كل طريق إلى نسيانك سلكته، وكل وسيلة إلى راحتي منك جربتها، وتفننت في أن أصبح منك خالي اليدين، فارغ البال، ناقض عهد الأمس ..واقتربت منك تشدني إليك حبالي البالية من صنيعك ، ثم ابتعدتُ، ثم اقتربتُ، ثم ابتعدتُ، ثم اقتربتُ ..ثم استبشرت خيرا بقرارك الظالم، والذي سرعان ما تمخض عن نهاية هي البداية لمرحلة من عذاب حبك في حياتي.
كان القرار يمثل لي فتحاً في إغلاق آخر المنافذ المشرعة بيني وبينك، وينهي هذه المسرحية المفتونة بخيالاتك الزائفة ، المتواصلة في سرد قصة من قصص الألم بيني وبين أخبث ما حملت قصص الحب من تصاوير الضلال، وحماقات الأوهام.
كنت يومها كالفارّ منك إليك، حتى إني لأجرب كل يوم دفء أحضان النساء غيرك علّي أجد فيها سلوة عادلة تنسيني منك جميع خيالات الغرام الموهومة، وكنت كلما طواني القدر في حضن أنثى أبصرتك فيها نتيجة محتومة، ووجدتك تنفين عن مخيلتي أوصاف النساء لتثبتي فيها العهد الأول لك يا رواء السراب دون سدة الباب..
ووجدتني لا أطعم من النساء شيئا رغم الشهد المصبوب في حلقي بين قُبلة وأخرى، ورغم الورد المبثوث عطرا مسكرا في رئتي يحتويني حضنا من ورد، ويكتنفني جوا من أطايب الشذا، ورغم تناسق وجوه القمر مخروزة كقلادة حولي تتيه بي في سبحات الجمال ممجدا ومكبرا، ومهللا..لا يردن مني ساحل رغبة حتى تتحول بإشارة خنصر الحسن بحرا من ولع، وتستقر في قاع كبدي نارا من شوق..ثم لا تلبث تحتجب دون كل ذلك روحي لتناديك من بعيد : انت حبيبتي وحسبي.

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]