يتطرق إلى المعيار التداولي وتفاصيله

3. المعيار التداولي
لا تنفصل النصوص عن بيئتها المحيطة مهما حاول المبدع ذلك، وكيف لا يتضح هذا التمازج البيئي واللغوي في "سيرة الخوف" التي لم تحاول التخفّي ولا التلميح في كل قصصها عن الخوف الذي يسكن الذات الفردية بمختلف أشكاله! فجاءت واضحة الدلالة محدّدة المقصد وإن عمدت إلى التورية أحيانا، فالنص الذي هو عبارة عن "حالة خاصة من البيئة المحيطة"(38) لم يُظهر بيئة اجتماعية في القصص فحسب، بل أظهر صورا أخرى تعكس هموم الطبقات الاجتماعية اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، ولا تنسى همومهم الخاصة دون الانفصال عن الهمّ الجمعيّ لبيئتهم، فلم تغفل القصص التأطير السياقي المناسب للأحداث، واعتنت برسم صورة كاملة تحيط بالذات نفسيا وسياسيا أيضا، وبذكاء قصصيّ تمّ الدمج دون أن تبتر الحبكة، ودون تنظير مجحف في حقّ القصّ.
إذن، عالجت القصص في المجموعة قضايا كثيرة اتضحت في كل من: العناوين، الاستهلال، الخاتمة، كما سيبدو في الآتي:
3.1 العنوان
تُظهِر الصياغة اللغويّة للعناوين ظاهرها ومخبوئها أنماطا مختلفة من الخوف، تظهرها بتجلّ مثل:
- الخوف الديني كقصة "خوف" التي جاء عنوانها صريحا مباشرا: "زرع شجرة الخوف في جنوده وأصغر فرد في عائلته! عندما شعر بالموت يقترب منه(بعد أن مضغه السرطان) أخذ يبكي كطفل"(39)، إذ جعله الخوف من الموت، وترك الحياة بنعيمها، ومواجهة الحساب يبكي وينهار معلنا خذلانه ويأسه.
- الخوف الاجتماعي كما في قصة "غابة":"بدأت أمّه بالصراخ وهو يخبرها أن الأصوات التي كان يسمعانها طوال تلك السنوات، لم تكن تأتي إلا عبر مكبرات ضخمة مخفية خلف الغابة المفتعلة"(40)، فيسلّط الضوء على الوهم الذي يحرّك الخوف غالبا في مجتمعاتنا أيا كانت صوره، وضرورة مقاومة الظالم مهما كان تجبّره، والبحث عن الحقائق. أمّا في قصة "شرف":"شفتاها ترتجفان، وصوت ضعيف بالكاد يسمع من هاتفها الذي تدحرج هو الآخر بجانبها"(41)، فيصف خوف الفتاة من أهلها حين اكتشفوها تحادث رجلا، ومدى تزمّت الأفكار الاجتماعية غي المجتمعات المنغلقة، واتخاذها العقوبات وفقا لهواها دون تروٍ، ممّا يجعلها تتهاون في مسألة القتل استنادا إلى تراث اجتماعي خرق لا يلائم الفكر النيّر والثقافة البصيرة. وفي قصة "بؤس"(42) فبسبب خوف البطل ممّا عانى في طفولته صار ينتقم حين كبر من بؤسها.
- الخوف العاطفي سواء أكان هذا تجاه الآخر كما في قصة "سكري": كانت تلعن السكري في سرّها، وهي تغرس إبرة الأنسولين في عضلة زند زوجها"(43) فتبلور الخوف من فقدانه على شكل غضب مكتوم، أم تجاه الوطن والخوف على أمانه واستقراره كقصة "حلم": كان حلمي وأنا صغير أن أصبح جنديا، أحمل بندقية أحمي بها وطني"(44)
يُؤثّر ذلك في الإدراك الحسّي لمتلقي الخطاب، وتحمل دلالات من مرسلها محملة ملامح مضمون ما يلي العنوان من تراكيب ووصف لصورة مسبقة تم تشكّلها من العنوان الموحي، فترسل ما يريد إيصاله بالدرجة الأولى، قبل إرسال ما تفرضه الأحداث المعروضة في كل عنونة، فتجعل المتلقي يرسم مخطّطا عاما للأفكار المطروحة في كل قصة، ويتخيّل أيضا مجرى للأحداث وفق المعنى العام للعناوين، فيرى براون ويول في كتابهما أن العنوان ليس موضوعا للخطاب وإنما هو أحد التعبيرات الممكنة عن موضوع الخطاب، فتثير لدى القارئ توقعات قوية حول ما يمكن أن يكونه موضوع الخطاب، بل كثيرا ما يتحكم العنوان في تأويل المتلقي(45)، ويؤكد خطابي أن "عنوان النص(نقطة بدايته) أو الأمر المغرّض في العنوان يؤثر في تأويل النص ويجعل القراء يكيفون تأويلهم مع ذلك العنوان"(46).

