رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد :
استشهد فجر امس شاب فلسطيني (21 عاما) وفتاة (18 عاما) برصاص الاحتلال الإسرائيلي على مفرق خرسا جنوب بلدة دورا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وذكر راتب الجبور منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل أن قوات الاحتلال أطلقت النار على الشاب ضياء عبد الحليم التلاحمة بالقرب من مفرق خرسا ما أدى إلى استشهاده. وأضاف إن قوات الاحتلال منعت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، والصحفيين من الوصول للمكان واغلقت المنطقة واعتبرتها عسكرية مغلقة. وبعد انتشار خبر استشهاد الشاب تلاحمة اندلعت مواجهات على مفرق خرسا أصيب خلالها عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق جراء اطلاق جنود الاحتلال قنابل الغاز والصوت نحوهم. وحسب رواية وسائل إعلام إسرائيلية، عثر على جثة الشاب بالقرب من مفرق خرسا القريب من مستوطنة "بيت حجاي"، وذلك خلال عملية تمشيط للمنطقة بعد سماع صوت انفجار بالقرب من دورية للجيش الإسرائيلي وصلت الى هناك عقب أنباء عن قيام شباب برمي الحجارة. تقديرات قوات الاحتلال الإسرائيلية تفيد ان الشاب قتل خلال محاولته القاء عبوة ناسفة نحو دورية الجيش، على حد زعمها. فيما أشار شهود إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا وابلا من القنابل صوب عشرات الشبان الذين تجمعوا قرب موقع استشهاد الشاب، كما أغلقوا مثلث خرسا أمام حركة المركبات. وبينوا أنهم شاهدوا شابا ملقى على الأرض وهو ينزف دون معرفة طبيعة الحادث ومصيره، ثم نقلته قوة إسرائيلية من المكان. وكان الجيش الإسرائيلي فرض أمس الثلاثاء طوقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية وقطاع غزة حتى منتصف ليل الأربعاء، وذلك بمناسبة مايعرف بـ "عيد الغفران" لدى اليهود. من جهتها، نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ابنها الشهيد المهندس ضياء. وقالت الحركة في بيان وصل (الوطن) لقد عاش الشهيد باراً بوالديه وعائلته المجاهدة المعطاءة، وفياً لفلسطين ومدافعاً عن القدس، ومنتمياً لحركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظفاره، وعمل منسقاً للرابطة الإسلامية في جامعة القدس ـ أبو ديس حيث التحق بها طالباً متفوقاً بكلية الهندسة". وأضافت "إننا إذ ننعى الشهيد المجاهد ضياء، فإننا نعاهد الله تعالى أن نظل أوفياء لأرواح الشهداء الأبرار وأن نواصل نهج الجهاد والمقاومة الذي ساروا عليه، وأن نحفظ دمهم ووصاياهم". ودعت الحركة أبناء الفلسطينيين إلى السير على ذات الطريق الذي سلكه الشهيد، وإلى استمرار المواجهة مع قوات الاحتلال دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك. في وقت لاحق شيعت جماهير غفيرة في محافظة الخليل، جثمان الشهيد بعد إلقاء ذويه نظرة الوداع الأخيرة عليه في منزله، من مسجد أبو الجياش، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة قرية خرسا، وسط هتافات منددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وفي وقت لاحق استشهدت، مساء امس الفتاة هديل صلاح الدين صادق الهشلمون، متأثرة بالجروح التي اصيبت بها جراء اطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليها أثناء عبورها الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، والمعروف بحاجز 'الكونتينر'. وأفاد والد الفتاة رئيس قسم التخدير في المستشفى الأهلي ومديره العام سابقا الدكتور صلاح الهشلمون لوكالة
(وفا)، بأن ابنته الطالبة سنة أولى في جامعة الخليل والبالغة من العمر ثمانية عشر عاما أصيبت صباحا بجروح في بطنها وأطرافها السفلية، عقب اطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليها بشكل مباشر، أثناء عبورها البوابات الحديدية الدولابية على حاجز 'الكونتينر' المقام على مدخل شارع الشهداء، وفي وقت لاحق ابلغه الاطباء في مستشفى 'شعار تسيدك' داخل اراضي عام 1948، بأنها فارقت الحياة وارتقت شهيدة. يذكر ان مصادر فلسطينية اكدت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تركت الفتاة تنزف قرابة نصف ساعة، ومنعت طواقم إسعاف الهلال الأحمر من الوصول إليها لتقديم العلاج وإسعافها، وعقب ذلك نقلتها لجهة غير معلومة.
سياسيا، استنكرت حكومة الوفاق الفلسطيني الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، باغتيال الشاب التلاحمة واستهداف فتاة بالرصاص في الخليل جنوب الضفة الغربية، وقال المتحدث باسم الحكومة إيهاب بسيسو في تصريح صحفي إن جرائم الاحتلال الأخيرة في محافظة الخليل استمرار لسياسة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل والتي تجري بغطاء من حكومة الاحتلال. وشدد بسيسو أن هذه الجرائم وغيرها هي انتهاكات إضافية وواضحة لكافة المواثيق والأعراف الدولية، مشيرا أن وقفها يتطلب دعما للجهود السياسية الفلسطينية وعملا جديا وحثيثا من المجتمع الدولي ومؤسسات هيئة الأمم المتحدة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية. بدورها نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمزيد من الفخر والاعتزاز الشهيد ضياء عبد الحليم التلاحمة، مؤكدة أن هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال لن تمر دون أن يدفع الاحتلال الثمن باهظاً. وأكدت الجبهة في بيان لها تلقت (الوطن) نسخة منه أن استمرار شلال الدم الفلسطيني بالنزيف، وتصاعد الهبة الجماهيرية وانتفاضة شباب الحجارة والزجاجات الحارقة في شوارع القدس، ومختلف أرجاء الضفة، هو الصورة المشرقة المتواصلة لأبناء الشعب الفلسطيني مهما غلت التضحيات وتصاعد الإرهاب الصهيوني، والذي يجب إسناده بإعادة الاعتبار للمقاومة المسلحة، لإلحاق أفدح الخسائر بجنوده والمستوطنين وبنيته التحتية. وأشارت الجبهة إلى أن تصاعد وتيرة إطلاق النار على الفلسطينيين على الحواجز، والتي أدت في الساعات الأخيرة الى استشهاد واصابة العديد من المواطنين الفلسطينيين، هو تنفيذ عملي لقرارات حكومة الاحتلال الفاشية لجنودها بتوسيع دائرة الاستهداف والعدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، وهو يتطلب سرعة التحرك العاجل على المستوى الدولي لإدانة هذه الجرائم واعتبارها امتداد لجرائم الحرب المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة.