دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تتركز المعارك التي يخوضها الجيش السوري في إطار ملاحقته للمسلحين على سجن حلب، حيث يسعى المسلحون إلى السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية، في حين بدا الجيش السوري واثقا من تحقيق النصر، في الوقت الذي تواترت فيه أنباء عن تلقي عدد من المسلحين بينهم قائد ما يسمى "الجيش الحر" عبد الإله البشير النعيمي تدريبا عسكريًّا في إسرائيل، فيما تفاقمت مخاوف أوروبا من ارتداد المسلحين الذين يقاتلون في سوريا إليها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري أن "سجن حلب هو هدف المسلحين الإرهابيين، فهم يحاولون تركيز جهودهم من أجل الاستحواذ على المنطقة"، مشيرا إلى أن هذا السجن "هو أحد المحاور التي يعمل الجيش على تركيز عملياته فيها لإفشال خطط المسلحين".
واوردت صحيفة "الوطن" السورية في عددها أمس ان الجيش السوري حقق "تقدماً جديداً في مدينة الشيخ نجار الصناعية شرقي حلب خلال عمليته العسكرية الرامية لتطهير محيط سجن حلب المركزي لفك الحصار المضروب حوله".
ويسعى المسلحون إلى السيطرة على السجن واطلاق سراح نحو 3500 سجين في داخله، بينهم اتباع لهم.
ونقلت الصحيفة السورية عن "خبراء عسكريين" قولهم ان القوات النظامية "وبهدف تسريع عملية تطهير محيط السجن، عدلت من خطتها العسكرية بحيث صار لزاماً على وحدات الجيش التمركز في مراكز استراتيجية متقدمة داخل المدينة كنقاط ارتكاز للانطلاق صوب السجن". واشارت إلى ان من بين تلك المواقع "منطقة المستودعات الحيوية كونها تشرف على السجن وبإمكان المدفعية المتمركزة فيها استهداف التعزيزات القادمة نحوه والمساعدة في صد الهجمات عليه".
ولا تقتصر أهمية هذه المنطقة على قربها من السجن المركزي، بل أيضا لأن السيطرة عليها تعني ان الجيش سيكون في تمركز يتيح له فرض حصار على المناطق الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة المسلحين.
الى ذلك قال العماد علي عبد الله أيوب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن الجيش مصممة على مواصلة مهامه الوطنية في القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة وتخليص سوريا من شرورها وآثامها.
وأشار العماد أيوب خلال تفقده أوضاع المقاتلين وجاهزيتهم القتالية في بعض الوحدات العاملة بالمنطقة الوسطى برفقة عدد من ضباط القيادة العامة إلى نجاحات القوات المسلحة وجاهزيتها الدائمة منوها بالروح المعنوية العالية للمقاتلين.
والتقى رئيس الأركان عددا من القادة الميدانيين واطلع منهم على المهام القتالية التي ينفذونها في ملاحقة التنظيمات الإرهابية المسلحة والجهود المبذولة لإعادة الأمن والاستقرار إلى بلدة الزارة في منطقة تلكلخ.
بدورهم أكد المقاتلون ثقتهم بالنصر واستعدادهم الدائم لتقديم التضحيات في سبيل الوطن وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه.
من ناحية اخرى تحدثت أنباء عن تلقي مسلحين تدريبا عسكريا في اسرائيل.
ونقلت مواقع اخبارية عن مصادر اسرائيلية عديدة أن "إسرائيل على اتصال دائم مع العديد من أعضاء الائتلاف (معارضي الخارج) وهناك تعاون كبير في توفير الدعم المستطاع "للعناصر المسلحة" التي تنتمي لهذا الائتلاف أو المحسوبة عليه".
واكدت المصادر نفسها أن أكثر من 700 من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا تلقوا العلاج الطبي في مستشفيات "إسرائيل" العام الماضي وأن "إسرائيل" تفرض أجواء السرية والتعتيم عليهم مشيرة إلى أن "إسرائيل تعيد الذين تلقوا العلاج إلى داخل سوريا مجددا عبر بوابات خاصة على الحدود".
