كسب كثيرا من الشهرة وقدم ترويجا رائعا للسلطنة
انتقاله من مدرسة شرق أوروبا إلى الأميركية تسبب في تراجع مستواه مؤقتا

استطلاع ـ زينب الزدجالية :
أبرزت مشاركة عداء منتخبنا الوطني بركات الحارثي احد نجوم ألعاب القوى المحلية والآسيوية والعالمية بمشاركته الأخيرة في مونديال ألعاب القوى المقامة بالصين وفي سباق 100 متر .. الكثير من التساؤلات حول مستقبل هذا العداء الذي تواجد مع نخبة من أبرز العدائين في العالم بعد حصوله على بطاقة التأهل الى تلك النهائيات وهي ليست المرة الأولى وما حصلت عليه ألعاب القوى من تفاعل عبر الحارثي من التغطية الإعلامية العالمية وغيرها من الأبواب التي فتحت لهذا العداء مستقبلا واعدا لألعاب القوى العمانية بفضل مثل هذه النجوم اللامعة في سماء القوى العمانية ... أطراف كثيرة تدخل في هذا التحقيق حول الفوائد الاقتصادية والتسويق للمشاركات الخارجية لنجوم منتخباتنا الوطنية ومنهم بركات الحارثي وكذلك الجوانب الاقتصادية المتعلقة بنجوم الرياضة العمانية.

بركات والمدرسة الأميركية
جاءت مشاركة بركات الحارثي في بطولة العالم لألعاب القوى ببكين بعد الحصول على بطاقة التأهل الى النهائيات عبر مشاركاته الأخيرة في البطولات الخليجية وغيرها وكذلك بطولة اسيا والتي حصل خلالها على الرقم التأهيلي للتواجد في ابرز مسابقات بطولة العالم والتي يشرف عليها الاتحاد الدولي لألعاب القوى .. تلك المشاركة ليست الأولى للحارثي حيث سبق وان تواجد في مثل هذه البطولة وكذلك البطولات الآسيوية والتي لمع خلالها نجمه بالحصول على عدد من الميداليات مما اكسب اللاعب الكثير من الشهره ليسجل اسرع رجال اسيا والعالم العربي .. وشهدت الفترة الاخيرة للحارثي تراجعا في مستواه الفني بعد الانتقال الى المدرسة الاميركية بدلا من المدرسة الشرق أوروبية التي كانت تشرف على الحارثي خلال الفترة الماضية وهذا الانتقال تسبب في تراجع أداء اللاعبين الا ان التوقعات تشير الى عودته من جديد في حال الاستمرارية على المدرسة الأميركية واستكمال البرنامج التدريبي الذي تبنته وزارة الشؤون الرياضية خلال الفترة الماضية وشهد بعض التوقف لتحديد مصير الحارثي في استكمال البرنامج من عدمه.
مرحلة مهمة قضاها بركات الحارثي في مشواره في المدرسة الأميركية والتي اخرجت ابرز نجوم ألعاب القوى ومنها ابرز العدائين السعوديين الذين اتخذوا من تلك المدرسة مقرا لهم وكذلك اعتماد العدائين القطريين على تلك المدرسة بالاضافة الى العدائين العالميين.

الإعلام العالمي يتناقل مشاركة الحارثي
تناقل الإعلام العماني العربي والاجنبي خلال الايام الماضية خبر مشاركة العداء بركات الحارثي في بطولة العالم لألعاب القوى بعناوين مختلف منها بركات الحارثي يحمل لواء مشاركة السلطنة في تقارير مفصل عن الحارثي قبل المشاركة وبعدها زادة حدة التغطية الإعلامية للحارثي في البطولة حيث برزت وكالات الانباء العالمية خبر تأهل بركات الحارثي الى التصفية الثانية واخذت له العديد من الصور من مختلف الوكالات وكذلك التغطية بخروج الحارثي من التصفية الثانية .. كذلك تلك التغطية انصبت لصالح ألعاب القوى العمانية وكذلك الرياضة العمانية ففي مثل هذه الاحداث والفعاليات الكبيرة تخدم البروز الإعلامي لنجوم الدول المشاركة واعطت التغطية الإعلامية انطباعا جيدا عن ألعاب القوى العمانية والاهتمام الكبير بوصولها الى بطولة العالم دون انقطاع خلال السنوات الماضية بالاضافة الى النتائج المحققة والتي برزت للعداء في السيرة الذاتيه له عند عملية العرض للعدائين.
الترويج للسلطنة
مثل مشاركة بركات الحارثي وبقية نجوم السلطنة في مختلف الألعاب وخاصة الألعاب الفردية يخدم وبشكل كبير الترويج للسلطنة والاهتمام الكبير بممارسة الانشطة الرياضية سواء الفردية او الجماعية وكذلك يخدم الترويج السياحي للبلد فكثير من نجوم العالم خدموا في الترويج السياحي لبلادهم عبر برامج وفعاليات تقدمها عدد من المنظومات .. ويجب ان تستغل مثل مشاركة بركات وغيره من النجوم للترويج له عبر عدد من الجهات المعنية بإقامة برنامج تعاون مثل وزارة السياحة ووزارة الشؤون الرياضية والهيئة العامة للترويج والاستثمار وتنمية الصادرات. وغيرها من الجهات التي يجب ان تتبنى فكرة تواجد نجوم السلطنة في البطولات العالمية ودعم مشاركتهم لخدمة صالح البلد

