إيذانا ببدء العام الأكاديمي الجديد
البيماني : مسيرة الجامعة خلال 29 عاما تضعنا أمام مسؤولية كبيرة لتحقيق الآمال والتطلعات المنشودة من باني عمان
ـ مراجعة مستمرة وتحديث للتخصصات لمواكبة عملية التنمية في السلطنة
ـ الفصل الدراسي الحالي سيشهد أول انتخابات للمجلس الاستشاري الطلابي
ـ نسعى لبناء مساكن للطلاب الذكور داخل الحرم الجامعي وإنشاء محطات انتظار مكيفة للحافلات

يبدأ اليوم طلاب جامعة السلطان قابوس الدراسة في مختلف كلياتها وتخصصاتها وكانت الجامعة خلال الأسبوعين الماضيين تهيئ الطلاب الجدد لسنوات دراستهم المقبلة في الجامعة، وذلك من خلال برنامج الأسبوع التعريفي الذي حفل بالعديد من الفعاليات التعريفية واستكمال ما تبقى من المتطلبات للطلاب المقبولين في الجامعة وتتمثل في تحديد مستوياتهم في برنامج السنة التأسيسية إضافة إلى إنهاء إجراءات التسكين للطالبات والطلاب المستحقين وإجراءات أخرى كالبصمة والبطاقة الجامعية واستخراج حسابات بنكية.
ويلتقي مساء اليوم سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس الجامعة بالطلاب الجدد الذين تم قبولهم وذلك على منصة المسرح المفتوح في الجامعة.
وعن الدفعة الجديدة التي انضمت للجامعة خلال هذا العام والخدمات التي تقدمها جامعة السلطان قابوس لأبنائها الطلاب قال سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس الجامعة والذي بدأ حديثه بتهنئة كافة الطلبة الذين استطاعوا الحصول على مقاعد دراسية في الجامعة، متمنيا لهم كل التوفيق والسداد في مشوارهم التعليمي مؤكدا لهم على أنّ الجامعة لن تألوا جهدًا في تقديم الخدمات التعليمية وتوفير جميع متطلبات التحصيل الأكاديمي والعلمي.
واضاف سعادته بأن استقبال جامعة السلطان قابوس لهذه الدفعة الجديدة من الطلبة التي سترفع عدد الطلبة المقبولين في الجامعة خلال 29 عاما من عمرها ومسيرتها إلى أكثر من 60 ألف طالب وطالبة يضعنا أمام مسؤولية كبيرة لتحقيق الآمال المعقودة والتطلعات المنشودة من باني عمان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لتحقيق مستوى علمي رفيع لأبنائنا مبنيّ على أسس علمية عالمية ولمعالجة القضايا التي يعاني منها المجتمع من خلال مناهج علمية مدروسة تسهم في تحقيق الرخاء وتحقيق التنمية الشاملة.
ووجه سعادته حديثه للطلبة الجدد بالقول: إن الطموح لا يقف عند هذا الحد، فالقبول في الجامعة هو الخطوة الأولى، واعتبروا ما حققتموه اليوم بداية انطلاقة جديدة إلى طريق العلم الذي لا ينتهي فاجتهدوا وثابروا وواصلوا مسيرة دراستكم حتى تضيفوا إلى إنجازكم هذا ثمارًا جديدة ستكون بمثابة سلاح تتحصنون به لمواجهة تحديات المستقبل المعرفية.
وحول الخدمات التي تقدمها جامعة السلطان قابوس للطلبة الجدد قال سعادة الدكتور علي البيماني رئيس الجامعة بأنّ جامعة السلطان قابوس تسخّر كل إمكاناتها لخدمة طلبتها من خلال المساندة والدعم الذي تقدمه جميع الوحدات بالجامعة، سواء في مجال الدراسة وإعداد البحوث العلمية، أو في مجال الأنشطة العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية والدينية والفنية، أو مجال تنمية المواهب والقدرات، وصقل المهارات العلمية والعملية، وغيرها من المجالات الأخرى.
واضاف سعادته إلى أن جامعة السلطان قابوس عملت على تأسيس بنية أساسية قوية من أجل الدخول في المنظومة الحكومية الإلكترونية، حيث وفرت العديد من الخدمات الالكترونية وكان آخرها تدشين المحطة الافتراضية للقبول "ميلاد" التي يستطيع من خلالها الطالب المقبول للدراسة في الجامعة تسجيل بياناته ومعلوماته دون الحاجة للحضور إلى الجامعة وقد اشتملت المحطة الافتراضية على العديد من الخدمات المتعلقة بالطالب.
