باريس - العُمانية:
صدر للروائي السوري الدكتور خليل النعيمي عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، كتاب جديد في أدب الرحلة بعنوان "الطريق إلى قونية". في كتابه الذي يقع في 152 صفحة، يقول النعيمي إن شمس الدين التبريزي "قَلَنْدَري"، أي أنه كان يبدو درويشاً من عامة الدراويش لأهل قونية، لكنه، في الحقيقة، "كائن آخر". هذا الكائن الخبيء "هو الذي استَخْرَجه من ذاته، ليقدمه، في لقائه المخطط له بذكاء، لجلال الدين الرومي". ويضيف النعيمي أن التبريزي كائن آخر غير القَلَنْدري الذي يبدو عليه. وهو لا يرمي بالسؤال كما يرمي الصيّاد الساذج شِباك صيده دون تخطيط. "فهو لا يصيد الأسماك وإنما القلوب. إنه صَيّاد تاريخيّ ماهر لا يرمي بسهمه المسموم نحو فريسته، إلاّ عندما تصير بعد انتظار طويل، في متناول الصَيد". ويرى النعيمي أن جلال الدين الرومي لم يكن معلماً فحسب، بل كان خبيراً بالحياة. فمن بَلَخْ في أفغانستان الحالية، إلى حَلَب، ودمشق، وبلدان عديدة غيرها، وأخيراً، الأناضول التي لجأ إليها، مع عائلته، هرباً من المغول الذين لحقوا به.لكن نقيضه، "شمس التبريزي"، أكثر منه خبرة، بحسب النعيمي، "له طريقة عبثية ظاهرياً، ومختلفة عن حياة الرومي، إلا أنها ذات بُعْد استراتيجيّ". لقد أدرك، بشكل من الأشكال، أن "جَدْوى الحياة لا يقتلها إلاّ مفهوم الجدْوى". ويرى النعيمي أن من الطبيعي، في هذه الحال، أن يتمادى الرومي في عشق "شمس" حتى الفناء. لكأن جلال الدين الرومي "اخترع" نقيضه، ليمنحه كل الحب الذي يستحقّه النقيض.
يُذكر أن النعيمي أصدر عدداً من المؤلفات في أدب الرحلة منها: "من نواكشوط إلى أسطنبول"، "قراءة العالم"، و"كتاب الهند". وله عدد من الروايات منها: "القطيعة"،"مديح الهرب"، "الخلعاء"، "تفريغ الكائن"، "لو وضعتم الشمس بين يدي"، "قصاص الأثر".