وهو بدوره غير مكلف مثل ما يتم اقامته من معارض ذات مستوى كبير تكلف الملايين بينما مثل هذه المبادرات لا تكلف الا القليل ووسط تواجد زخم إعلامي كبير.. والرياضة تعد في العهد الحالي من ابرز وسائل الترويج السياحي للبلد عبر الاستضافات الدولية او من خلال الزج بالنجوم في مختلف المشاركات ويجب ان تكون هناك شراكة وبرامج متكاملة من عدد من الجهات من اجل إنجاح هذا العمل.
مصلحة الاقتصاد العماني

قال أحمد الجهضمي : بالتأكيد ان رياضة ألعاب القوى بحاجة الى استضافة بطولات عالمية وعربية و العكس صحيح لأن كل هذه الامور تصب في مصلحة الاقتصاد العماني ، حيث يرى الخبراء ان يجب استغلال الموارد والطاقات الشبابية في زيادة الدخل القومي للبلدان ذات الموارد الطبيعية عن طريق موارد اخرى ، كاستغلال الموارد منها السياحية التي تختلف مجالاتها منها السياحة الرياضية التي تسهم بشكل غير مباشر في زيادة الدخل وجذب الاستثمار لها، وما حدث في الأونة الأخيرة لبركات الحارثي ومشاركته في مونديال الصين ادلى بدلوه علينا اذا ان تناقل مختلف الوسائل الإعلام العالمية لخبر مشاركته ينصب في مصلحة السياحة والاقتصاد ، وهذا ما تصبو إليه وزارتنا في استراتيجيتها ، اذا ان تواجد النخبة من لاعبينا في مثل هذه المحافل مهما اختلفت النتائج له قيمة كبيرة تحسب بمنطقية وايجابية، من جانب آخر قد يلعب هذا الامر دورا في رعاية القطاع الخاص للرياضيين على اعتبار انهم سفراء السلطنة في الخارج .
كما اكد الجهضمي على امر مهم حول ضرورة تنويع القاعدة الاقتصادية والسياحية بالرياضة، وزيادة معدلات الجذب السياحي والاقتصادي من جانب التسويق الجيد للرياضيين عن طريق إقامة المعارض الخارجية على هامش المشاركات الخارجية عن طريق بث أفلام قصيرة تتحدث عن إنجازاتهم كما انني أثمن الدور الكبيرالذي قام به الطيران العماني من خلال نشر صور ومقالات عن الرياضيين العمانيين في إصداراتها الإعلامية، فكل هذه الامور تنصب للمصلحة العامة وانا اعتقد انه آن الآوان لضم بركات الحارثي ضمن منظومة اللاعبين النجوم الذين يستحقون التقدير على ما قدموه والترويج له بالشكل الصحيح وانا اعلم أن الاتحاد العماني لألعاب القوى كان سباقا في هذا الامر فكل التقدير لهم .

