دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
عبرت سوريا عن رفضها استغلال إيصال المساعدات للمتضررين لتنفيذ أجندات سياسية من قبل دول معينة وذلك مع الاستعداد للتعاون مع منظمات الأمم المتحدة في هذا الشأن، كما جددت سوريا تمسكها بحق شعبها في تقرير مستقبله عبر صناديق الانتخابات، في الوقت الذي نفذت فيه إسرائيل غارة جوية مستهدفة موقع لحزب الله في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، في حين وجهت روسيا تحذيرا للسعودية على خلفية أنباء عن عزم الأخيرة تقديم صواريخ مضادة للطائرات للمسلحين في سوريا.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في كلمة له أمام اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا إن حكومات دول بعينها قد أثبتت أنها لم تكن منذ بداية الأزمة معنية بمساعدة الشعب السوري إنسانيًّا على الأقل بل بصب الزيت على نيران الأزمة، لافتا إلى أن طلباتها المتكررة لعقد مثل هذه الجلسات لا تتعدى التمويه على انخراط تلك الحكومات في رعاية وتمويل الإرهاب الذي يسفك دماء السوريين وممارسة الضغط السياسي والتشويش على إمكانية التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة.
وقال الجعفري: كما أن تلك الحكومات تستغل هذا المنبر للتضليل عبر توجيه التهم الزائفة للحكومة السورية ومحاولة شيطنتها أمام الرأي العام العالمي تغطية لجرائم المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من قبل هذه الحكومات وهي جرائم بدأت تبرز بشكل واضح وأكثر توثيقا من ذي قبل أمام هذا الرأي العام بعد فترة طويلة من الإنكار والنفي والتشكيك مشيراً إلى أن الفضائح المخجلة الناجمة عن تدخل تلك الحكومات قد زكمت رائحتها الأنوف وأثارت نقمة الشعب السوري والرأي العام العالمي وخاصة الفضائح المتعلقة بـ الجهاد والجهاد الجنسي وقلة الأدب التي أضحى يعرفها الجميع.
وأضاف الجعفري.. إن المسائل الإنسانية التي تناولتها الإحاطات المقدمة تقع في صلب اهتمامات الحكومة السورية لا بل إن الكثير منها مثار بحث ونقاش يومي ودائم مع الأمم المتحدة بغية القيام بكل ما يمكن القيام به لتخفيف معاناة المواطنين السوريين المتضررين مبيناً أن الحكومة السورية تتحمل الجزء الأكبر من حجم المساعدات الإنسانية الموزعة بنسبة تبلغ 75 بالمئة في حين تتحمل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى العاملة في سوريا ما نسبته 25 بالمئة فقط من حجم المساعدات الموزعة.
ولفت الجعفري إلى أن المصالحات القائمة في سوريا إنما توجه رسالة قوية للعالم أجمع بأن أبناء سوريا قادرون على حل أزمتهم بأنفسهم بمعزل عن أي تلاعب خارجي بمصالحهم الوطنية، مبيناً أن العمل يتم حاليًّا على إنجازات مماثلة في مناطق أخرى خاصة في حلب لتكون نموذجا لما أكدت عليه الحكومة السورية من أن الحل لا يكون إلا ثمرة جهود صادقة من قبل السوريين أنفسهم.
وقال الجعفري: إن دعم السوريين إنسانيًّا لا يمكن أن يتم بشكل صحيح وفعال إلا إذا تلازم مع عدم تسييس المواضيع الإنسانية والعمل على وقف الإرهاب الذي يشكل السبب الرئيسي للمعاناة الإنسانية للشعب السوري إضافة إلى دعم الحل السياسي السوري.
من جانبه قال رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام إن الشعب السوري وحده صاحب الحق في تقرير مستقبله وانتخاب ممثليه عبر انتخابات حرة ونزيهة وأن من يدعون أنفسهم بالمعارضة الخارجية تخشى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع لأنها لا تملك قاعدة شعبية تستند عليها في أي استحقاق انتخابي قادم.
