موسكو ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تجنب "التصعيد" في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه بات من الضروري التوصل "في أسرع وقت ممكن إلى تطبيع" للوضع في هذا البلد ،فيما حذرت الولايات المتحدة روسيا من أي تدخل عسكري في أوكرانيا واصفة ذلك بأنه سيكون خطأ فادحا في حين قال الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش في أول ظهور تليفزيوني له منذ تركه كييف إن السلطة في بلاده الآن في يد أقلية.
وقال الكرملين في بيان إن بوتين أبلغ المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ورئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي في اتصالات هاتفية معهم بأنه بات "من المهم جدا تجنب تصعيد العنف، كما من الضروري التوصل في أسرع وقت ممكن إلى تطبيع للوضع" في أوكرانيا.
وتم التشديد على ضرورة مواصلة الاتصالات الشخصية حول هذا الموضوع وتكثيف التعاون على مستوى وزارات الخارجية كما أضاف الكرملين.
وفي لندن، أعلنت الحكومة البريطانية أن كاميرون اتصل بالرئيس الروسي واتفقا على أن "كل الدول يجب أن تحترم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان إن كاميرون بحث الوضع في أوكرانيا مع بوتين "لا سيما تصعيد التوتر في القرم".
وأضاف إن "رئيس الوزراء أكد أن كل الدول يجب أن تحترم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، وأن الرئيس الروسي كان موافقا وأكد أن التدريبات العسكرية الروسية في المنطقة كانت مقررة قبل الوضع الحالي في أوكرانيا".
من جانبه قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة إنه يجري إعادة نشر أكثر من 80 مروحية عسكرية "مي-24" و"مي-8" من قواعدها في مناطق عسكرية غرب تلك البلاد إلى مطارات الطوارئ، وفقا لما أوردته وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء.
وأضاف المتحدث أنه يجرى إعادة نشر وحدات جوية عسكرية في المناطق الغربية في مطارات الطوارئ على بعد أكثر من 500 كيلومتر من قواعدها الدائمة في إطار اختبار متواصل للجاهزية القتالية للقوات المنتشرة في المناطق العسكرية الغربية والوسطى بتلك البلاد.
كان الرئيس الروسي قبل يومين أصدر تعليمات بإجراء اختبار للجاهزية القتالية لقوات الجيش الروسي في غرب روسيا.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن بوتين أمر أيضا باختبار مدى تأهب قوات الإنزال الجوية.
وبحسب وزير الدفاع الروسي، يشمل الاختبار مدى قدرة قوات الجيش الروسي على التعامل مع مواقف الأزمات والتهديد العسكري.
وفي واشنطن حذرت الإدارة الأميركية مجددا روسيا من التدخل العسكري في أوكرانيا.
وأكد جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما على وصف مثل هذا العمل بأنه سيكون "خطأ فادحا".
وأضاف المتحدث إن الولايات المتحدة تراقب بدقة ما إذا كانت موسكو "ستقدم على شيء ما يتجاوز الحدود".
في غضون ذلك قال رئيس أوكرانيا المعزول فيكتور يانوكوفيتش في مؤتمر صحفي أمس، في أول ظهور علني له منذ مغادرته كييف وذهابه إلى روسيا إن " القوميين والفاشيين"وراء الأزمة التي تمر بها بلاده.
وأضاف في المؤتمر :"جرى الاستيلاء على السلطة من قبل الشباب من القوميين والفاشيين الذين يشكلون أقلية مطلقة بأوكرانيا ".
وقال يانوكوفيتش :"هذه نتيجة السياسات غير المسؤولة للغرب الذي يدعم (متظاهري)الميدان"، مشيرا إلى الميدان الواقع في كييف حيث جرت المظاهرات المناهضة للحكومة على مدار الشهور الثلاثة الأخيرة.
وأعرب عن اعتذاره للشعب الأوكراني قائلا: "أعتذر أمام الشعب الأوكراني لأني لم أستطع الحفاظ على الاستقرار في تلك البلاد... المستولون على السلطة في أوكرانيا لا يمثلون غالبية الشعب".
وقال للصحفيين :"سوف أعود فور ضمان شروط أمني وأمن عائلتي ".
وأضاف إنه"لم يفر" من بلاده ولكن أولا ذهب من كييف إلى خاركيف عندما جرى استهداف سيارته بأعيرة نارية من " أسلحة آلية ...من جميع الجوانب".
ووصف الرئيس المعزول الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 25 مايو المقبل والتي أجازها البرلمان بأنها " غير شرعية " وقال إنه لن يشارك فيها .
وقال في المؤتمر الصحفي إنه يجب إجراء الإصلاحات الدستورية بحلول سبتمبر المقبل ، وكذلك إجراء استفتاء بشأن أسئلة تتعلق بمستقبل أوكرانيا وانتخابات رئاسية جديدة بحلول ديسمبر المقبل .