يَا رَاحِلًا فِي فُؤَادِي
يَصْطَادُ شَوْكَ القَتَادِ
وَيَصْطَلِي بِجَفَافِي
وَحُرْقَتِي وَاتِّقَادِي
عَرِّجْ يَمِينًا وَشَمِّرْ
لِلتَّلِّ دُونَ اتْئَادِ
فَخَلُفَهُ وَارِفَاتٌ
خَبَّأْتُهَا مِنْ وِدَادِي
وَتَحْتَهَا نَبْعُ مَاءٍ
يَرْوِي عِطَاشَ البِلَادِ
فَاشْرَبْ عَلَى الرَّحْبِ مِنْهُ
وَاتْرُكْ نَصِيبَ العَوَادِي
أَنْتَ المُغَامِرُ فَرْدًا
لَمَا عَلِمْتَ حِدَادِي
وَأَنْتَ تَعْلَمُ حَتْمًا
تَصَحُّرِي وَاشْتِدَادِي
وَأَنَّ ثَمَّةَ مَاتَتْ
مِنْ قَبْلُ سُفْنُ البَوَادِي
يَا رَاحِلًا دُونَ زَادِ
إِنَّ المَحَبَّةَ زَادِي
فَتِّشْ لَعَلَّكَ تَحْظَى
بِبَعْضِهَا فِي رُقَادِي
فَإِنَّهَا حِينَ أَصْحُو
تَنْدَسُّ تَحْتَ الرَّمَادِ
وَحِينَ أَغْفُو تَرَاهَا
تَخْتَالُ فِي كُلِّ وَادِ
وَإِنْ وَجَدْتَ سَوَادِي
فَافْقَأْ عُيُونَ السَّوَادِ
وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْهُ
فَإِنَّهُ شَرُّ عَادِ
قَدْ أَلْبَسَتْنِي ذُنُوبِي
إِيَّاهُ؛ يُوْهِي جِلَادِي
اقْتُلْهُ يَا صَاحِ إِمَّا
قَدِرْتَ وَارْفَعْ عِمَادِي
وَاسْكُنْ بِأَهْلِكَ فِيهِ
فَأَنْتَ أَهْلُ الرَّشَادِ
وَانْصِبْ خِيَامَكَ حَتَّى
أَرَى ازْدِهَارَ الفُؤَادِ

سعيد بن سليم النوتكي