3.2 الاستهلال
نظرا لصغر حجم القصة القصيرة جدا، فإنه يجب عليها أن تعتني بالاستهلال أكثر من الفنون الأخرى، فهو الذي يدفع القارئ من جهة ويشكّل جوهر الحكاية من جهة أخرى التي غالبا ما لا تتجاوز الفقرة الواحدة، لذا في هذا الفن غالبا يبتعد المبدع عن المقدمات الإنشائية المستهلكة، ويمكن إجمال المقدمات الواردة في "سيرة الخوف" في ما يأتي:
- الاستهلال الحدثيّ: تندرج أغلب مقدمات قصص المجموعة في هذا النوع الاستهلالي لتلبيته رغبة المرسل في رسم إطار ملائم لقصته، وقد يكون الحدث هو العنوان نفسه لفظا ومعنى كما في قصة "خط" التي ابتدأت بحدث رسم الخط المعنونة به القصة: "كان يرسم خطا أحمر في غرفته"(47)، وقصة "سكري":"أخذت تلعن السكري في سرها"(48)، وفي قصة "خبر": "انتشر الخبر كالنار في غابة حياته الجافة."(49)، أو قد يكون نفسه في المعنى فقط، كدلالة حدث عليه منذ مقدمة القصة كدلالة "حلمت" في قصة "أمنية": "كم حلمت بأن نسهر معا إلى جنب محطة قطار تعمل بلا توقف"(50)، وقد يكون الاستهلال الحدثيّ مشيرا إلى العنوان بالنظر إلى الجملة الافتتاحية كاملة كما في قصة "ذنب" "كان وقع الأمر جللا عليه وعلى الأطباء"(51)، فتشير الجملة إلى حدوث أمر خارج عن المألوف ليس سهلا تجاوزه، وقصة "شرف": "ثلاث رصاصات انطلقت من مسدس والده"، فالرصاصات الثلاث التي انطلقت من مسدس الوالد دالة من دوال القتل في عرفنا الاجتماعي حماية للشرف.
- الاستهلال الوصفيّ: يساعد هذا النوع من الاستهلال في إيصال الرسالة إلى متلقيها بشكل توضيحي، يكشف فيه المرسل عن بعض التفصيلات اللازمة للمكان كما في القصة الأولى للمجموعة"غابة": "كانت قريتهم تقع بالقرب من الغابة، القرية مسوّرة بغابة من شجر الأكاسيا، وأسلاك مكهربة." (52)، أو للأشياء كقصة "أثاث": "ثلاثة أسرة، مشتراة من محل الأثاث المستخدم. زجاج الشباك مكسور، الشباك الذي يطلّ على غابة أسمنية.."(53)، أو للشخوص و كالقصة الأخيرة "نباح": "في البداية لم يكن في الحي سوى كلبة واحدة نادرا ما يسمع نباحها، إلى أن رأت كلبا مصادفة وأخذت تنبح وتهزّ ذيلها بشكل متواصل.."(54)، فيسرد واصفا الجو العام للقصة بتفصيل موجز، ويصف ما يحتاجه فقط لفهم مغزاها والوصول إلى مراميها.
