ـ مصعب المحروقي: السلطنة تتجه لإنتاج البولي إيثيلين و(أوربك) تتطلع لمساهمة أكبر بالاقتصاد الوطني

مسقط ـ العمانية: تسعى السلطنة خلال الخطة الخمسية التاسعة القادمة (2016 ـ 2020) الى إيجاد تعزيز وجودها في سوق البتروكيماويات الدولية من خلال مجمع لوى للصناعات البلاستيكية المتوقع تشغيله في العام 2018 وذلك في اطار الجهود التي تبذلها لتعزيز وتطوير قطاع الصناعة وتنويع مصادر الدخل القومي .
وتقوم شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك) التي تدير ثلاث شركات عُمانية تعمل في قطاع النفط وهي العمانية للمصافي والبتروكيماويات المحدودة والعمانية للعطريات البتروكيميائية وعُمان بولي بروبيلين حالياً باستثمار حوالي سبعة مليارات دولار لتنفيذ ثلاثة مشاريع كبرى سيكون لها أثر كبير على تطوير الصناعات التحويلية في السلطنة وزيادة القيمة المضافة التي يمكن استخلاصها من النفط الخام والغاز الطبيعي.
وسيتم تشغيل تلك المشاريع تباعا اعتبارا من العام القادم 2016 وحتى نهاية العام 2018 وهي مشروع تحسين مصفاة صحار بقيمة تبلغ حوالي 7ر2 مليار دولار ومشروع خط أنابيب المنتجات البترولية صحار ـ مسقط وبناء محطة الجفنين لتخزين وتعبئة الوقود بقيمة 320 مليون دولار ومشروع مجمع لوى للصناعة البلاستيكية بقيمة تتراوح بين أربعة الى خمسة مليارات دولار.
وأوضح مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لشركة أوربك لوكالة الانباء العمانية أن مجمع لوى للصناعات البلاستيكية سيضع السلطنة في مقدمة الطريق لدخول سوق البتروكيماويات الدولية الذي يشهد نمواً عالمياً .. كما أنه سيعمل على ايجاد مصادر جديدة للدخل ورفع العائدات من خلال معالجة النفط والغاز وتحويلها إلى مواد بترولية وبتروكيماوية ذات قيمة عالية وبناء شركة عمانية متكاملة في صناعة تكرير النفط الخام والبتروكيماويات تفخر بها السلطنة.
وبين أنه مع نمو السوق العالمي للبلاستيك فإن مجمع لوى للصناعات البلاستيكية سيسهم بقوة في تعزيز مكانة أوربك كأحد موردي المنتجات البتروكيماوية في السوق العالمية وتمكين السلطنة ولأول مرة من إنتاج البولي إيثيلين وهو نوع من البلاستيك الأكثر طلباً في السوق العالمي إضافة إلى زيادة إنتاج السلطنة من البولي بروبيلين اذ سيرتفع إنتاج البلاستيك بما يزيد على مليون طن سنوي وبالتالي انتاج 4ر1 مليون طن سنوي من البولي إيثيلين والبولي بروبيلين.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة أوربك أن الشركة اضافة الى تطلعها ليكون لها موطئ قدم في الأسواق العالمية للبتروكيماويات فإنها تتطلع بشكل أكبر وهو الأهم الى المساهمة في الاقتصاد الوطني بنسبة أكبر مشيراً الى أن منتجات الشركة ساهمت في عام 2014 بنسبة 6 بالمائة في الاقتصاد الوطني متوقعاً أن ترتفع هذه النسبة الى 9 بالمائة بعد تشغيل جميع مشاريعها بنهاية عام 2018 .
وبين أن السلطنة بدأت بحجم متواضع في انتاج البتروكيماويات مقارنة بدول سبقتها في المنطقة لكنها تملك تنوعاً ايجابياً في المنتجات يضعها على أرضية في هذا المجال لكون أسعار المنتجات البتروكيماوية في الاسواق العالمية " متقلبة " .
وأكد أن قطاع البتروكيماويات يعد واحداً من القطاعات المؤهلة لتحقيق ايرادات أكبر وتوفير المزيد من فرص العمل للقوى العاملة الوطنية والمساهمة في بناء اقتصاد معرفي خلال السنوات الخمس القادمة مشيراً الى أنه يعمل لدى (أوربك) حالياً أكثر من 2400 شخص يشكل العمانيون منهم نسبة تزيد على 75 بالمائة متوقعاً أن يتم استحداث 1600 وظيفة إضافية من خلال مشاريع النمو بين عامي 2014 و2018 وسيتم تعمين 75 بالمائة منها.
