[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لا شيء يفرح قلب الغرب مثلما الطلب العربي لمزيد من السلاح .. خصوصا لعلمه أن ليس هنالك لبعض العرب الطالب سلاحا سوى عدو افتراضي تم تصنيعه بغياب عدو حقيقي، كان موجودا ولا يزال في قلب الأمة.
فأية خطيئة ترتكب حين يثلج قلب البعض بسقوط قتلى عرب بيد عرب، أو يتألم آخرون لهذا السبب. إنها القتنة التي اجتاحت عقولا، وهي تتسبب اليوم بمآسي اقتتال العرب، بإطلاق الرصاص فيما بينهم، فيما السؤال لا يزال إذا كان حقا ما يجري لمصلحة الأمة أم لبذر عداوة تاريخية لن تنتهي في ما بينها؟
لا أمل إذن في أمة تكدس سلاحها كي يدار في وجوه الأهل والأحبة والاقربين، تشتريه بمبالغ يمكن لها أن تمحو كل فقر في عالم العربي أو تعثر في التنمية. مليارات تصرف والسلاح يتحول إلى خردة أو يقتل شقيقا، وهذا المال يفترض به أن يكون من حق أقطار عربية بحاجة ماسة إليه.
مؤسف حقا أن نغير اتجاه البندقية، فيما فلسطين على مرمى حجر كيفما قلبت الجغرافيا المحيطة بها. إذا ما سألنا شعوبنا عن العدو الحقيقي، ستقول لنا ما تعرف من حقيقة ومن تاريخ للصراع، ومن صورة للواقع الفلسطيني الهائم في ديار العرب ينتظر لحظة العودة.
لقد أثبت الأميركي أنه حليف للاحتلال الإسرائيلي وأكد مرارا وتكرارا أنه ربط قراره ومصيره بكيان الاحتلال الإسرائيلي، وكلنا يعلم من هي تلك الدولة العظمى وكيف علاقتها بالإسرائيلي منذ إنشاء كيانه الغاصب، حتى كأنها من شارك الاغتصاب إذا عرفنا كيفية خروج بريطانيا من فلسطين عام النكبة نزولا عند قرار أميركي وباتفاق معه.
بانوراما الأمة اليوم أقطار تقتل الإرهاب، تلاحقه وتنازله، وأخرى تتقاتل، والحبل على الجرار كما يقال .. والمسألة ليست ذنبا شعبيا بقدر ما هي واقع يكبر، وفتن تبرز، وأحلام وطنية تتساقط، لكن أملها يظل قائما مهما اسودت الدنيا حولها وخلالها.
يأتي المال الوفير إلى العرب لكنه لا يحمي أقطارها ولا يوفر لها العيش الذي حلمت به ودفعت من أجله الغالي والرخيص. وهذا المال الذي قال عنه صدام حسين ذات مرة إنه يجب توزيعه على العرب المحتاجين، فإذا بأحد القيادات العربية يطلب مالا من أجل تحويل هواتف بلاده إلى آخر ما وصلت إليه حضارته، فسمع كلاما من المصدر يقول: ولماذا تحتاجون للهاتف؟ كل العالم العربي عائم على الديون التي تزداد، وتعني في نهاية الأمر العيش مع أخطار استلاب الشخصية الوطنية أو الوقوع تحت الوصاية الدولية .. ألم يتدخل البريطاني في شخصية مصر حين لم يتمكن أحد الخديويين من دفع الديون التي ترتبت على بلاده. من سعادة البنك الدولي اقتراض المال منه.
إذا حسبنا المال الذي جناه العرب من النفط وحده، وتلك هبة الطبيعة التي جاءت بالصدفة الجغرافية، فإن أرقاما فلكية كان يمكن لها أن تجعل أوطاننا جنات عدن، ومراكز عمل دائم، بل جعلت من بلادنا إمكانيات هائلة كمثل تقدمها على طريق وحدتها .. بل إذا تحدثنا عن السودان وحده وهو بستان العرب ومحط أرزاقهم الغذائية، نعرف لماذا قسموه؟ وكيف أنه قد يكون ذاهبا إلى القسمة الإضافية؟
مال العرب لم يعد مال العرب مثلما هو نفطه أيضا فلا غرابة في كل ما يحصل.