- الاستهلال المثير: يعمد فن القصة القصيرة جدا كثيرا إلى الاستهلال المثير، "وهو الاستهلال الذي يعتمد الدخول في الحدث مباشرة، أي أن القارئ يجد نفسه دون مقدمات يفتح فضاء البحث عن ما سيحدث، مما يدفع القارئ إلى أن يستمر في القراءة، أو يركز على ترك فراغات دلالية أحيانا، فضلا عن الإخبار عن موضوعية القصة"(55)، في قصة حلم بدأ الاستهلال "كان حلمي وأنا صغير أن أصبح جنديا، أحمل بندقية أحمي بها وطني"(56) يتم تهيئة القارئ لاستقبال القصة، ومعرفة ما سيؤول إليه الأمر من تحقيق الحلم أو عدمه، فضلا عن ارتباط الاستهلال بالعنوان ضمن علاقة ترابطية، وكذلك في قصة "نيازك" إذ لا تفصح مقدمتها عن علاقتها بالعنوان:"دفن وجهه في قاع الكأس المتلألئ." (57)، فتجعل القارئ متشوقا لمعرفة سبب هذه الحالة الشعورية وعلاقتها بالعنوان، ويعد الاستفهام والتعجب في المقدمة من الاستهلال المثير كقصة "اكتئاب": "تسألني ماذا تفعل الآن؟"(58)
- الاستهلال الزمني: كما في قصة "خوف": "طوال سنيّ خدمته العسكرية الطويلة كضابط مرموق، زرع شدرة الخوف.." (59)، و"عاش ملحدا"(60)، فانصب الاهتمام على العمر المنقضي في الحالتين ضمن حالة معينة هي المقصودة في القصة، وارتباطها الزمني يزيدها مركزية، وقصة قراصنة "عشر سنوات بلياليها وهو يرابط بجانب البحر"(61) فالمرابطة هنا لمدة زمنية طويلة هي بؤرة الحدث، وكذلك في قصة "فقد" :"قبيل المغرب أخذ العصفور يتنقل بين غصن الشجرة وعمود الكهرباء"(62)، وعندما رجع من المدرسة.." (63)، في ذلك إشارة إلى فترة زمنية مؤقتة بسيطة، وفي قصة "نفط": "لأكثر من ست سنوات والحلم يتكرر"(64)، فكان المحور الزمني هو الأهم أبضا علاوة على الاستهلال به.
- الاستهلال التأملي: في قصة"تيث": "فيما كان علوان يفرش(سيحته) في ليلة مقمرة على سهل الباطنة، متذكرا حزام الرصاص.." (65)، في التذكر مساحة من التأمل لما مضى ولما سيأتي.
- الاستهلال بحكمة: كما في قصة "تغريدة": "لكي نتقدم علينا أن نحارب الفساد." (66)، على الرغم من أن هذه الحكمة لم تقل في الموقف المناسب، وكانت مجرد حروف في شبكة عنكبوتية، لا تمت للعمل في الواقع بصلة.
3.2 القفلة
مما لا شك فيه أنّ للغة وظيفة نقليّة، فهي التي تنقل لنا الأفكار التي يريدها مرسل الخطاب، يتمّ ذلك ابتداء من الاستهلال مرورا بكل من الأحداث والشخوص الزمان والمكان وانتهاء بالخاتمة أو القفلة، ولا بدّ أن يجوّد الكاتب خاتمته، وكلما كانت مفاجئة وخارقة للتوقعات بدت أكثر قوة وإدهاشا، "فإن المفاجأة تتركّز في الأقصوصة في الخاتمة، وهي الذروة في الوقت نفسه"(67)، وهي التي تترك الأثر الأكبر في القارئ، لذا تحتاج مهارة عالية من الكاتب.
