تتبعا لرؤية وفلسفة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم
مسقط ـ العمانية:
بتتبع رؤية وفلسفة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أعزه الله ـ عندما أسس الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية عام 1985 وحيث ركز جلالته على تحقيق اهداف محلية للمجتمع العماني في الدرجة الاولى ونجح في ربط هذه الاهداف بالثقافة الموسيقية العالمية جاء الاحتفال الليلة الماضية بدار الأوبرا السلطانية مسقط بمناسبة مرور 30 عاماً على تأسيس الاوركسترا السيمفونية السلطانية . وتضمن برنامج الاحتفال الذي قدمته الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بقيادة نيكولا باشكوفسكي المتتالية السيمفونية " عمانية" 1985 للدكتور يوسف شوقي وسيمفونية "عمان" 1985 لعزيز الشوان و«الطريق إلى عُمان» للموسيقار القوقازي شيرفاني تشالايف والرقصات السيمفونية العُمانية (1985) لعزيز الشوّان والدكتور يوسف شوقي
رقم 1و2 ومقطوعة " انطباعات سيمفونية عن عمان (2001 ) " رقم 12,3,2,1 للأرجنتيني الشهير لالو شيفرين ومقطوعة "جسر الى عمان " للألماني بيرد ريدمان وهو العرض الاول في العالم واختتم الحفل بالعمل السيمفوني " النهضة المباركة " للمؤلف العماني حمدان بن سعيد الشعيلي .
من المحلية إلى العالمية
يقول البروفيسور دكتور عصام الملاح مستشار مجلس الادارة للبرامج والفعاليات بدار الأوبرا السلطانية مسقط ان ما يؤكد أهمية المحلية في فكر جلالة السلطان المعظم انه منذ البداية قرر ـ أبقاه الله ـ أن يكون كل اعضاء الاوركسترا مواطنين عمانيين مائة بالمائة وفي ذلك تحد مزدوج أولاً لأن الثقافة الموسيقية السيمفونية جديدة على المجتمع العماني وثانياً من النادر اليوم أن تجد في معظم مدن العالم اوركسترا سيمفونية تشمل فقط مواطني البلد الذين ينتمون اليها، أما سبل التواصل مع العالم الخارجي فهي من خلال عدة قنوات مثل التعاون في مجال التدريس والتأليف والقيادة واقامة الحفلات وهي فلسفة يمكن تلخيصها بأنها تؤكد المحلية مع ربطها بالعالمية . وأوضح ان اختيار دار الاوبرا السلطانية مسقط برنامج الاحتفال بمناسبة مرور 30 عاما على تأسيس الاوركسترا السيمفونية السلطانية جاء بوضع تلك القاعدة نصب أعيننا فلتأكيد (المحلية) تم اختيار بعض الأعمال السيمفونية التي وضعت (عمان) كمركز رئيسي في المؤلف الموسيقي، اما (العالمية) فظهرت من خلال مشاركات المؤلفين من شتى بقاع المعمورة وكأنهم يلبون النداء السامي للمشاركة في فكرة صاحب الجلالة السلطان المعظم للتواصل العالمي من خلال الاعمال السيمفونية، حيث ان تلك المؤلفات بدأت في عام 1985 وهو نفس العام الذي امر فيه جلالته ـ حفظه الله ـ بتأسيس الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية. وقال البروفيسور دكتور عصام الملاح إن فكرة التأليف للأعمال السيمفونية المرتبط بسلطنة عمان بدأ بتنفيذها المؤلفان الموسيقيان الدكتور يوسف شوقي مصطفى وعزيز الشوان بتقديم ثلاثة اعمال سيمفونية عام 1985 وهي " المتتالية السيمفونية العمانية" و " سيمفونية عمان " و " الرقصات السيمفونية العمانية 1,2,3 " واستعان المؤلفان بالعديد من العبارات الموسيقية الشعبية العمانية في نسيجهما السيمفوني حيث تم تسجيل كل تلك الاعمال في لندن وتم عزفها " حياً " أمام المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ عام 1985 بقصر البستان في مسقط بواسطة اوركسترا لندن السيمفوني تحت قيادة جون جيورجياديس .. وتم اختيار بعض الحركات من تلك الاعمال في حفل الليلة الماضية ليقوم بأدائها العازفون العمانيون اعضاء الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية . واضاف الملاح انه جاء بعد ذلك المؤلف العالمي الشهير لالو شيفرين ورغب في التعرف على بعض الانماط من الموسيقى التقليدية العمانية وتم تزويده بمواد من ارشيف مركز عمان للموسيقى التقليدية وبعد تأثره وتعرفه على سلطنة عمان قدم مؤلفا رائعاً مكوناً من عدة حركات بعنوان " انطباعات سيمفونية عن عمان " وتم تسجيله ايضا بلندن بأوركسترا لندن السيمفوني وبقيادة المؤلف نفسه وصدر عام 2001 كاسطوانة مدمجة وتم اختيار اربع حركات من هذا العمل البديع لحفل الليلة الماضية . وتأكيدا لنجاح شجرة التعاون القائم في المجال الثقافي السيمفوني بين سلطنة عمان والعالم استمتع جمهور امس بدار الاوبرا السلطانية مسقط وعبر قناة عمان مباشر التابعة لتلفزيون السلطنة بميلاد عمل جديد يعزف لاول مرة بتقديم "جسر الى عمان " تم تأليفه خصيصا بمناسبة مرور 30 عاما على تأسيس الاوركسترا السيمفونية السلطانية كتحية لعمان وقائدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أعزه الله ـ للمؤلف الموسيقي وعميد اكاديمية الموسيقى والمسرح بميونخ بيرد ريدمان، حيث لم يكتف ريدمان بالتأليف الموسيقى السيمفوني بل كتب النص بنفسه أيضا ليعبر عن شعوره الفريد تجاه السلطنة ويعد العمل الجزء الوحيد السيمفوني الذي يحتوي على غناء بصوت " الباريتون " كما يقول الدكتور الملاح. وأوضح البروفيسور دكتور عصام الملاح انه تم خلال الحفل تقديم العمل السيمفوني " النهضة المباركة " للمؤلف العماني حمدان بن سعيد الشعيلي كثمرة من خطة جلالة السلطان المعظم في الجانب السيمفوني في اتجاه التأليف الموسيقي السيمفوني بواسطة العمانيين وكانت الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية قد قدمت هذا العمل لأول مرة في حفلها التاريخي ببرلين عام 2007 لأول مرة واختتم به حفل الليلة الماضية لإثبات جدارة الموسيقي العماني ايضا في هذا المجال العالمي . وقال مستشار مجلس الادارة للبرامج والفعاليات بدار الاوبرا السلطانية مسقط إن فلسفة جلالة السلطان المعظم " ابقاه الله " في تأكيده للمحلية مع التواصل العالمي والتي حققت اهدافها في عدة اتجاهات في الثلاثين عاما الماضية فإلى جانب المركز المرموق الذي استطاعت الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية ان تحرزه والى جانب المشاركة في التأليف الموسيقي من قبل العمانيين جاء التواصل العالمي من خلال مؤلفين من شتى بقاع الأرض فالى جانب مؤلفين من مصر شارك مؤلفون من الارجنتين وأميركا وروسيا وألمانيا .. كما شاركت اوركسترات من المملكة المتحدة وروسيا، وشارك مؤشرون لقيادة الاوركسترا من المملكة المتحدة وروسيا وايطاليا بمشاركة مغني الباريتون من بولندا .
رؤية سامية
من جانبه قال الدكتور ناصر الطائي مستشار مجلس الادارة للتعليم والتواصل المجتمعي بدار الاوبرا السلطانية مسقط إن العرض الذي قدمته الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية في القاعة العريقة لدار الأوبرا السلطانية مسقط جاء ليكلل نجاح مشروعين طموحين فمع احتفال الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بذكراها الثلاثين تدشن دار الاوبرا السلطانية مسقط موسمها الخامس .وأضاف ان الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية ليست سوى انعكاس لإخلاص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ واهتمامه منقطع النظير بالموسيقى ودعمه العميق للفنون حيث تضمنت رؤياه السامية بناء دولة عصرية متنوعة نابضة بالحياة تحتضن ماضيها وتواصل تقدمها نحو مستقبل مشرق . وأكد الدكتور ناصر الطائي أن الرؤية السامية لقائد البلاد المفدى جلالة السلطان المعظم ـ أعزه الله ـ والنبع الذي لا ينضب لنشر السلام والمحبة والوئام مبادئ جعلت من عمان اليوم محطة هامة للدبلوماسية وللسلام العالمي موضحاً أن جلالته بادر بتأسيس دار الاوبرا السلطانية مسقط لتكون منارة للفنون وواحة للثقافة في المنطقة ومنذ عام 2011 اعلنت دار الاوبرا السلطانية مسقط بداية عصر جديد من الحوار بين الشعوب، حيث شهدت قاعة الاوبرا المهيبة تقديم مئات الحفلات الموسيقية لاشهر فرق الاوركسترا وفرق الاوبرا والفنانين المعروفين حول العالم واسهمت عروض الاوبرا والحفلات السيمفونية وحفلات الجاز وحفلات موسيقى الارغن وموسيقى العالم وليالي الطرب وامسيات الانشاد في تدعيم مكانة مسقط كمحور للثقافة في المنطقة . وأوضح أن مشروع الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية سيظل جسرا نابضا بالحياة وحلقة وصل بين الشرق والغرب وستظل حفلاتها في مختلف انحاء العالم مناسبة بهيجة تطرب الآذان وتسر الأعين وتملأ قلوب عشاق الموسيقى بالسعادة في كل مكان عندما يصعد اعضاء الاوركسترا على المسرح بملابسهم الزاهية التي تحتفي بألوان العلم العماني وتفوح رائحة البخور الساحرة لتملأ القاعة وتذكرنا بتاريخ عمان التليد وبمجرد ان تنطفئ الانوار ويسود الصمت القاعة تدب الحياة في التاريخ العريق وتمتاز الافكار القديمة والحديثة بتناغم رائع لتجسد لحظات خالدة من التجارب الفنية المبدعة التي تأسر قلب الجمهور وتدخل القلوب بلا استئذان . وبين أن الاحتفال الذي قدمته الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بدار الاوبرا السلطانية مسقط بمناسبة مرور 30 عاما على تأسيسها يؤكد مرة بعد أخرى " التزامنا بقيم السلام والتعايش لأنه بين هذه الجدران لم يعد هناك وجود للشرق أو الغرب .. لثقافات متقدمة او متأخرة .. لحضارات شفهية او مكتوبة .. لا يوجد هنا سوى الموسيقى لغة السلام والحب والوئام " .