توزيع 4500 شتلة على المزارعين والطلب يتزايد

الجبل الأخضر ـ العمانية: الجبل الأخضر بما وهبه الله تعالى وميزه من مناخ فريد، يتشابه مع مناخ حوض البحر المتوسط، أكسبه تنوعا في مزروعاته، وتفردا في جودة محاصيله فغني عن الذكر والتعريف رمان الجبل الأخضر الذي اشتهر بجودته التي لا تضاهى، وكذلك جودة منتج ماء الورد، والأمر يسري على أصناف عديدة وكثيرة ينفرد بها الجبل الأخضر.
وفي السنوات الأخيرة زاد اهتمام مزارعي الجبل الأخضر بزراعة أشجار الزيتون، هذه الشجرة الطيبة المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، كقوله تعالى :
(وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين)، محققين من وراء ذلك أهدافا رئيسية أهمها، الاعتبار البيئي لما تتميز به شجرة الزيتون من ديمومة الخضرة يزيد من جمالها وكمالها، وتحملها الظروف البيئية وقلة استهلاكها للمياه، والاعتبار الاقتصادي لما يعود على المزارع من مردود مادي من خلال الحصول على أجود أنواع الزيوت وبيعه بأسعار مناسبة، حيث تصل قيمة القنينة سعة (250) ملم الى أكثر من 10 ريالات عمانية ، كما انه قد بلغ متوسط سعر طناء الزيتون الى 120 ريالا عمانيا للشجرة الواحدة، وتحقق زراعة أشجار الزيتون واستخراج زيته فوائد واعتبارات أخرى كثيرة، منها تحول استهلاك المواطن من الزيوت النباتية المهدرجة الى زيت الزيتون النقي المعروف بفوائده الصحية.
وحول زراعة اشجار الزيتون في الجبل الاخضر قال سالم بن راشد التوبي مدير دائرة التنمية الزراعية بالجبل الأخضر : إنه تم توزيع ما يزيد على 4500 شجرة زيتون من أجود أنواع الزيتون على أكثر من 500 مزارع في الجبل الأخضر، وان الطلب من المواطنين على الحصول على شتلات الزيتون في تزايد مستمر، والدائرة حريصة على تلبية هذه الطلبات متى ما توفرت الشتلات.
واضاف التوبي انه اعتبارا من عام 2012 بدأ حصاد الزيتون، وان المركز قد قام خلال نفس العام بعصر 410 لترات من الزيتون البكر النقي للمواطنين من خلال آلة العصر المتطورة التي وفرتها وزارة الزراعة والثروة السمكية بدائرة التنمية الزراعية بالجبل الأخضر.
وأشار إلى أن هذه الكمية تعتبر جيدة جدا لأنها أتت بعد سنوات قليلة من توزيع الشتلات، فهذا الرقم اخذ في التضاعف عاما بعد عام.
وفي هذا العام بدأ الحصاد بتاريخ 23 أغسطس حيث تبشر البداية بموسم جيد وإنتاج عالٍ حيث بلغت كمية الزيتون المستقبل للعصر خلال الأسبوع الأول أكثر من 4000 كيلو جرام ، ويتوقع ان تصل الكمية الى اكثر من 10 آلاف كيلو جرام ، مشيرا إلى ان نسبة الزيت المستخلص لم تقل حتى الان عن 10% وهي نسبة ممتازة، وتصل في بعض الأنواع من الزيتون الى 23 % وهي اعلى نسبة تم الحصول عليها في الدائرة وهذه النسبة تعتبر عالية جدا قياسا بالنسب المسجلة في الدول التي تقوم بإنتاج زيت الزيتون.
وعن الخدمات التي توفرها دائرة التنمية الزراعية للمزارعين في هذا الجانب أكد التوبي أن الدائرة بعد أن قامت بتوزيع أجود أنواع الزيتون من الأصناف المنتجة للزيت، ومن النوع الذي يعد ثنائي المنفعة؛ أي الزيت والمائدة (المخلل)، فإنها تقوم ايضا بخدمات استخراج زيت الزيتون وتنقيته وتعبئته للمواطنين في زجاجات خاصة بالمجان من خلال الأجهزة التي وفرتها وزارة الزراعة والثروة السمكية بالدائرة، كما تقوم الدائرة بخدمات الإرشاد والتوعية للمزارعين من خلال اقامة الندوات والبرامج التوعوية والإرشادية للمزارعين كافة.
وعن الخطط المستقبلية لدائرة التنمية الزراعية في هذا الشأن أكد مدير الدائرة حرص الوزارة على الاعتناء بشجرة الزيتون وتوفير المعلومات اللازمة والدعم الكامل لضمان الحصول على افضل انتاج من شجرة الزيتون ، وقد زودت وحدة استخلاص زيت الزيتون الممولة من قبل صندوق التنمية الزراعية والسمكية، بجهاز خاص لقياس جودة زيت الزيتون، وتشير نتائج القياس للجودة العالية للزيت المستخرج.
واستبشر المزارعون هذا العام بأجود وأفضل أنواع الزيوت النباتية، ويستبشرون بغدٍ قريب يحقق لهم هـذا الزيت موردا اقتصاديا خصبا، خاصة أن الطلب على المنتج المحلي من زيت الزيتون كبير جدا من قبل المواطنين والمقيمين.
وتحدث المزارع عزيز بن عبدالله الفهدي لوكالة الانباء العمانية قائلا: لقد اثبتت شجرة الزيتون تكيفها مع بيئة ومناخ الجبل الأخضر وهذا ما أكده الإنتاج الوفير الذي تعطيه الشجرة من الثمار في كل موسم ، مما جعل المزارعين يتجهون لزراعته بشكل ملموس في الفترة الأخيرة لما يمثله من مردود اقتصادي قد يأتي في المرتبة الثانية بعد الرمان.
وأضاف : يتوقع المزارعون خلال السنوات القادمة زيادة الإقبال على زراعة شجرة الزيتون مع وفرة الإنتاج المتوافق مع معايير الجودة والنقاوة، وطالب الفهدي بزيادة الدعم المقدم من وزارة
الزراعة والثروة السمكية في موسم حصاد الزيتون وذلك من خلال توفير آلة عصر جديدة مساندة للآلة الموجودة حاليا، كما يأمل بتوزيع شتلات جديدة على المزارعين ، معربا عن أمله في أن يمتد نشاط الجمعية العمانية لمزارعي الرمان بالجبل الأخضر ليشمل هذا الجانب
من حيث العصر والتسويق لمنتجات للمزارعين.