كما نقل موقع واللا الإسرائيلي عن ضابط كبير في جيش الاحتلال الاسرائيلي قوله إن "عدد "الجرحى السوريين" الذين قام الجيش الإسرائيلي بنقلهم ومعالجتهم بلغ أكثر من 1600 مصاب وأن قسما منهم عولجوا فور نقلهم مباشرة على يد طواقم طبية عسكرية إسرائيلية".
كذلك كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية نقلا عن موقع جلوبل ريسيرتش معلومات تفيد بأن ما يسمى "قائد الجيش الحر" عبد الإله البشير النعيمي تم إعداده وتدريبه عسكريا في إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة الاسرائيلية أن "البشير تلقى علاجا في إسرائيل العام الماضي عندما أصيب في مواجهات مع الجيش السوري وكان حينها مسؤول القيادة العسكرية لقوات المعارضة جنوب سوريا".
وأضافت معاريف "بعد إصابته وعلاجه في اسرائيل أعلن عن وفاته وعن دفنه في درعا من أجل التغطية على وجوده في إسرائيل ولكن أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر قبل أيام إقالة اللواء سليم ادريس من مهامه كرئيس لهيئة الأركان وتعيين البشير مكانه".
وفي السياق ذاته أكد قائد في جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الشمال أن نقل جرحى المسلحين للعلاج في إسرائيل يتم بالتنسيق مع "المعارضة السورية".
في غضون ذلك تزايدت المخاوف في أوروبا من ارتداد المسلحين اليها حيث توقعت الحكومة الألمانية تزايد عدد المتطرفين الذين يسافرون إلى سوريا.
وذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج" الألمانية الصادرة امس نقلا عن وزارة الداخلية الألمانية: "الوضع لا يزال نشطا. من المتوقع أن يواصل عدد حركات السفر من أوروبا (إلى سوريا) بوجه عام في الارتفاع".
ووفقا لتقرير الصحيفة، رصدت الداخلية الألمانية عودة 50 مسلحا من سوريا إلى ألمانيا.
وذكرت الوزارة أن من بين هؤلاء أكثر من عشرة أفراد لديهم خبرات قتالية ، موضحة أن العائدين لهم صلات بمسلحين آخرين.
من جهة أخرى أكد جهاز الاستخبارات الخارجية النروجي أن "التهديد الإرهابي" ضد النرويج سيتفاقم في العام الجاري نتيجة مشاركة عشرات الرعايا من الدول الاسكندنافية في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا.
وقال الجهاز النرويجي في تقريره السنوي لتقييم التهديدات المحتملة الذي نشر امس إن "هناك ما بين 40 و50 شخصا على الأقل على علاقة بالنرويج شاركوا أو يشاركون في المعارك ضد الحكومة السورية وقد يعودون متمرسين في القتال ومتطرفين".
بدوره أشار رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية النروجي الجنرال كيال غراندهاغن إلى أن هذه النتائج يمكن أن نستخلص منها أن التهديد سبق أن تفاقم وأنه سيواصل التفاقم عام 2014 موضحا أن هؤلاء "الأشخاص الذين يذهبون إلى سوريا غالبا ما ينشطون في صفوف الجماعات الأكثر تطرفا على غرار تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" و"جبهة النصرة".
وقدر الجنرال النروجي عدد الرعايا الأوروبيين الذي توجهوا إلى سوريا للمشاركة في القتال بنحو الفي شخص وذلك من دون أن يذكر مصدر تقديراته.
في سياق متصل أكدت صحيفة فيردنس جانج النروجية في عددها الصادر اليوم أن نحو 10 نساء غادرن النروج في الأشهر الـ 18 الماضية للالتحاق بالمجموعات الإرهابية في سوريا.