بركات موهبة
من جانبه قال محمد العاصمي عضو في الاتحاد العماني لألعاب القوى : بالتأكيد ان بركات الحارثي موهبة فطرية لا يمكن التخلي عنها بسهولة لانه يبشر بالخيرات فبركات الحارثي وما يقدمه من عطاءات يذكرنا بالموهبة العمانية محمد المالكي الذي لن تنساه الرياضة العمانية او العالمية حتى ، فموهبة بركات الحارثي بالامكان ان تنقله الى العالمية اذا ما سعى الى تطوير مهاراته بالحماسة ذاتها التي انطلق بها للمرة الأولى .
واضاف العاصمي : اذا ما تحدثنا عن بركات الحارثي فإن الحديث يطول، الا انه يستحق كل التقدير على ما قدمه وخصوصا بعد مشاركته في مونديال العالم بعدما سجل افضل رقم له منذ ثلاثة سنوات ونصف في منافسته لامهر العدائين في مونديال ألعاب القوى وهذا الامر جعله مادة شيقة للإعلام العالمي والتي تناقلت خبر مشاركته بكل دعم ، وهذا الامر جيد حيث له عدة اتجاهات تسهم في الترويج السياحي للسلطنة حيث يعد بركات الحارثي حاليا سفيرا للسلطنة في هذا المحفل الخارجي يمكن له ان يؤثر على السياحة بشكل او بآخر في السلطنة وهذه الأمور من الجوانب التي تناقشنا فيها منذ 2011 في كيفية استغلال لاعبينا من اجل الترويج السياحي وعملنا على هذا الامر بجهد وما وصل اليه بركات يجعلنا نرى بصيص امل حول سعينا في الجانب الترويجي له وللسلطنة في المحافل الخارجية وبهذا الأمر نستطيع نحن في الاتحاد العماني لألعاب القوى ان نجذب الشركات الراعية بالشكل الصحيح بالرغم من ان الانجاز ينقص بركات حاليا ولكن اذا ما تأهل الى اولمبياد ريو دي جانيرو سيختلف الامر عليه ويصبح مادة دعائية تتهافت عليه الشركات الكبرى ومنها الطيران العماني الذي يقدر إنجازات اللاعبين العمانيين من خلال وضع صورهم في مجلات الطيران العماني التي تعرف الآخرين عن الرياضة كما ان هذه العملية تلعب دورا إيجابيا آخر وحيث إننا بالإمكان تشجيع لاعبينا الصغار بأن يحذو حذوه في الانجاز، فبركات الحارثي خير سفير في رياضة ألعاب القوى وهو فرصة جيدة لكي تسثمر شركات القطاع الخاص لطاقاته الإبداعية من اجل الترويج السياحي للسلطنة.
الإعلام الرياضي الأسرع

فيما قال الباحث التسويقي عبدالله با مخالف تعقيبا على هذا الموضوع : لا شك أن تحقيق أي إنجاز رياضي عالمي كإحراز ميدالية اولمبية أو تحطيم رقم قياسي يسلط الضوء على صاحب الإنجاز ودولته فتجد وسائل الإعلام المختلفة تسلط الضوء عليه وتبرزه في جميع نشراتها هذا التسليط الإعلامي ينعكس بالتالي على البلد وما تزخر به مقومات سياحية و اقتصادية وتكون محل أنظار الجميع من سواح أو مستثمرين لا نبالغ اذا قلنا بأن الإنجاز الرياضي العالمي يفوق في بعض الاحيان الكثير من الجهود الترويجية لأي بلد لأن الإعلام الرياضي أسرع انتشارا من أي إعلام آخر والكل يتابعه سواء من اقتصاديين أو سياسيين لذا نجد الكثير من الدول تهتم بصناعة بطل أولمبي يغنيها عن الترويج التقليدي لبلدها فالإنجاز الرياضي عامل مساهم وحيوي في الترويج لأي بلد.

التواجد الإعلامي
تزخر السلطنة بالعديد من الإعلاميين الرياضيين المتمرسين في مختلف الألعاب والذين لهم القدرة على بناء علاقات مع إعلاميين آخرين من مختلف الدول والذي يسهم بالترويج للسطنة بشكل ذكي في مختلف المحافل والمشاركات الخارجية، الا ان مشاركة بركات الحارثي في مونديال ألعاب القوى كانت فقيرة من تواجد اي إعلامي عماني من المفترض ان يرافقه حتى يحقق الاهداف المنشودة من الترويج الإعلامي للعداء العماني -مهما اختلفت نتائجه - ، لان التواجد الإعلامي في مثل هذه المحافل ابعاده كثيرة وفوائده جمة، قد تدلي بدلوها بطريقة مباشرة وغير مباشرة على السلطنة من خلال معاملته مع الإعلاميين الاخرين، وأهمية تواجد الإعلام الرياضي في المحافل الخارجية ومرافقتة للاعبين والمنتخبات الوطنية تكمن في نقل الصورة الواضحة لكل ما يحدث في هذه المشاركات ووضع الشارع الرياضي العماني في الصورة بشكل عام ومن جانب آخر فإن الإعلامي العماني هو الاخر بحاجة الى زجه في مثل هذه المحافل من اجل كسب العديد من الخبرات التي تسهم في تطوير مهاراته في مجال الألعاب كما ان المشاركات الخارجية من شأنها ان تجعله يحتك بالاخرين مما يسهم في تبادل المعارف والخبرات في المواضيع التي تخص الرياضة العالمية ، .