يستهدف مديري العموم ويستمر ستة أشهر
المرهون : البرنامج يؤسس لنوعية متطورة من البرامج التدريبية المتخصصة للمستويات الإدارية العليا
سالم البوسعيدي : الاهتمام بالكفاءات الإدارية هدف استراتيجي لما يشهده العالم من تغيـير متسارع بسبب التكنولوجيا والثورة المعلوماتية

تغطية ـ محمود الزكواني :
افتتحت مساء امس وزارة الخدمة المدنية فعاليات برنامج الكفاءات الحكومية وذلك تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية بحضور عدد من المسؤولين بالوزارة والمشاركين في البرنامج وذلك بفندق انتركونتيننتال .
يستهدف البرنامج عددا من مديري العموم ومن في حكمهم بالوحدات الحكومية للدولة حيث يعتبر البرنامج من ضمن البرامج الحديثة التي تهدف إلى تعزيز قدرات الكفاءات الوطنية العليا لمواجهة التحديات المتزايدة والمتطلبات الراهنة في بيئة العمل والمجتمع وهي انعكاس لمبدأ الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص .
وصرح معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية على هامش رعايته حفل افتتاح برنامج الكفاءات الحكومية بأن هذا البرنامج يؤسس لنوعية متطورة من البرامج التدريبية المتخصصة للمستويات الإدارية العليا بما يتواكب مع المستجدات والوسائل الحديثة المتبعة في هذا المجال فهو يستمر على مدار ستة أشهر بواقع ثلاثة أيام تدريبية مكثفة كل شهر وروعي في تصميمه أن يطرح ويناقش أوراق علمية ونماذج عملية من شأنها أن تسهم في تقديم رؤية مختلفة وأفكار متجددة في مجالات التفكير والتنفيذ الإستراتيجي والقيادة الشخصية ، كما ستتخلله زيارات ميدانية لعدد من المؤسسات الرائدة بغرض توسيع مدارك المشاركين وترسيخ استفادتهم من نتائج البرنامج ، منوها معاليه إلى أن تركيز البرنامج على مشاركة عدد خمسة وأربعين من المديرين العامين ومن في حكمهم بمختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة ، يعكس الأهمية والنتائج المتوخاة من تنفيذ هذا البرنامج .
وعبر معالي الشيخ وزير الخدمة المدنية عن شكره لمؤسسات القطاع الخاص الممولة لتنفيذ هذا البرنامج، في خطوة تدل على تكامل الجهود بين القطاعين العام والخاص لتنمية الموارد البشرية بالسلطنة وتعزيز قدراتها ، كما أبدى معاليه تقديره لتفاعل مختلف الجهات الحكومية المعنية في ترشيح ممثليها للمشاركة في هذا البرنامج ، وهو الأمر الذي يعكس حرص هذه الجهات على الإستفادة من مثل هذه البرامج النوعية المتخصصة لتطوير قدرات الكفاءات العاملة لديها موجها معاليه في ختام تصريحه الشكر للقائمين على تنفيذ هذا البرنامج ومتمنيا أن يخرج بالنتائج المتوخاة منه ويسهم في تطوير دور الكفاءات الوطنية.
وكان سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الاداري قد ألقى كلمة في افتتاح البرنامج قال فيها : يسرنا أن نرحب بكم في افتتاح فعاليات برنامج الكفاءات الحكومية والذي يأتي تنظيمه في إطار حرص الحكومة الدائم على تنمية الموارد البشرية وتعزيز قدراتها وكجهد مقدر لمفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص ، والذي تمثل في تنفيذ هذا البرنامج بالتعاون بين وزارة الخدمة المدنية ووزارة النفط والغاز ومعهد الإدارة العامة وشركة الكفاءة الرائدة في مجال الحلول التدريبية وبدعم من الجهات الراعية وهي الشركة العمانية للاتصالات عمانتل ـ بنك مسقط ـ شركة عمران ـ شركة الغاز العمانية.
وأضاف : لقد تم تصميم محتوى هذا البرنامج بشكل غير تقليدي وهو يعكس طبيعة التحديات التي نعيشها وحجم وتعدد مستوى المسؤوليات الملقاة على عاتق المشاركين فيه وهو مبني على التشاركية والحوار والمبادرة والمشاريع المشتركة وتطوير الذات وذلك من خلال ستة محاور رئيسية شملت المنتديات العامة والبرنامج التنفيذي وبوابة المعرفة ومؤتمر الإجادة ومشاريع الشراكة مع القطاع الخاص وأخيراً مركز الإبداع وسيقدمها عدد من الكفاءات المشهود لها في عالم التنمية البشرية والأدارة.
وقال : لقد بات الاهتمام بالكفاءات الإدارية هدفاً استراتيجيا لكافة الدول وفي كافة المجالات لما يشهده العالم من تغييــرا متسارعا أكثر من أي وقت مضى بسبب التكنولوجية والثورة الرقمية والعولمة والاقتصاد والتغييرات المجتمعية وباتت التحديات الوطنية والخارجية تفرض واقعاً لابد من التعامل معه والتنبؤ به وفرض مسؤوليات وأدوار مختلفة لابد من توافرها لدى المشاركين في صنع القرار وتسعى وزارة الخدمة المدنية إلى بلورة الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020م والتي تعتبـر التنمية البشرية أحد المحاور الرئيسية لها ، كونها عاملاً مهماً وفاعلاً في العملية التنموية فهو أداتها وصانعها.