ومن الخدمات المقدمة خدمة البصمة الغذائية والتي يستطيع من خلالها الطالب الحصول على وجبة الغذاء، بالإضافة على الخدمات الأخرى المتعلقة بالسكن والبيانات الخاصة بالطلاب ، وكذلك التسجيل للمواد الدراسية عن طريق الإنترنت ، وتوفير شبكة الإنترنت اللاسلكية في جميع مرافق الجامعة والمجمعات السكنية، كما تم فتح باب التعلم الشبكي الذي يستخدمه أعضاء هيئة التدريس لفتح آفاق ومجالات أوسع للنقاش والحوار بين الطلاب مع الأساتذة، ونظام الاستعارة، وكذلك البوابة الالكترونية التي تتيح للموظفين والأكاديميين التعرف على جميع البيانات المتعلقة بهم بالإضافة إلى جميع الخدمات الالكترونية التي توفرها مراكز الجامعة المختلفة كطلب وسيلة نقل وخدمات التأشيرات وغيرها من الخدمات.
وعن الازدحام المروري المتواصل في جامعة السلطان قابوس وصعوبة التنقل من وإلى الجامعة أشار سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني إلى أن هذا الأمر يشكل هاجسا متواصلا لدى الجامعة وإدارتها وتحديا نعمل على محاولة إيجاد حلول عملية له، ولذا سعينا مع المختصين لحل هذه الإشكالية، إذ وبالتعاون مع شرطة عمان السلطانية وبلدية مسقط نحاول أن نخفف من وطأة هذه المشكلة وهذا الازدحام المتواصل مشيرا سعادته إلى قيام عدد من الأساتذة والطلاب بعمل دراسات ووضع مقترحات، والجامعة حاليًا تعتزم تطبيق تلك المقترحات والأفكار بهدف إيجاد حلول عملية دائمة وليست حلولا مؤقتة.
وقال سعادة الدكتور رئيس الجامعة: من ضمن الحلول التي سيتم تطبيقها إنشاء بوابة جديدة للجامعة، وكذلك إنشاء عدد كبير من مواقف السيارات داخل الحرم الجامعي لاستيعاب سيارات الطلبة والزائرين، مع توافر إمكانية التنقل داخل مسارات الجامعة بالحافلات المتنقلة على مدار دوام الطلبة من 7.30 صباحا إلى 6 مساء، إضافة إلى استحداث خدمات جديدة في هذا الإطار حيث سيتم تدشين خط نقل مباشر من الجامعة وإلى منطقة الخوض التجارية والعكس، وذلك عبر حافلات مخصصة تابعة لشركة النقل الوطني وسيكون ذلك بأسعار زهيدة للطلبة.
وحول مسألة الإسكان الطلابي قال سعادته : نحن نعلم ما يعانيه الطلاب الذكور من أزمة سكن مع بداية كل عام دراسي، وقد بذلنا جهدنا للتصدي لهذا الأمر، محاولةً منا لتوفير جميع سبل الراحة لطلابنا، إذ تقوم الجامعة باستئجار مبان سكنية في كل عام، ثم تقوم بتأجيرها للطلاب الذين لا يحصلون على السكن الملائم، وتقوم عمادة شؤون الطلبة بمتابعة أصحاب هذه المباني والتنسيق بينهم. وهناك محاولة من الجامعة لبناء مساكن للطلاب الذكور داخل الحرم الجامعية عن طريق الاستثمار، والجامعة تبذل جهدها في هذا الموضوع للحصول على الموافقات اللازمة.
واكد سعادته بأن هذا الفصل الدراسي سيشهد أول انتخابات للمجلس الاستشاري الطلابي والذي سيكون حلقة وصل بين الطلاب وإدارة الجامعة مباشرة ويهدف المجلس الاستشاري الطلابي إلى النهوض بتطلعات وطموحات الطالب الجامعي في المجال الأكاديمي والحياة الجامعية وذلك من خلال إشراك الطالب الجامعي في حل التحديات والصعوبات التي تواجه الطالب الجامعي على مستوى العملية التعليمية والحياة الجامعية والمشاركة في تحسين العملية التعليمية والبحثية والخدمات المقدمة للطلبة وتعزيز مبدأ الشفافية والنقد البناء والاعتزاز الواعي بالوطن وفكره وتراثه ومثله وقيمه.
كما اكد سعادته بأن هناك العديد من الفرص التي تقدمها الجامعة للطلبة المتفوقين إذ يلتحق أعداد منهم في سلك التدريس بالجامعة معيدين ومنهم الفنيون والإداريون والجامعة تسعى إلى تكريم الطلبة المتفوقين والمجيدين في الأنشطة بشكل سنوي وهناك الرحلة الطلابية السنوية الممولة من جلالة السلطان - حفظه الله ورعاه - التي تعدّ حافزا وتكريما للطلاب المجيدين ليواصلوا إبداعهم وعطاءهم.