بناء عليه تحدّدت أشكال القفلة في "سيرة الخوف" ضمن الآتي:
- القفلة الوصفية: الوصف وحده في القفلة لا يكفي، فتعمد القفلة الوصفية غالبا إلى المفارقة، وهي من التقانات(68) التي تفعّل القصة القصيرة جدا وتشكّل أحد أسسها الجماليّة، إذ تحوّل التداولي الحياتي إلى معطى لغوي ذي حمولات متزاحمة"(69)، وهي الأقدر على رفع إحساس المتلقي بالحياة، وتزيد من رصيد الوعي الفكري والجمالي لدى الناس"(70)، على سبيل التمثيل في قصة "اكتئاب" التي ابتدأت باستفهام:"تسألني ماذا تفعل الآن؟" جاء الجواب وصفيا:"- لا شيء سوى ممارسة الضجر، والاستماع إلى موسيقى خطوات البراءة الأولى. أجبتها. كنت أنتحب وأنا أضغط على زر الإرسال!"(71) في ذلك إشارة إلى مفارقة حياتيّة بين ما نحياه وما نقوله في زمن أصبحت الشاشة وسيلة للحياة فيه. كذلك الحال في قصة "أثاث" التي وصف بها غرفة معدّة للقاء حبيبين، وما تركه اللقاء من فوضى في المكان: "في الخارج قطة تموء ملتصقة بظلفة الباب، تبحث عن طعام وقط لا يظهر لها!"(72)، وقصة "خوف": "عندما شعر بالموت يقترب منه (بعد أن مضغه السرطان) أخذ يبكي كطفل."(73)، مفارقة لحال الظالم حين يتجبّر ثم كيف ينهار حين يعي حقيقته الوجودية، وفي قصة "خبر" إمام المسجد الذي أصبح يعاقر الخمر ويضاجع المومسات "لم يتضمن الخبر أنه ليلة رجوعه إلى البيت مبكرا... رأى رجلا يخرج من غرفة نومه"(74)، وقصة "حياتان": "عاش ملحدا. و...عندما مات صلّوا عليه صلاة الجنازة"(75) ، في القصتين مفارقة الحياة والموت، ما كان وما يكون، وما لا يُعلم وما هو مكشوف.
بدت أيضا المفارقة الساخرة كما في نهاية قصة" الأفضل" كما مرّ سابقا، بعد السؤال عن أيهما أفضل جمال عبد الناصر أم السيسي، فذكّر هذا السؤال البطل بالكيس الذي في جيبه، فغرس سبابته فيه ثم: "خبّأ حفنة من الأفضل في لثته"(76)
- القفلة الزمنية: تظهر المفارقة أيضا في الخاتمة الزمنية كقصة تظاهر "قرّر أن يتظاهر. في غمرة تظاهره، من بين الجمع غمزته عين مخبر، من يومها وهو يتظاهر"(77)، فالحادث الزمني ذاك غيّر مجرى حياته، ونقله من تظاهر عابر إلى تظاهر دائم لهدف خاص. فالمفارقة عدّت من العناصر التي لا غنى عنها أبدا في القصة القصيرة جدا، لأنها تعتمد على مبدأ تفريغ الذروة، وخرق المتوقع(78)، فجاءت تتمة القصة على عكس ما يُتوقع من شخص نكرة قرّر أن يتظاهر تحوّل إلى وسيلة إخبارية.
وكذلك الحال في قصة ظلام التي تصف طالبا حدّثته معلمته عن عذاب القبر فصار يخاف من الظلام، ويتحاشى أن يغطي وجهه عندما ينام(79)، فقلب الهدف النبيل للمعلمة الحال من الإيجاب إلى السلب في حياة الطالب، فلم يكن مهيأ لهذا الخوف الآن، أمّا في قصة "تغريدة التي سبق ذكرها ففيها نوع من أنواع المفارقة يبيّن التناقض بين الحقائق على المستوى الشخصي، فبين ما كتب بطل القصة وما فعل رمز لما يدور في أيامنا هذه عند الكثير، وفي قصة بؤس: "لفظته خشبة على شاطئ مطرح. بعد عشرات السنوات شعر أن المكان وساكنيه لم يستوعباه. صار ينتقم من بؤس طفولته، من المكان والإنسان."(80)، وقصة "نباح": "جاءت ليلة لم يسمع قاطنو الحي نباحا، تيقنوا أن في الأمر سوءا!"(81)، مفارقة الحال نتيجة لما جرى في الماضي.
- القفلة الحواريّة: اختتمت قصة "غابة" أول قصص المجموعة باللهجة المحكية لقربها من الناس، فهي تمثّل الواقع وأقرب ما تكون اللهجة المحكية إلى المجتمع المحلي، فالقصة تصف الخوف من وهم سرق منهم الحياة، والاخضرار في الغابة رمز للحياة، فجاءت الخاتمة على لسان الأم التي تمثّل مجتمعها ببساطته ومخاوفه ورغباته: "-أبا موت..أبا أموت..راح عمرنا..ضيعتوه..الله يلعنكم ضيعتوه!" (82)، وفي قصة شرف جاءت الخاتمة استفهام حواري مبتور الردّ"-ألو..ألو..أنت معي؟!"(83) فالطرف الآخر البعيد لا يملك سوى سؤال استنكاري تحقّقي في حين عجزه عن رؤية ملامح الفتاة المرتجفة أمام رصاصات أهلها.
