تنظمة "الأوقاف والشئون الدينية"

خالد المرهون : عنوان البرنامج يعبر عن نهج السلطنة والفكر السامي لإرساء روح التسامح والتعاون بين كافة شعوب العالم

وزير الدولة ومحافظ ظفار : الإسلام دين محبة وسلام للجميع ونشكر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على سعيها لنشر رسالة الإسلام الحقيقية بين دول العالم

تغطية - أحمد أبو غنيمة:
رعي صباح أمس معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية حفل تدشين برنامج (الإسلام..تفاهم وتعايش وتعاون) بمسرح أوبار بالمديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفاربحضور معالي السيد محمد بن سلطان بن حمود البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار ومعالي الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله السالمي وزير الأوقاف والشئون الدينية وعدد من أعضاء مجلس الدولة المكرمين وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأصحاب السعادة الوكلاء والمسئولين ومدراء الدوائر الحكومية والشيوخ والأعيان وجمهور من المواطنين والمهتمين بهذا المجال.
بدأ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بعدها ألقت منال بنت عبد العزيز بن محمد الرواسية باحثة شئون دينية بمكتب معالي وزير الأوقاف والمشرفة العامة على البرنامج كلمة أشارت فيها إلى أن الإسلام هو دين السلام جاء ليضيئ الأرض بالحق وليحفظ للبشرية كافة الحقوق وقد حمل لنا رسالات سماوية توالت عبر الزمان تحمل في طياتها أسس ومعايير وذوقيات أخلاقية في العبادة والمعاملة سواء مع الخالق أو المخلوق فأعطي لنا دستورا ومنهجا لمن أراد الفلاح والنجاح في الدنيا والأخرة . مشيرة إلى ما نشاهده تلك الأيام علي شاشات التلفاز من أحداث وصراعات يدمي لها القلب ويعصف لها العقل ومن المؤسف أن معظمها نسب إلى الإسلام والإسلام منها براء بما يصنعون ويدعون كما ذكرت قصة قتل قابيل لأخيه هابيل من باب العبرة والعظة هو لإفتقاد قابيل لعنصر جهاد النفس وهو الذي يلجم البشرية المتمردة ويهذبها لتطفئ نار الغضب والغيرة والحقد وهو العنصر الذي تستقيم به النفس البشرية وبذلك العنصر وهو جهاد النفس يتحقق السلام الداخلي والخارجي فأينما وجد جهاد النفس وجد السلام وأينما غاب حل الدمار والخراب.
وأضافت منال الرواسية : إن التفاهم هو محور التعايش والتعايش هو نتاج لتعاون إيجابي وهو بلورة التفاهم فالتفاهم والتعايش والتعاون حلقة تربط إختلافات فكرية وعقائدية ومهاراتية وتشد أواصرها لتشكل هيكل الرخاء والنماء للفرد والمجتمع.
كما أشارت إلى أن برنامج(الإسلام..تفاهم وتعايش وتعاون) جاء ليربط هذه الزوايا ببعضها فالتعارف هو تبادل الثقافات والعلوم والمعارف والتعايش هو تفعيل القيم الإنسانية والأخلاقية بين الأفراد مهما إختلفت عقائدهم وإتجاهاتهم وهوياتهم والتعاون هو توحيد الجهود الجماعية لتحقيق إنجازات متعددة.
فكما علمنا قائدنا باني النهضة ـ حفظه الله ورعاه - قائلا: إن الفكر متى ما كان متعددا ومنفتحا لا يشوبه التعصب) واختتمت الرواسية كلمتها بأن الإسلام رسالة من الله تعالى حملها المصطفى (ص) للبشرية ومن هذا المنبر ندعوا طلاب العلم بل وكل قلب مؤمن بالله أن يقابل الرأي الآخر بالقبول أو الإعراض عنه فعلماؤنا من أناروا لنا الطريق بعلومهم لم يتفرقوا بالرغم من إختلاف أرائهم وأحكامهم فليس بيننا نبي لا ينطق عن الهوى وليس من بيننا من كلماته عبارة عن وحي يوحي وكلنا نجتهد ونسعي علنا نصيب.
