مسقط ـ "الوطن" : تصوير ـ سالم الرميضي :
انطلقت مساء أمس بصالة ستال للفنون بمدينة السلطان قابوس أعمال معرض "مرايا" وذلك تحت رعاية صاحبة السمو تانيا بنت شبيب آل سعيد وبحضور نخبة من الفنانين والمهتمين في مجال الفنون التشكيلية.
وشمل المعرض والذي سيستمر لمدة ثلاثة أسابيع على لوحات خمس فنانات هن إنعام بنت أحمد ونادية البلوشية وشيماء أشكناني ونعيمة الميمنية وراديكا هاملاي، يقدمن من خلالها رؤيتهن الفنية في مجالات متنوعة وأساليب متجددة.
واستطاعت الفنانة إنعام أحمد خلال فترة بسيطة أن تجد لنفسها لغة تشكيلية خاصة تنتهجها مع لوحاتها بمختلف الأبجديات القديمة التي تعشقها بشهادة اللوحة، حيث يجد الفنان والمتذوق أبجديات ورموز الحضارات القديمة كالأشورية والأوغاريتية والآرامية والكنعانية وأبجدية عاد في لوحاتها.
وتستخدم الفنانة إنعام أحمد في أعمالها كولاج لأختام ورقميات طينية مما يمنح معنى أعمالها قوة إبداعية أكبر تزيد من تناسق اللوحة. أما الفنانة نعيمة الميمنية فتستخدم الألوان والأكريلك على القطن وقماش الكانفس في أعمالها محاكية السطح الأبيض لإبراز معالم العمارة العربية والإسلامية بشكل عام والتي من خلالها تسلط الضوء على العلاقات الإنسانية المتلاحقة في كل الأماكن التي تبدأ منها ذكرياتنا من الصغر وتستمر معنا، وتبقي قصصا تتحرك في مخيلتنا، تحمل معها الكثير من الحنين وهي فلسفة الإنسان والمكان. وتدخل نعيمة الميمني رقائق الذهب والفضة والنحاس في أعمالها في إشارة إلى أن التراث الأصيل سيبقى غنيا في مفرداته.
في حين تقدم الفنان شيماء أشكناني أعمالها بمخرجات ومعطيات ودلالات ذات مفاهيم إنسانية بشفافية لتشكل موضوع يتغلغل في وجدان المتلقي ويبحر به إلى خيال أكثر اتساعا وفكرا، فأعمالها تعكس الحالات الوجدانية والتفاعل مع الخبرات التي مر بها الفرد وقد خزنت داخل باطن الوعي والاوعي، وتخرج تلك الأعمال بأحاسيس ومشاعر ومكنونات النفس الدفينة إلى ساحة العرض لتلاقي إنفعلات وذوق المتلقي.
وتختار الفنانة نادية بنت جمعة البلوشية مواضيعها ببساطة وتنوع، فتراها تتناول الطبيعة برؤية خاصة وزاوية ذاتية، فتجد عندها الأشجار والجبال والصحراء والقرى القديمة ذات خطوط منكسرة وحادة، وانعكاسات ضوئية مختلفة الاتجاهات تمثل في حركة لونية لتظهر التباين في اللوحة العشوائية وهي مدروسة وتعمل على إيصال التعبير المقصود.
وتعكس أعمال الفنانة راديكا هاملاي رحلة لا نهاية، لها في صراعات فلسفية وعلاقات إنسانية معقدة، وحين تسعى إلى المتعة من خلال التأمل للوصول إلى عوالم أبعد مما قد تصل إليه الحواس، فإنها لا تبتعد كثيرا عن الحقيقة.
تجد راديكا هاملاي مساحات فارغة في عقل الإنسان، ولكنها في الوقت ذاته تنبض بالحياة والتعقيد، وترى الفنانة كثيرا من المشاعر المتشابكة فهناك قصة عن علاقة ناشئة مع البيئة المحيطة تنمو شيئا فشيئا وتجد السلام الداخلي من الهدوء والطمأنينة التي نشأت من تشرب العقل بالذات وعدم تفكيرة بأي شي أخر.
ويأتي معرض "مرايا" كإسهام جديد في سجل مشاركة المرأة في الحياة الفنية بالسلطنة، وإنعكاس لدورها الحيوي ومساهمتها الحتمية في المشهد الثقافي العام على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تتطلع إلى عرض أعمال نخبة من الفنانات في هذه المساحة الفنية العصرية.
وتعد صالة تسال للفنون من المشاريع الثقافية، حيث صممت لتكون معرضا وأستوديوا فني تحتضن في جو خاص للفنون البصرية في قلب مسقط مما يكفل ويشجع الإبداع والتذوق والتواصل البصري، حيث تستقطب المواهب من جميع الفئات العمرية وتقدم الدعم اللازم لهم محليا وعالميا.الجدير بالذكر أن معرض "ستال" سيستمر لمدة ثلاثة أسابيع ابتداء من الساعة السابعة والنصف مساء من الأحد وحتى الخميس من كل أسبوع.