دول الخليج تستورد سنوياً أكثر من 23 ألف طن من الزهور

القاهرة ـ من حسام محمود:
تبدو منتجات الزهور عندما يفكر المرء فيها أن أهم ما يميزها كيفية توفير التقنية العالية والخبرات الفنية وقربها من البورصات العالمية, لذا فقد ركز المنتجون حاليا على الأصناف التي تحتاج لتقنية عالية ويتم زراعتها في مساحات صغيرة وتحتاج لخبرات كبيرة.
وهناك بعض المنتجين العرب الذين خططوا لإنتاج نفس الأصناف فكان عليهم استيراد كل شئ لازم للزراعة من الخارج فالصوب مستوردة بتجهيزاتها المعقدة, والخبرات الفنية مستوردة في صورة خبراء أجانب . مما يجعل أسعار الزهور أو النباتات المنتجة في هذا المشروع أغلى كثيرا من مثيلاتها المنتجة في بلدان أخرى . مما حدا بهؤلاء المنتجين إلى الاكتفاء بالبيع في أسواقهم المحلية وصرف النظر عن التصدير محتمين بالتعريفة الجمركية أو بمنع الاستيراد.
مشروعات الزهور
يجب على المنتج للزهور ومشتقاتها بعد الزراعة والتصنيع أن يبحث عن أهم عوامل نجاحه التي تؤهله لمنافسة غيره في الأسواق الخارجية . فمنتج الزهور في المنطقة العربية مثلا سيجد أن موقعه فريد فهو قريب من أسواق الشرق والغرب وهي ميزة نسبية قد تكون مفيدة إذا توافرت خطوط الطيران بأسعار منافسة . كما أن هذا المنتج سيجد أن المناخ في الوطن العربي يعد مثاليا لإنتاج كثير من الأصناف شتاء وهو موسم تصدير الزهور . كما سيجد أن تكاليف الأيدي العاملة المدربة تعد معقولة إذا قورنت بأسعار الأيدي العاملة المماثلة في الدول الأخرى وسيجد أيضا الأراضي متوافرة وليس هناك مشاكل تذكر في مصادر المياه , وهكذا يستطيع أن يعد المنتج دراسته بنقاط قوته ونقاط ضعفه ليتمكن في النهاية من اختيار أنسب الأصناف التي يجب إنتاجها ويستطيع بها المنافسة . والوضع الطبيعي لمنتج الزهور العربي هو الاتجاه لأسواق الدول العربية وأوروبا، فأمريكا تعتبر سوقا صعبا جدا له لارتفاع تكلفة الشحن ومنافسة المنتجين المتمرسين في أميركا اللاتينية (كولومبيا والإكوادور) .
أما أسواق اليابان وشرق آسيا فلنفس الأسباب يجب عدم البدء بها حيث أن تكاليف الشحن الجوى أيضا مرتفعة والمنافسة حادة من المنتجين في الهند وتايلاند وغيرها . أما أفريقيا ففيها من المنتجين أكثر كثيرا من مستهلكي الزهور . بينما البيع للبورصات فطريقة تتسم بضمان سداد قيمة الزهور وإمكانية البيع بشكل دائم حتى لو كانت تشكيلة الأصناف أو الألوان قليلة كما يميزها الحصول على السعر الحقيقي الجاري للأصناف المباعة . إلا أن ما يعيبها الشروط المتشددة للبورصات في قبول النوعية والفرز، كما يعيبها التذبذب الشديد في الأسعار من أسبوع لآخر ومن يوم لآخر في بعض الأحيان . وهناك البيع مباشرة للمستوردين ويميز هذه الطريقة الحصول على أسعار مستقرة وأيضا يمكن الحصول من المستورد على معلومات تسويقية مهمة إلا أن ما يعيب هذه الطريقة وجوب الثقة الكاملة بين الطرفين وإلا خسر المنتج قيمة زهوره، حيث أن طرق الدفع في عالم الزهور مختلفة عن باقي السلع وذلك لطبيعة الزهور الخاصة من حيث قابليتها للتلف السريع ووجوب السرعة في كل شيء خاص بها من تعبئة وبيع وشحن . بالطبع إن هناك بعض العوامل التي قد لا يتمكن المنتج من السيطرة عليها كالمناخ وشركات الطيران وقد تؤثر على نتيجة عمله سلبا وإيجابا إلا أن هذا ما ينظر إليه الاقتصاديون على أنه المخاطرة التي يجب أن يتحملها كل من يعمل بغرض الربح .
بورصات الورود
تعتبر تجارة الزهور من أرق الأنشطة الاقتصادية , كما أنها تجارة عالمية ، حيث تقوم كثير من الدول التي تتمتع بأجواء معتدلة أو حارة بتصدير زهورها للبلدان الواقعة في المناطق الباردة . كما أنها تجارة عالمية ، حيث تقوم الكثير من الدول التي تتمتع بأجواء معتدلة أو حارة بتصدير زهورها للبلدان الواقعة في المناطق الباردة . وتخطط دبي لأن تتبوأ المركز الأول عالميا كأكبر مركز لتجارة الزهور من خلال التفوق على كافة مراكز تجارة الزهور بما في ذلك هولندا ، حيث تتجه الإمارة لإقامة مركز كبير للزهور ضمن مشروع "دبي ورلد سنترال". وإن المباحثات بشأن المشروع الضخم تمضي قدماً للأمام بمشاركة عدد من الهيئات الحكومية بما في ذلك مركز دبي للسلع المتعددة . وأعرب أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة عن يقينه الجازم بأن المشروع سيحقق نجاحاً كبيراً ، مشيراً إلى أن دبي ستتفوق على هولندا في مجال تجارة الزهور، حيث تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها لأن تكون مركز الزهور رقم واحد على مستوى العالم . ويؤكد عدد من الخبراء أن الموقع المتميز للإمارات سيمنحها الفرصة لتصبح من أهم عشرة مستوردين للزهور في العالم. وتشير إحصاءات إلى أن دول الخليج تستورد ما يزيد على 23 ألف طن من الزهور سنوياً ، ويصل حجم سوق الزهور في منطقة الخليج إلى ما يزيد على 200 مليون يورو , ويتوقع أن يتزايد خلال السنوات المقبلة . وقد بلغت قيمة تجارة الزهور في العالم نحو 4.7 مليار دولار سنوياً تشترك فيها عدد من الدول وتأتي هولندا على رأس قائمتها إذ تستحوذ على 60% من قيمة التصدير العالمي، حيث تحتل المركز الأول من حيث تصدير أكبر كمية من الخزامى (التوليب) ومن أهم أسواق الزهور في العالم تأتي فرنسا وإنجلترا وألمانيا في مقدمة الأسواق العالمية التي تستوعب معظم الصادرات الهولندية وغيرها من الزهور.