وأشار اللحام خلال لقائه امس رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي والوفد المرافق له إلى أن سوريا صمدت في وجه كل الضغوط الخارجية وواجهت الإرهاب الدولي وانتصرت عليه بفضل تضحيات الجيش العربي السوري والتفاف الشعب السوري حوله وتمسكه بوحدته الوطنية وقيادته.
إلى ذلك قصف الطيران الإسرائيلي ليل الاثنين "هدفا" لحزب الله اللبناني حليف دمشق عند الحدود اللبنانية السورية، في غارة تأتي وسط تجديد إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو القول إنها تقوم "بكل ما هو ضروري" للدفاع عن أمنها. وقال مصدر أمني لبناني "نفذ الطيران الإسرائيلي غارتين على هدف لحزب الله في منطقة من سلسلة الجبال الشرقية" الحدودية. وأفاد مصدر عسكري لبناني أن القصف وقع "على الأرجح داخل الأراضي اللبنانية"، مشيرا إلى أن "الحدود في تلك المنطقة غير واضحة"، ما يصعب مهمة تحديد ما إذا كان القصف في الجانب اللبناني أو السوري. والمنطقة الحدودية التي استهدفها القصف عبارة عن سلسلة جبلية جرداء ووعرة، تضم العديد من المناطق المتداخلة والمعابر غير الشرعية. ولا يوجد ترسيم رسمي للحدود بين لبنان وسوريا. وكان الجيش اللبناتي أعلن في بيان صباح أمس أن أربع طائرات حربية تابعة للعدو الإسرائيلي خرقت الأجواء اللبنانية من فوق البحر غرب شكا (شمال) باتجاه الشرق وصولاً حتى منطقتي بعلبك والهرمل" شرق لبنان، قبل ان تغادر من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة (جنوب)". وروى سكان في منطقة البقاع (شرق) أنهم سمعوا صوت تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي على علو منخفض، قبل أن يسمعوا صوت انفجارين قويين، مشيرين إلى أن القصف طاول الأراضي اللبنانية.
إلا ان وسائل إعلام مقربة من حزب الله قالت إن الغارة استهدفت الجانب السوري من الحدود. ونقلت قناة "المنار" التابعة للحزب عن مصادر أمنية نفيها حصول الغارة داخل الأراضي اللبنانية.
من جانبه حذر نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان من أن النزاع في سوريا منذ ثلاث سنوات يمكن أن يهدد الهدنة بين سوريا وإسرائيل.
وفي سياق غير منفصل حذرت روسيا السعودية من إمداد المسلحين السوريين بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، وقالت إن مثل هذه الخطوة ستعرض الأمن في أرجاء منطقة الشرق الأاوسط وغيرها من المناطق للخطر.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها تشعر بـ"قلق بالغ" من الأنباء بأن السعودية تعتزم شراء صواريخ أرض جو تحمل على الكتف وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات مصنوعة في باكستان لتسليح معارضين سوريين متمركزين في الأردن.
وجاء في البيان أن الهدف من ذلك هو تغيير موازين القوى من خلال هجوم من المقرر أن يشنه المسلحون في الربيع.
واضاف البيان إنه "اذا وقع هذا السلاح الحساس في ايدي المتطرفين والإرهابيين الذين تدفقوا بأعداد كبيرة على سوريا، فهناك احتمال كبير ان يتم استخدامه في النهاية في أماكن بعيدة جدا عن حدود هذا البلد الشرق أوسطي".
وفي السياق اعلنت الشرطة البريطانية توقيف معتقل سابق في جوانتانامو وثلاثة اشخاص آخرين في بريطانيا للاشتباه بقيامهم "بجرائم إرهاب على علاقة بسوريا".
على صعيد آخر استعرضت الفصائل الفلسطينية الـ 14 الموقعة على المبادرة السلمية الشعبية الخاصة بمخيم اليرموك الإجراءات المنفذة لإتمام تنفيذ جميع بنود المبادرة ولا سيما بعد توزيع أكثر من 7700 سلة غذائية على أهالي المخيم وإخراج أكثر من 3400 حالة مرضية مع مرافقيهم وطلاب لمتابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات السورية وإرسال الحالات الحرجة إلى المستشفيات في دمشق.