بعدها ألقي الدكتور محمد بن سعيد المعمري مستشار وزير الأوقاف للشئون العلمية كلمة قال فيها : يشترك جميع البشر في الأصل الآدمي ووحدة المنشأ ومع ذلك هم مختلفون ويتوزعون على عدد كبير من وجوه التنوع سواء في القومية أو اللغوية أو الدينية أو العرقية سبعة مليارات نسمة من سكان العالم اليوم يرجعون إلى حوالي ستة آلاف تجمع إثني وأغلب دول ومجتمعات العالم هي مجتمعات تعددية.
والناس معادن هكذا تقول الحكمة النبوية للرسول الكريم(ص)وتثبته التجربة ووجة الشبه أن إختلاف الناس في الغرائز والطبائع كإختلاف المعادن في جوهرها وأن رسوخ الاختلاف في النفوس كرسوخ عروق المعادن فيها والمعادن كما أن منها ما لا تتغير صفته فهنالك ما يتغير ويتبدل مع الأيام والناس معادن في أصل التدين والإتصال بالوحي والعمل الصالح والناس معادن في مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات والناس معادن في أحوال اليسر أو العسر فما داموا في عافية فهم مستورون أما إذا نزل بهم أمر وإبتلاء صاروا إلى حقائقهم فصار المؤمن إلى إيمانه وصار غيره إلى ما يؤمن به.
وأضاف الدكتور محمد المعمري: بهذه الحكمة تدرك العقول طبيعة التنوع والإختلاف في الجانب الديني وكيفية التعامل معه وتنوع بين الأمم في عمومها وإن صنائع الخير عمل القلوب المؤمنة وتصديق النوايا الصالحة وحيث وجد ذلك إنتشر المعروف بين الناس ولم تزل حكمة أهل عمان بفضل الله مستمرة في نشر ذلك ووزارة الأوقاف والشئون الدينية على هذا النهج كغيرها من مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع العماني حيثما كانوا على هذه الأرض الطيبة إدراكا للمسئولية الحضارية وعملا بمقتضى الرسالة وحبا في نزول أقدار الخير على المجتمع والعالم ذاكرين على الدوام رسالة رسولنا الكريم (ص) ودعوته لنا وثنائه علينا:(لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك). والفعالية التي نشهدها اليوم شكل من أشكال تأكيد هذه الرسالة والتعريف بها وإستمرارا لنهج الوزارة في إقامة المناشط الخيرة والبرامج الهادفة لتعزيز القيم وتعميق الهوية والدعوة إلي التعايش والتعاون والتفاهم.
بعد ذلك قام معالي الشيخ راعي الحفل بتدشين البرنامج وتكريم المشاركين بالبرنامج لجهودهم في إبراز رؤية(الإسلام..تفاهم وتعايش وتعاون) كما قدم معالي الشيخ وزير الأوقاف والشئون الدينية هدية تذكارية لراعي الحفل وعلى هامش حفل التدشين افتتح معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية المعرض الذي أقيم بقاعة سمهرم بالمديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفارحيث قام معاليه بقص شريط الافتتاح إيذانا بافتتاح المعرض ثم تجول معاليه والحضور في أركان المعرض واستمع خلالها إلى شرح تفصيلي عن أركان المعرض.
وعقب ختام حفل التدشين صرح معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية للأجهزة الإعلامية المختلفة قائلا : يأتي تدشين برنامج ( الإسلام .. تفاهم وتعايش وتعاون) ضمن نهج السلطنة والفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- في إرساء روح التسامح والتعاون بين كافة شعوب العالم وهذا هو نهج الإسلام مقدما معاليه الشكر للحكومة ممثلة بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية في نقل الفكر الديني الصحيح إلى كافة شعوب العالم.
من جهته أكد معالي السيد محمد بن سلطان بن حمود البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفارقائلا :أن التفاهم والتعايش والتعاون هي رسائل واضحة وهي رسالة الإسلام والاسلام دين محبة وسلام للجميع ونشكر وزارة الاوقاف والشؤون الدينية على إقامة مثل هذه الفعاليات لنشر رسالة الإسلام الحقيقية وهناك جولات خارج السلطنة لنشر الفكر الاسلامي بين دول العالم وننتمى أن تتواصل هذه الندوات لشرح روح المحبة والتفاهم بين شعوب العالم.