وعن التدريب الطلابي قال سعادته: تقوم الجامعة بدور متميز في مجال إكساب طلابها المهارات والخبرات الضرورية وذلك من خلال تدريب الطلاب في العديد من الجامعات العالمية ومؤسسات القطاع العام والخاص المحلية والإقليمية والدولية البحثية منها والعلمية والصناعية، وذلك في إطار التعاون المشترك والاتفاقيات الموقعة مع تلك المؤسسات.
وقد بلغ عدد المتدربين خارج السلطنة في الفصل الصيفي هذا العام 273 طالبا وطالبة ، وأما عدد الطلبة المتدربين في مؤسسات القطاع العام والخاص في السلطنة فقد بلغ 1272طالبا وطالبة.
وحول ما يثار عن التخصصات وضرورة مواءمتها لسوق العمل اوضح سعادة الدكتور رئيس الجامعة بأن هناك العديد من التخصصات والبرامج الأكاديمية التي تعدّ جزءًا أساسًا ومتفقًا عليها في الأعراف الأكاديمية، وهناك التخصصات والبرامج التي تحتاجها المؤسسات العامة والخاصة، التي تهدف إلى دفع عملية التنمية في أي بلد كان وتسعى الجامعة سنويًّا إلى مراجعة برامجها وتخصصاتها، ومعرفة حاجة المجتمع من التخصصات الجديدة التي تحتاجها عملية التنمية في السلطنة.
وشدد البيماني على ضرورة أن يختار الطالب التخصص الذي يستطيع أن يتفوق فيه ويبدع، مع الأخذ في الحسبان مستقبل ذلك التخصص في سوق العمل. ويستطيع الطالب أن يتواصل مع المشرفين الأكاديميين للتوجيه والإرشاد الأكاديمي؛ لاسيما في اختيار مقررات الفصول الدراسية قبل تسجيلها، واختيار التخصصات. كما أنه بإمكان الطالب التواصل مع مركز التوجيه الوظيفي بالجامعة لكي يساعده في اختيار تخصصه والمجالات التي يستطيع العمل بها بعد التخرج.
كما قال سعادته: يبقى التحدي في مدى قدرة سوق العمل على استيعاب جميع مخرجات الجامعات والمؤسسات التعليمية في السلطنة. ونحن في الجامعة نقيم بحمد الله معرض سوق العمل ليتعرف الطالب الخريج على فرص العمل المتاحة له بعد التخرج،. كذلك نقيم سنويًّا معرض التخصصات الذي يُعرّف الطالب المستجد على التخصصات وسوق عملها قبل انخراطه في التخصص.
كما تقوم الجامعة حاليًّا بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة بإجراء دراسة شاملة عن مواءمة مخرجات التعليم العالي مع سوق العمل. ومن المؤمل أن تعين هذه الدراسة على رسم خارطة احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية في السلطنة.
وحول المشاريع الإنشائية بالجامعة قال سعادته : شهدت جامعة السلطان قابوس منذ نشأتها وحتى اليوم توسعات متعددة، سواء في الكليات أو المراكز أو المرافق المختلفة، وذلك بما يتواكب مع أعداد الطلاب المتزايدة ، وفي هذا السياق فإن الأعمال الإنشائية والمشاريع في الجامعة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: مشاريع تم الانتهاء منها وهي : مبنى الإدارة (الملحق)، ومبنى مختبرات كلية العلوم كذلك تم الانتهاء تقريبا من إنشاء 27 محطة انتظار عصرية ومكيفة للحافلات في جميع مرافق الجامعة وتتميز بأنها مكيفة وتتسع لأربعين شخصا.
وأعمال جار إنشائها وهي : مبنى المركز الوطني لأمراض الدم الوراثية وزراعة النخاع، ومبنى قسم الأشعة في المستشفى الجامعي.
وهناك مشاريع في طور التصميم وهي مباني: مجمع المراكز البحثية، ومختبرات كلية الهندسة، ومطبعة الجامعة، وإدارة مستشفى الجامعة، وسكن للطالبات، ومركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر، والمخازن العامة والخاصة.
ومن المشاريع التي ستقام في الجامعة أيضا مشروع تطوير الحديقة النباتية ومعرض الصخور الذي سيكون في قلب الحديقة النباتية وكل هذه المشاريع سيتم طرحها في مناقصات تنفيذية قريبا وسيتم البدء فيها في القريب العاجل.