منذ أكثر من عام

استطلاع ـ سليمان بن عثمان أولادثاني:
منذ أكثر من خمس سنوات دشنت الهيئة العامة للصناعات الحرفية مركز تقطير النباتات العطرية بالجبل الأخضر وجهزته بكل المعدات الحديثة المستخدمة في عمليات التقطير العطري لمختلف النباتات العُمانية.
ويعد هذا المركز إحدى مبادرات الهيئة الناجحة في تطوير الحرف العمانية والنهوض بالقطاع الحرفي من خلال الدور التأهيلي والتدريبي للمركز، إذ ساهم في تدريب الحرفيين العمانيين على الرقي بصناعة التقطير، باستخدام مناهج علمية حديثة وطرق مبتكرة يدرسها مدربون أكاديميون ومشرفون متخصصون.
حادثة الحريق في شهر إبريل لعام 2014م وقعت حالة حريق بالمركز أثناء قيام الموظفين بعمليات استخلاص النباتات عن طريق الأجهزة الموجودة بالمركز أدت إلى خسائر في بعض الأجهزة ومعدات المركز. منذ ذلك الحين توقف العمل في المركز الذي كان يخدم شريحة كبيرة من المزارعين والمنتجين الحرفيين المصنعين لحرفة تقطير ماء الورد والنباتات الريفية الأخرى. حيث كان المركز يشتري من المزارعين والحرفيين النباتات المقطرة والتي يقومون بحصادها من قمم الجبال ومشارف الأودية بنيابة الجبل الأخضر.
منذ تلك الحادثة والمركز متوقف عن العمل وباتت الأجهزة الحديثة بالية لا تصلح للعمل وكافة الأدوات التي للخراب.
كما أن بعض المقطرات لم يسع المركز لتسويقها وتعليبها كالعادة لبثها بالأسواق المحلية بالقنينات المخصصة فأصبحت منتهية الصلاحية وبقيت مخزنة بالمركز ليومنا هذا.
الحادثة تضرر منها بعض الموظفين أثناء قيامهم بالعمل، حيث أصيبوا بحروق أدات لتلقيهم للعلاج لفترات طويلة، كما أن بعضهم تكفل مصاريف العلاج على نفقته الخاصة خارج السلطنة وداخلها ولم يتم تعويضهم إلى الآن.
توقف الدعم
المواطنون يراجعون المركز لأكثر من مرة لاستخراج وتجديد بطاقة حرفي ويتم إبلاغهم بالتوجه الى مقر فرع الهيئة بولاية نزوى التي تبعد 45 كيلو مترا فلا نعلم ما طبيعة عمل المركز وما هي الخدمات التي قد يقدمها للأهالي بالنيابة بعد ما بات المركز جدران خاوية لا يسمع حسيسها سوء أصوات الموظفين.
مبنى مستأجر بلا جدوى
المبني الحالي بنيابة الجبل الأخضر تم استجاره بأكثر من 1500 ريال شهريا يضم ثماني شقق من طابقين. الطابق الأرضي تم عمله كمقر إداري ومقر لتصنيع وإنتاج المقطرات النباتية وأماكن لعمل الأجهزة وتخزين المنتجات . أما الدور الأول المكون من أربع شقق فتم تخصيصه بالكامل شقق ضيافة تتبع في تصرفها لمكتب معالي رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية.
المنتجات والموظفون بلا عمل
منذ حادثة الحريق بشهر إبريل 2014 والعاملين بلا عمل أصبح تواجدهم فقط لتوقيع كشوفات الحضور والانصراف، حيث ان المركز بلا انتاج وبلا دعم يذكر يقدم للأهالي بالنيابة هذا العام، حيث أصبحت منتجات التقطير وتحديداً مقطر ماء الورد الجبلي تقتصر فقط على الإنتاج التقليدي الذي تم إنتاجه بأجهزة تقليدية متواضعة وغير مرخصة يزاولها الأهالي منذ القدم لانتاج ماء الورد الأحمر بعد ما كان المركز ينتج ماء الورد الأبيض الخالي من الشوائب والمعلب بعلب مصممة وقابلة لتسويق بطريقة أفضل.
كما أن المنتجات النباتية الأخرى التي أصبح الأهالي يزاولون انتاجها بالمنازل لا يوجد بها وصفات الاستخدام أو وصفات الأعشاب المتعارف عليها . يتم تعليبها بعلب زجاجية وبلاستيكية مستخدمة قد تكون مضارها أكثر من فوائدها للمستخدم.
مطالبة عاجلة
أهالي الجبل الأخضر يطالبون وبصورة عاجلة الهيئة المختصة بإعادة الحياة لذلك المركز الذي تم صرف المبالغ الطائلة عليه وتعيين موظفين لخدمته والعمل به بأن يباشر المركز خدماته للأهالي، كما هو الحال منذ افتتاحه وبدء العمل لإنتاج تلك المقطرات النباتية ودعم الحرفيين المزاولين لمهنة التقطير بالأجهزة الحديثة وتدريبهم لعمليات التقطير الحديثة كطرق فصل الزيت عن الماء وغيرها من الطرق التي قد تسهم في رفع دخل تلك الأسر وتنعشها اقتصاديا.