في قصة حالة أردف الحوار مع وصف للصوت الباكي ضمن المشهد الإنساني المؤثّر، فنقل لنا الحوار هنا الوضع النفسي لهذه الحالة الخاصة من العاطفة المتأجّجة بسبب الفقد المحتوم جنبا إلى جنب مع الحروف: "- دخلت في حالة موت سريري! جاءه الصوت متهدّجا من البكاء"(84).
تعتمد اللغة الإيحائية على رموز تحمل دلالات معينة للمفردات، فتنحرف بالنص عن صورته الحقيقية إلى التأويل الذي يبتغيه المرسل، وينحرف الحوار إلى اللهجة المحكية في القصص في الحوار ليفسّر النصّ مستندا إلى ربط هموم الواقع بلهجته المحكيّة من جهة، ولبثّ الحياة في الشخوص النامية، فلا تبدو منسلخة عن مجتمعها من جهة أخرى، فالحوار يمكن أن يُعالج بوصفه مناظرا لتفسير النص(85)، من شأنه أن يترك فراغات على نحو معتمد لكي يملأها القارئ بالرؤى المستمدة من رسم الشخوص المتحاورين .
- القفلة بالوصل العكسي: وذلك كما بدا في قصة قراصنة: "متفائلا بخروجهم آخر الليل بأسنانهم الذهبية، ويحضنهم، لكنهم كانوا ينسلون واحدا تلو الآخر في وضح النهار."(86) فعمد إلى استخدام العنصر الاتساقي الوصل العكسي في هذا، إذ يظهر الصورة التي يريد بشكل دقيق، فالوصل العكسي يقدّم جملة مركّبة تتكوّن من عبارة أساسية بسيطة، وعبارة أو عبارات أخرى تعتمد على العبارة الأولى، فيربط بينها. وإنّما يكون ذلك باتباع الطريقة التي تربط اللاحق مع السابق بشكل منظّم(87)، وجاءت القفلة بربط صورتين من صور المعلومات بينهما علاقة التعارض(88) الأداة "لكن" أيضا كما في قصة "خبر": "انتشر الخبر كالنار في غابة حياته الجافة، أنه بعد أن كان إمام مسجد، صار يعاقر الخمر، ويضاجع المومسات، ولكن لم يتضمّن الخبر أنّه ليلة رجوعه إلى البيت مبكرا...رأى رجلا يخرج من غرفة نومه"(89).
- القفلة بالانزياح التركيبي: كما تمّ توضيحه سابقا في قصة "فقد": "بعد أن اكتشف سقوط عشه سقطت حبة القمح قبل أن تسقط دمعته"(90).

قائمة المراجع
- ابن الأثير ، ضياء الدين ، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ، ج3، قدم له وحققه وشرحه وعلق عليه أحمد الحوفي وبدوي طبانة، منشورات دار الرفاعي، الرياض، ط2، 1984م.
- الأزمي، ناديا، البرق والمطر (مقالات في القصة القصيرة العربية جدا)، دار سليكي أخوين للطباعة والنشر، طنجة، 2015م.
- استيتية ، سمير، لسانيات المجال، والوظيفة، والمنهج ، عالم الكتب الحديث، اربد، 2005م.
- إلياس، جاسم خلف، شعرية القصة القصيرة جدا، دار نينوى، 2010م.
- بحيري ، سعيد حسن ، علم لغة النص المفاهيم والاتجاهات، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، 1997م.
- براون و يول، تحليل الخطاب، ترجمة وتعليق منير التريكي ومحمد لطفي الزليطني، الرياض، 1993م.
- بوجراند ، روبرت ، النص والخطاب والإجراء ، ترجمة تمام حسان، عالم الكتب، القاهرة، 1998م.
- الجرجاني، عبد القاهر، أبو بكر عبد القاهر بن محمود، دلائل الإعجاز، تحقيق محمد شاكر، المؤسسة السعودية بمصر، القاهرة، 1992م.
- حطيني، يوسف، القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق، مطبعة اليازجي، دمشق، 2004م.
- خطابي، محمد ، لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطاب، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1991م.
- سعد الدين، كاظم، فن كتابة الأقصوصة، مجموعة مقالات، الموسوعة الصغيرة، العدد 16، دار الثقافة والفنون، بغداد، 1978م.
