنة 94 محطة منتشرة في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة بالإضافة الى مراقبة مستويات المياه وكيفية مياه الصرف الصحي .
كما بين العرض كيفية الاستفادة من المياه المصاحبة لعمليات استخراج النفط والتي تعادل 7 براميل مياه لكل برميل نفط وبالتالي فان السلطنة تعمل على الاستفادة من هذه المياه بعد تكريرها خاصة في الزراعة مع العمل على استغلال الضباب مختتما العرض المرئي الى ضرورة مشاركة المجتمع المدني في الحد من استهلاك المياه والترشيد قدر المستطاع.
وعقب ختام افتتاح الندوة صرح معالي الدكتور فؤاد بن جعفر بن محمد الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية بأن تنظيم مثل هذه الندوات التي تعنى بعملية استخدام المياه غير التقليدية مهم للسلطنة كون وقوعها على شريط البلدان التي تعاني من محدودية المياه وبالتالي قضية استخدامات المياه وترشيدها وتقنينها على اعتبار ان المياه هي عصب الحياة في أي مجتمع وخصوصا الإنتاج الغذائي والزراعي بشكل خاص وبالتالي أصبح الأمر ملحا في البحث عن البدائل ومصادر المياه وتقنين استخدامها لآخر قطرة مهم جدا وهذا ما تسعى اليه السلطنة.
وأضاف معاليه ان موضوع المياه مهم جدا في حياتنا وحياة البشر مشيرا معاليه الى ان الزراعة تستخدم 80 % من كميات المياه المستخرجة من باطن الأرض والعمل على استخدام المياه البديلة كمياه الصرف الصحي المعالجة واستمطار الضباب .
من جانبه قال سعادة المهندس علي محمد العبري وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشؤون موارد المياه ان هذه الندوة تعقد بالتنسيق مع المركز الاقليمي لادارة المياه الحضرية التابع للامم المتحدة ومقره طهران والندوة تسلط الضوء على قضية الموارد المائية وحسن استغلالها سواء كانت هذه الموارد موارد تقليدية أو غير تقليدية وهنا ما تعنى به محاور عمل الندوة الاساسية المياه غير التقليدية كما يعلم الجميع في البلدان التي تعاني من ندرة في مواردها الطبيعية المائية لا بد من التفكير جديا في افضل السبل وافضل الممارسات التي يمكن من خلالها البحث عن مصادر مياه غير تقليدية او بديلة عما هو متاح وجعلها متاحة للاستخدام للقطاعات المختلفة وهناك تنام للاستخدامات المائية لمختلف القطاعات سواء كانت قطاعات زراعية او صناعية او تجارية او سياحية هذه القطاعات أصبحت تشكل ضغطا على الموارد الطبيعية المائية وهنا يتم البحث عن أفضل الممارسات والتقنية التي يتم بها معالجة المياه سواء كانت مياه تحلية أو مياه صرف صحي معالجة أو التقنيات الأخرى التي ترفد هذا الجانب سواء كانت استمطار صناعي او حتى اصطياد مياه الضباب كما هو الحال في محافظة ظفار هذه الممارسات ستخضع للتقييم وهناك أوراق عمل جيدة جيدا ترقى الى مستوى الطموح تأتي من مختلف الميادين سواء كانت بحثية او ميادين عملية تأتي بتجارب او نظريات مستحدثة تعالج ما هو قائم من إشكاليات ونأمل من خلال جلسات الندوة ان يخلص المشاركون في الندوة الى قرارات واضحة بما يرفد هذا الجانب وتوجه هذه القرارات أو هذه التوصيات الى الجهات المعنية لتطبيقها بما يخدم صالح المجتمع والهدف هو سلامة الناس وسلامة الاستخدامات وتوفير مياه آمنة وكذلك لسلامة البيئة المحيطة وهذا نأمل أن تكرس الجهود من مختلف الجهات لما سيتم التوصل اليه من قرارات.
وتناقش الندوة 30 بحثاً وورقة علمية مقدمة من أكثر من 30 مشاركا من داخل السلطنة وخارجها ، الى جانب المشاركات الدولية لمختصين وخبراء من عدة دول إضافة الى مشاركة أكثر من 12 متخصصا من داخل السلطنة يمثلون عددا من الجهات الحكومية والخاصة من بينها جامعة السلطان قابوس وبلدية ظفار وحيا للصرف الصحي والجمعية العمانية للمياه.
ويأتي تنظيم الندوة الدولية بهدف إيجاد مفاهيم علمية وتكنولوجيا حديثة في استخدام المياه غير التقليدية، وإلقاء الضوء على التجارب الناجحة وتقديم مبادرات علمية وبحثية بالإضافة إلى دعم الباحثين العلميين في مجالات استخدام المياه غير التقليدية في إدارة المياه الحضرية.