وأكد المحروقي أن السلطنة بعد الانتهاء من مشروع مجمع لوى للصناعات البلاستيكية سيكتمل امتلاكها للعناصر السبعة الأساسية المكونة لصناعة البتروكيماويات المتكاملة التي ستمهد الطريق في المستقبل لإنتاج الكثير من المواد البتروكيماوية .. كما سيمكن المجمع للمرة الأولى السلطنة من استخلاص سوائل الغاز الطبيعي واستخدامها في صناعة البتروكيماويات وتعظيم الفائدة المستخلصة من برميل النفط الخام العماني والغاز الطبيعي ورفع هوامش الأرباح لتصل لأكثر من ملياري دولار في العام 2019.
وتتضمن العناصر السبعة التي تمتلكها السلطنة حالياً أو التي يتوقع انتاجها بعد الانتهاء من مشروعي تحسين مصفاة صحار ومجمع لوى غاز الميثان والايثيلين والبروبلين والاوليفانت سي 4 والبنزين والتيولين والاكسايلين.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة أوربك انه مع نمو السوق العالمي للبلاستيك فإن مجمع لوى للصناعات البلاستيكية سيسهم بقوة في تعزيز مكانة أوربك كأحد موردي المنتجات البتروكيماوية في السوق العالمية وتمكين السلطنة ولأول مرة من إنتاج البولي إيثيلين وهو نوع من البلاستيك الأكثر طلباً عالمياً إضافة إلى زيادة إنتاج السلطنة من البولي بروبيلين اذ سيرتفع إنتاج البلاستيك بما يزيد على مليون طن سنوياً وبالتالي انتاج 4ر1 مليون طن سنوياً من البولي إيثيلين والبولي بروبيلين.
وتستخدم البتروكيماويات في صناعة الآلاف من المنتجات التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية وتشمل هذه المنتجات كل شيء مصنوع من البلاستيك والعديد من الأسمدة والأدوية والأجهزة الطبية كأجهزة تنظيم نبضات القلب ومستحضرات التجميل والأثاث والأجهزة المنزلية وأدوات المطبخ وأجهزة التلفزيون والكمبيوتر وقطع غيار المركبات لجميع وسائط النقل بما في ذلك الطيران ولوحات الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح والمواد ذات التقنية العالية التي تستخدم لحماية الأفراد كرجال الشرطة والإطفاء .
كما أن هناك بعض الصناعات التي يمكن الإفادة من صناعة البتروكيماويات كصناعة النشر والتصوير الفوتوغرافي والمواد المرتبطة به وماكينات النسخ والأحبار والمحاليل ذات العلاقة والأصباغ وغيرها .
وتتضمن عمليات الإنتاج في صناعة البتروكيماويات مرحلتين تشمل الأولى مرحلة إنتاج مادة النافتا الناجمة عن تكرير النفط الخام أو الغاز الطبيعي وهي تستخدم كغاز للقِيم ويتم تكسيرها ويقصد بهذه العملية تكسير الجزئيات في المواد الهيدروكربونية بإنتاج الأولفينات والعطريات .. أما في المرحلة الثانية فتخضع فيها هذه العناصر إلى مزيد من المعالجات والبلمرة لإنتاج منتجات بتروكيماويات نهائية مثل البوليمرات والبوليسترات والألياف الوسيطة والكيماويات الصناعية الأخرى .
وبحسب الاحصائيات التي نشرها الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) ساهم قطاع الكيماويات بنسبة 6ر33 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي للصناعات التحويلية في السلطنة خلال العام 2013 وبلغ حجمه 9ر2 مليار دولار .. كما يمثل القطاع 8 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي غير النفطي للسلطنة وكل وظيفة مباشرة يوجدها القطاع تتيح ثلاث فرص عمل اضافية في قطاعات أخرى .
وقد بلغت الطاقة الانتاجية لقطاع الكيماويات في السلطنة 1ر9 مليون طن في عام 2013 وحقق القطاع نمواً بلغ 16 بالمائة بين عامي 2005 و 2013.