يتناول الدكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام في هذا العدد عنصر "الإيقاع" في ديوان "وصايا قيد الأرض" للمهندس الشاعر سعيد الصّقلاوي الذي تنوّع فيه الشّاعر بإيراده، فيما نظم من قصائد الدّيوان، مشيرا "بوحجام" إلى ان الشاعر أكثر تفنّنه الكبير في إيجاد هذا الإيقاع بمختلف صوره وأشكاله، مطلقًا العنان لموهبته كي تبدع، ولمشاعره كي تختار ما يناسبها من الإيقاعات لتعبّر وتصوّر ما ترمي نقله إلى المتلقّي.
مشيرا في بداية بحثه ان مضامين الديوان توزّعت بين البوح ببعض الأشجان الخاصّة، وتناول الجانب الحضاري لسلطنة عمان، وعرض بعض القضايا الرّاهنة، التي عالجها الشّاعر برؤى خاصّة، وموضوعات أخرى.
مضيفا ان قصائد الدّيوان تميّزت بتوفّرها على العناصر المطلوبة في كتابة الشّعر، من التّصوير والرّمزيّة، والموسيقى المتنوّعة (الجرس والوزن والإيقاع). .. وغيرها ممّا جعل الدّيوان تحفة أدبيّة، تضاف إلى بقيّة الدّواوين التي نشرها الشّاعر.
وعرج ابو حجام إلى ان ديوان "وصايا قيد الأرض" في حاجة إلى دراسات من أوجه متعدّدة، في الرّمزيّة التي تضمّنها، بداية من عنوانه الذي يحمل من الذّاكرة العمانيّة دلالات كثيرة، ترجع به إلى الإمام اليعربي سيف بن سلطان بن سيف اليعربي، الذي لقّب بــ "قيد الأرض" لعدله وتقييده البلاد وضبطه الممالك..كما أنّ كثيرًا من عناوين قصائد الدّيوان تحمل دلالات عميقة، ورمزيّة عاليّة.
ونقدم في أشرعة ايضا عدد من النصوص الشعرية المشاركة في مسابقة الملتقى الأدبي الحادي والعشرين التي اختتمت مؤخرا في نزوى في المجالين "الفصيح والشعبي" ، إضافة إلى النصوص القصصية الفائزة في المسابقة .
ويقدم الباحث حارث بن سيف الخروصي في هذا العدد المراحل التاريخية لتطور الأفلاج في عمان باعتبارها شريان حياة معرجا إلى أهم الرؤى الاقتصادية الكفيلة في ان تؤمن هذا التدفق لتلك الأفلاج لفترات مقبلة بشكل أكثر تطورا.
ويواصل الدكتور أحمد بالخير (استاذ الدراسات اللغوية بكلية العلوم التطبيقية بصلالة) تقديم نافذته اللغوية، حيث يقدم يواصل هذا الاسبوع طرح موضوعه "تيسير النحو" ، كما يختتم في هذا العدد محمد بن عبدالله العليان موضوعه "ماذا بعد .. تعقبات هادئة على الأخ المقبالي" ، ويواصل المعماري الدكتور وليد أحمد السيد تقديم حلقته "من مذكرات عربي مهاجر" حيث يسرد قصة التعرف على منتدى الكوفة ومحمد مكية.
كما يطوف العدد في اروقة المعرض التشكيلي "حكايتها مع الشجر" للفنانة التشكيلية الفلسطينية ريما المزين التي تستلهم فيه التراثَ الكنعاني وتقدم حوالي خمسين لوحة تكشف عن اهتمامها بالتاريخ، بخاصة المرتبط بالحضارة الكنعانية، تأثراً بأبيها الفنان والباحث والمؤرخ الفلسطيني عبد الرحمن المزين.
اما الزميل طارق علي سرحان فيقدم رؤيته السينمائية في هذا العدد حول فيلم "الطفل ٤٤" بعنوان "بورتريه سوداوي حول الفترة الستالينية" وفيلم "الطفل ٤٤" هو فيلم إثارة وجريمة، عن سيناريو للكاتب ريتشارد بريس ، من انتاج ريدلي سكوت وإخراج السويدي دانيال اسبينوزا، الذي عرفناه في فيلم الأكشن أو المخبأ للبارع الاسمر دينزل واشنطن، ليطل علينا اليوم بشريطه الداكن، الذي يثير القشعريرة والبرودة في الابدان، حيث الجرائم الغامضة في زمن الستالينية. الفيلم مقتبس من الرواية الاولى لثلاثية الكاتب البريطاني توم روب سميث المستوحاة بدورها من وقائع اجرامية حقيقية اقترفها اندريه تشيكاتيلو ‏الشهير بـ "وحش أو سفاح روستوف" الذي اعتقل عام 1990 وأعدم عام 1994 بعدما أدين بجرائم قتل وتشويه 52 امرأة وطفلا في روسيا السوفيتية في حقبة الخمسينيات.
يقوم بدور بطولة الفيلم توم هاردي الذي سطع نجمه في سماء هوليوود مع مطلع القرن الحالي، يقوم بدور الضابط في الاستخبارات السوفيتية (ليو ديميدوف) وزوجته المُدرسة (رايسا) التي تجسدها الفنانة ناوومي راباس، اللذان يلتقيان للمرة الثانية ويشاركهما البطولة كل من الفرنسي فنسان كاسيل بشخصية الدكتور (زورابن)، الممثل المخضرم غاري اولدمان ويقوم بدور الجنرال (ميخائيل نيستروف) والذي سبق واجتمع ايضا مع هاردي في 3 أفلام سابقة.