وأضاف : لقد جاء تنظيم وتصميم هذا البـرنامج بالتعاون بين معهد الإدارة العامة وشركة الكفاءة لتنمية الموارد البشرية بهدف تعزيز كفاءة شاغلي وظائف الإدارة العليا وايجاد منظومة عمل وتعاون لمستوى مديري العموم ومن في حكمهم بوحدات الجهاز الإداري للدولة ، وذلك من خلال ثلاثة مواضيع أساسية أصبح لاغنى عنها للموظف المسؤول وهي التفكير الإستـراتيجي والتنفيذ الإستراتيجي والقيادة الشخصية من خلال نشر روح الإبداع والتركيز على المستفيدين والمبادرة في إدارة التغيير وبناء العلاقات والعمل الفعال ضمن فرق العمل وتطوير الأداء ، يأتي هذا في سياق الاطلاع على أفضل الممارسات في مجال إدارة القطاع الحكومي وفهم وتحليل الجوانب المتعلقة بصياغة الاستراتيجيات وترجمتها إلى خطط وإجراءات عملية لتنفيذها والتعرف على التحديات الواقعية المتعلقة بالإدارة والتغيير والقيادة في القطاع الحكومي لتوجيه منظومة العمل نحو تحقيق الأهداف المرسومة.
كما ألقى السيد زكي بن هلال بن سعود البوسعيدي مدير عام معهد الادارة العامة كلمة في افتتاح البرنامج قال فيها : نعلم جميعا أن الانسان هو محرك عملية التنمية واساس نجاحها وهو الثروة الحقيقية للمجتمعات المعاصرة وأن المورد البشري اليوم هو أكبر مورد تنافسي في الاقتصاد العالمي ، وهو وسيلة المجتمعات والمؤسسات المختلفة الرئيس للتكيف مع التطورات المتسارعة والتغيير الدائم الذي تشهده المؤسسات والمجتمعات والبشرية عامة .
واضاف : بحمد الله فقد شهدت السنوات الـ (45 ) الماضية من عمر وطننا العزيز بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - اهتماما واضحا بالموارد البشرية العمانية حيث كان ولا يزال هدف تنمية هذه الموارد هو الهدف الاستراتيجي للدولة ، وهو المقياس لنجاح خطط التنمية الاجتماعية المتعاقبة ومما لاشك فيه أن السلطنة قد حققت إنجازات كبيرة وملموسة على الواقع في نشر وتطوير التعليم بكافة مراحلة ، واستطاعت بناء الكوادر المتخصصة والمؤهلة تأهيلا عاليا وحققت تعمين وظائف القطاع الحكومي : الادارية ، والمالية ، والقانونية ،والتعليمية بشكل كامل ، لتتبؤ مركزا متقدما على مستوى دول المنطقة . وتعزيزا لهذه النجاحات تهتم الدولة بالتدريب الاداري والفني والتخصصي ،وتعمل الوزارات جميعا على تزويد موظفيها بالمعارف الحديثة والمهارات العملية اللازمة مستفيدة من مختلف الإمكانيات المتوفرة لهذ الغرض .
وقال : تواجه المؤسسات الادارية الحديثة تحديات كبيرة - داخلية و خارجية - ، مما يفرض عليها وجود قيادات ذات مهارة عالية ، قيادات قادرة على : استثمار الطاقات البشرية والمادية المتاحة استثمارا رشيدا ، والابتكار والإبداع المستمر في إدارة الموارد الحالية والمستقبلية ، و ترجمة استراتيجية الدولة وخططها وبرامجها في واقع العمل ترجمة دقيقة ،و استشراف أفاق المستقبل والعمل على تحقيق الجاهزية المطلوبة لاستقباله لذا أضحى الاهتمام بالقيادات الحكومية سمة عامة في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء وهنالك وعي متزايد في السلطنة بأن بناء القيادات الادارية ضرورة ملحة لتحقيق اهداف الدولة في التطور والنماء ، وركيزة مهمة لضمان التنمية المستدامة ، وضمانة كبيرة لمجابهة تحديات القرن الحادي والعشرين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية عليه تشكل برامج القيادات الحكومية اليوم احدى اولويات الجهات المسؤولة في الدولة سواء على المستوى العام أو على مستوى كل وحدة على حدة وقد شهدت الفترة الاخيرة استحداث عدد من المشاريع الموجهة لبناء القيادات الحكومية ومنها هذا البرنامج الذي عملت من أجل تنفيذه عدة جهات حكومية وتحديدا وزارة الخدمة المدنية ووزارة النفط والغاز ومعهد الإدارة العامة .
كما ألقى المهندس عامر بن مصطفى الفاضل من شركة الكفاءة لتنمية الموارد البشرية كلمة قال فيها : لقد تم مراعاة جميع الأساليب المتقدمة والأفكار الجديدة في تنسيق وتصميم هذا البرنامج حتى يكون لبنة من لبنات التغيير الى الحكومة الذكية واننا لن نألوا جهدا في متابعة سير هذا البرنامج وإنجاحه بالصورة المرضية والمرجوة منا وان المتحدثين والخبراء الذين تم اختيارهم لهذا البرنامج هم ممن يشار إليهم بالبنان ولهم الباع الطويل في تدريب قيادات حكومية في مختلف دول العالم .