إن كل جهد يبذله المخلصون من رجال شرطة عمان السلطانية ورجال الدفاع المدني عند هطول الأمطار يبعث بالفخر والعزة بالنفوس، فرغم أنه واجب إلا أنه يبقى عملا بطوليا، وفيه يضحي الشخص بحياته وراحته في سبيل إنقاذ حياة آخرين، إنهم (رجال الشرطة والدفاع المدني) يسخرون جهودهم وأنفسهم في سبيل الآخرين، فهم يستحقون التحية العطرة.
في أمطار يوم الجمعة وإثر أخدود المنخفض الجوي الذي تعرضت له السلطنة وأدى إلى هطول أمطار غزيرة وجريان الأودية بغزارة، بذل رجال شرطة عمان السلطانية ورجال الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف جهودا مشكورة، حيث قاموا بانتشال أسرة جرف الوادي مركبتها في وادي الحوقين بولاية الرستاق؛ أسرة مكونة من امرأتين وطفلين تم انتشال ثلاثة منها وقد فارقوا الحياة، فيما يتواصل البحث عن الطفل الرابع. وفي ولاية مطرح أدى جريان وادي مطرح إلى جرف شخصين تم إنقاذ واحد وما زال البحث جاريا عن المفقود الثاني، وفي ولاية صحار احتجز وادي الحلتي مركبة مكونة من أسرة كاملة تم إنقاذهم جميعا، كما احتجز وادي المحج بولاية العامرات مركبة وبها عدد من الأشخاص تم إنقاذهم، وإنقاذ مواطن تعطلت به مركبته وهو بداخلها بمنطقة الخوير.
حوادث عدة وفي محافظات وأماكن مختلفة إلا أن الجهود توزعت في كل مكان، وهب رجال الشرطة وزملاؤهم رجال الدفاع المدني لتقديم النجدة للجميع وبسرعة كبيرة، وهم إلى الآن يواصلون البحث عن بعض المفقودين.
إن مثل هذه الحوادث ليست الأولى، ونتمنى أن تكون الأخيرة، وعلى الإنسان أن يكون حريصا على حياته وحياة أسرته، فكلنا يعرف طبيعة السلطنة وتضاريسها الجغرافية ذات الجبال العالية والمنحدرات ووجود الأودية الجارفة خصوصا خلال هطول الأمطار، لذلك نجد أن أي حالة جوية تتعرض لها السلطنة يسبقها ويصاحبها الكثير من التنبيهات التي تنبه بضرورة أخذ الحيطة والحذر، وتجنب عبور الأودية والمجازفة، حفاظا على سلامة الشخص نفسه ومن معه، وأيضا حتى لا نعرض من يأتي إلى إنقاذنا للخطر.
ختاما نقول: رحم الله المتوفين وأسكنهم فسيح جناته.. وشكرا لكل من أنقذ حياة شخص، فشكرا لرجال شرطة عمان السلطانية ورجال الدفاع المدني.

سهيل بن ناصر النهدي
[email protected]