خلال فعاليات مهرجان (الأقصى في خطر) في دورته العشرين

القدس المحتلة ـ الوطن:
اختتمت في مدينة أم الفحم الفلسطينية الدورة العشرين لمهرجان "الأقصى في خطر"، الذي استضافته ال‏مدينة وهو مهرجان سنوي تنظمه الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح حيث شارك آلاف من أبناء الداخل الفلسطيني. ‏
وحضر المهرجان وفود من القدس المحتلة والضفة الغربية، شملت عددا من ذوي الشهداء من عائلتي الدوابشة وأبو خضير ‏وغيرهما.‏
وتم خلال المهرجان الإعلان عن إطلاق مشروع "حافلة الأقصى مسؤوليتي"، وهو عبارة عن حافلات تجوب البلدات العربية، ‏لحث الناس على التوجه للمسجد الأقصى والتواصل معه.‏
وانتقد الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية، في كلمته أمام المشاركين قرار موشي يعالون، مؤكدا أنه لو ‏تم سجن جميع المرابطين في المسجد الاقصى، فإن "أولادهم وأحفادهم سيواصلون الرباط فيه، حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي ‏قريبا. لقد مضى على المسجد الأقصى ألف يعلون فزالوا وبقي الأقصى، ومكان قراراته الطبيعي تحت أقدامنا"، مضيفا إن الأمة ‏لن تسمح كذلك للاحتلال بفرض تقسيم زماني ومكاني على الأقصى.‏
وأشار صلاح إلى العمليات الإرهابية التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون، كإحراق عائلة دوابشة في قرية دوما بالضفة الغربية ‏واعتداء المؤسسة الإسرائيلية والمستوطنين على المساجد والكنائس، داعيا لإقامة لجان حراسة شعبية في القدس والأقصى.‏
وحذّر صلاح من مخطط تفريغ سورية والعراق، على غرار مخططات سابقة، معللا "إن المجازر التي لا يزال يرتكبها السيسي ‏وبشار وحفتر وصالح وأذرع إيران وداعش والاحتلال الغربي والاحتلال الإسرائيلي، باتت تتسبب بهجرة الملايين منا من ‏أوطانهم، لذلك نحذر من تفريغ سورية والعراق من أهلهما كما تم تفريغ فلسطين قبل عقود من الزمان".‏
وأضاف: "نحذّر من مواصلة بشار الأسد وشبيحته تفريغ مخيم اليرموك وسائر مخيمات سورية من اللاجئين الفلسطينيين، كما ‏قامت أذرع إيران في السنوات الماضية بتفريغ العراق من الفلسطينيين، وهذه مؤامرة كبرى على القضية الفلسطينية، ستؤدي ‏مباشرة لدفن حق العودة والقضاء على قضية كل فلسطيني".‏
وحضر المهرجان العديد من الشخصيات البارزة والمؤثرة، وعلى رأسها شيخ الأقصى رائد صلاح، وخطيبه عكرمة صبري، ونواب كنيست، وشخصيات من كافة الأطر السياسية والدينية والاجتماعية في الداخل.
من جانبه، تحدث عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، عن قرار وزير الأمن الاسرائيلي ‏موشي يعالون، بحظر الرباط في المسجد الأقصى، مؤكدا أن "الرباط هو عبادة من العبادات، وورد في القرآن الكريم والسنة ‏النبوية المطهرة. كل مسلم في هذه الديار الفلسطينية مرابط ولا يتصل بفئة معينة أو عدد محدود والاحتلال البغيض يريد تقزيم ‏موضوع الرباط".‏
وأردف قائلا: "الوزير الاسرائيلي اعتبر أن المرابطين والمرابطات خارجين عن القانون، لأنه يريد تفريغ المسجد الأقصى منهم، ‏وهذا أمر مرفوض والقرار الذي أصدره، هو قرار باطل ولا نعترف به ولا نلتزم به، وليس من حقه إصداره". ‏
ودعا صبري إلى "شد الرحال إلى الأقصى، خاصة في هذه الأيام فخلال الأسبوع القادم هناك عدة مناسبات دينية يهودية، وتستعد ‏الجماعات المتطرفة لاقتحام الأقصى، ونأمل أن يكون هناك نفير عام من يوم الأحد فصاعدا تصديا لهم".‏
مازن غنايم، رئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والقائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة قال: "الدفاع عن الأقصى ‏دفاع عن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فربما يمكن تزييف التاريخ ولكن لا يمكن تغييره. سنبذل الغالي والرخيص من أجل الحفاظ ‏على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
‏من جانبه طرح الأكونوموس صالح خوري، كاهن مدينة سخنين للروم الأرثوذكس عدة تساؤلات: "أين شرقنا موطن الأنبياء، في ‏ظل الأحداث والمآسي التي تحوله إلى مكان مظلم؟ الاهواء البشرية تعمي بصيرة الانسان. أين نسير في مجتمعاتنا العربية في ‏المنطقة يا ترى؟ ألا يكيفنا شرذمة وتمزيق؟ كفى تمزقا وشرذمة وتفكك وكفى دماء. نرى ما يحدث عبر وسائل الاعلام ونذرف ‏الدموع، فهل ما يحدث يفيد قضيتنا الفلسطينية؟ هل هذا يحافظ على الأقصى المبارك وكنيسة القيامة المقدسة أو كنيسة الطابغة ‏التي تعرضت لإحراق من قبل مطرفين؟ هل يعيد لعائلة دوابشة أفرادها الذين استشهدوا حرقا، أو يعيد الطفل السوري الغريق ‏الذي هزت صورته العالم؟!".‏
نصر الدوابشة، شقيق الشهيد سعد الذي أحرق مستوطنون منزله في دوما ولحقه طفله الرضيع علي وزوجته ريهام، قال: ‏‏"تواجدنا هنا يدل على التفاف شعبنا الفلسطيني في كل مكان حولنا. أحييكم أصالة عن نفسي وعن عائلتي التي ضحت بثلاثة ‏شهداء احرقتهم عصابات المستوطنين التي تدعمها المؤسسة الإسرائيلية. لا نفصل بين اعتداءات المستوطنين علينا وبين ‏اعتداءاتهم على المسجد الأقصى فاليد العابثة واحدة. نقول للاحتلال ومخابراته ومستوطنيه وأجهزته، إن إرهابكم المنظم ضد ‏شعبنا وقرانا ومخيماتنا ومقدساتنا، لن يردعنا عن التمسك بأرضنا، وإن كنتم تظنون هذا فخبتم وخاب مسعاكم".‏