- عمرو، جميل حمداوي، من أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا المقاربة الميكروسردية، الوراق للنشر والتوزيع، 2014م.
- الفقي، صبحي إبراهيم ، علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، دراسة تطبيقية على السور المكية، ، دار قباء، القاهرة، 2000م.
- المزروعي، الخطاب، سيرة الخوف، دار الانتشار العربي، 2014م.
- يوسف، أحمد، السيميائيات الواصفة، المركز الثقافي العربي، المغرب، 2005.أ
- ,Cohesion in English. Longman, London. 1976 Halliday & Hassan

(1 ) تحليل الخطاب، براون و يول، ص 48.
(2 ) انظر دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق محمود محمد شاكر، ص 93.
(3 ) انظر السابق، ص 252.
(4 ) انظر لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب، محمد خطابي، ص 55.
(5 ) انظر من أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا المقاربة الميكروسردية، جميل حمداوي عمرو، ص29.
(6 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 89.
(7 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 93.
(8 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 97.
(9 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 103.
(10 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 109.
(11 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 101، معناها امرأة في اللغة الشحرية.
(12 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص13..
(13 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 17، جاء مصطلح موحش من اعتقاد قديم في منع الوحوش من الاقتراب من القبر واستخراج الجثة، بقيام الموحش برش الماء، وحفر خطوط دائرية حول القبر.
(14 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 85.
(15 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 73.
(16 ) البرق وحلم المطر، ناديا الأبنودي، ص 49.
(17 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 21.
(18 ) انظر السيميائيات الواصفة المنطق السيميائي وجبر العلاقات, أحمد يوسف، ص165
(19 ) انظر اللسانيات، سمير استيتية، ص 692.
(20 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 89.
(21 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 81.
(22 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 93.
(23 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 41.
(24 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 77.
(25 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 73.
(26 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 13.
(27 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 117.
(28 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 29.
(29 ) انظر المثل السائر، ابن الأثير، 3/8.
(30 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 13.
(31 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 41.
(32 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 117.
(33 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 105.
(34 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 109.
(35 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 81.
(36 ) من أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا، جميل حمداوي عمرو، ص180.
(37 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 29.
(38 ) halliday a hasan, cohesion in English,p,84
(39 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 21.
(40 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 13.
(41 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص37.
(42 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 23.
(43 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 89.
(44 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 33.
(45) انظر تحليل الخطاب، براون ويول، 139.
(46) انظر لسانيات النص، محمد خطابي،61
(47 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 133.
(48 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 89.
(49 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 81.
(50 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 45.
(51 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 109.
(52 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 13.
(53 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 65.
(54 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 117.
(55 ) شعرية القصة القصيرة جدا، جاسم خلف إلياس، ص188.
(56 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 33.
(57 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 57.
(58 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 73.
(59 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 21.
(60) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص105.
(61 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 25.
(62 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 29.
(63 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 61.
(64 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 85.
(65) سيرة الخوف، الخطابي، ص101.
(66 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 77.
(67 ) فن كتابة الأقصوصة، كاظم سعد الدين، ص25.
(68 ) اختلف النقاد في هذا، فبعضهم رأى أنها من من العناصر اللازمة لها مثل يوسف حطيني، وبعضهم كأحمد جاسم الحسين عدّها من التقانات الثانوية، انظر القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق، يوسف حطيني، ص35.
(69 ) شعرية القصة القصيرة جدا، جاسم إلياس ، ص 153.
(70 ) القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق، يوسف حطيني، ص35.
(71 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 73.
(72 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 65.
(73 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 21.
(74 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 81.
(75 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 105.
(76 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 77.
(77 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 97.
(78 ) القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق، يوسف حطيني، ص35.
(79 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 61.
(80 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 93.
(81 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 171.
(82 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 13.
(83 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 37.
(84 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 53.
(85) علم لغة النص، سعيد حسن بحيري، ص183
(86 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 25.
(87 ) ) لسانيات النص، ص 23 نقلاٌ عن Cohesion, p227.
(88 ) النص والخطاب والإجراء، بوجراند، ص 346.
(89 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 73.
(90 ) سيرة الخوف، الخطاب المزروعي، ص 81.

د. نهلة الشقران
استاذة اللغة العربية بجامعة اليرموك