منها الشارخة والحبار والروبيان

تشهد سواحل السلطنة سنويا عددا من مواسم الصيد لعدد من الثروات البحرية التي تزخر بها المياه العمانية وخلال العام الجاري 2015م بدأت ثلاثة مواسم صيد ضمن عدد من مواسم الصيد في السلطنة ففي شهر مارس الماضي بدأ موسم صيد ثروة الشارخة وفي شهر أغسطس الماضي بدأ موسم صيد الحبار وفي شهر سبتمبر الجاري بدأ موسم صيد الروبيان وتمثل تلك المواسم أهمية اقتصادية واجتماعية وثقافية حيث تتنوع تلك الثروات البحرية بين الحبار والروبيان والشارخة والتي لها دور في التصنيع السمكي وتحقيق قدرا من الأمن الغذائي للسلطنة وتقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية بدور رقابي على تلك المواسم وتطبيق قانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية بالإضافة إلى الدور الإرشادي والتوعوي والعلمي والبحثي لتطوير العمل في مواسم الصيد.
ثروات متنوعة
تزخر المياه العمانية بثروة الحبار والتي تعرف محليا باسم : (الغترو) وتعتبر من مجموعة الرخويات وتعيش في بيئات متنوعة فبعض أنواعها قاعية تعيش في مناطق الشعاب المرجانية ومسطحات الحشائش البحرية والبيئات الرملية والطينية والصخرية وأنواع أخرى تكون شبه قاعية أو سطحية ويتواجد الحبار على طول الشريط الساحلي الممتد من محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى إلى بعض ولايات محافظة ظفار.
ويعد الحبار مصدرا أساسيا للبروتين وهو غذاء صحي لقلة الدهون فيه ويقي من العديد من الأمراض ويصدر ثروة الحبار إلى الكثير من الدول الآسيوية والأوروبية وغيرها من بلدان العالم لقيمته الغذائية العالية وحاجة السوق الخارجي إليه في صناعة الغذاء.
أما ثروة الروبيان وهو كائن بحري من فصيلة القشريات فيتمثل في قيمته الغذائية كونه مصدرا أساسيا للبروتين، ويمكن اعتباره غذاء بديلا لبروتين اللحوم كما يمتاز الربيان باحتوائه على كمية قليلة جدا من الدهون ويحتوي الروبيان أيضا على فيتامين بـ 12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية وهما أحد العناصر المهمة للوقاية من أمراض أوعية القلب عند الإنسان والروبيان أيضا مصدر ممتاز لعنصر السيلنيوم الذي يلعب دورا رئيسيا في الحد من تكاثر الخلايا السرطانية من خلال تعويض وإعادة بناء الخلايا السرطانية التالفة وتدخل مشتقات الروبيان ومخلفاته في العديد من الصناعات الدوائية والطبية والتجميلية.
وهناك أيضا في مياه السلطنة جراد البحر أو الشارخة كما يعرف محليا: هو حيوان مفصلي من القشريات نتيجة احتوائه على قشرة صلبة، وذي عشرة أرجل ويعيش الشارخة عامة في قاع البحر ويعد الشارخة مصدرا أساسيا للبروتين وغنيا بالبوتاسيوم والزنك والنيكوتين والحديد ويحتوي جراد البحر على كمية مناسبة من الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم وعدد من الفيتامينات وتتركز القيمة الغذائية في ذيل الشارخة أكثر من الأعضاء الأخرى وهو أكثر ما يستغل من الشارخة حاليا لأنه يحتوي على اللحم الكثيف والقيمة الغذائية العالية مقارنة بالأعضاء الأخرى.
مواسم الصيد
يبدأ موسم صيد ثروة الحبار في سواحل السلطنة في الأول من شهر أغسطس من كل عام إلى نهاية شهر يناير من العام الذي يليه بينما يبدأ موسم صيد ثروة الروبيان في سواحل السلطنة يوم الأول من شهر سبتمبر من كل عام والذي يستمر إلى نهاية شهر نوفمبر أي لمدة ثلاثة أشهر حيث يتوجه عدد كبير من الصيادين الحرفيين إلى البحر بمحافظتي الوسطى وجنوب الشرقية لصيد وجمع ثروة الروبيان.
أما موسم صيد ثروة الشارخة يبدأ في شهر مارس وينتهي مع نهاية شهر أبريل ويمتد لمدة شهرين.
جهود إرشادية ورقابية
تحرص وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في دائرة الرقابة والتراخيص السمكية على تكثيف الجانب الرقابي وتطبيق قانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية خلال مواسم الصيد وذلك لاستدامة هذه الثروات وتحقيق الاستغلال الأمثل من خلال العمل في تلك المواسم. كما تنظم دائرة الإرشاد واللجان السمكية فعاليات متعددة من حلقات ومحاضرات وندوات إرشادية لتوعية الصيادين الحرفيين بأهمية الالتزام بقانون الصيد البحري ولائحته التنفيذية والتقيد بأدوات ومعدات الصيد المسموح بها خلال مواسم الصيد المختلفة وتحقيق متطلبات الصيد الرشيد والمحافظة على الثروة السمكية والبيئة البحرية دون الإضرار بها وذلك لتحقيق التنمية السمكية المستدامة.
الدراسات والبحوث العلمية
نفذت الوزارة ممثلة المديرية العامة للبحوث السمكية والمراكز البحثية التابعة لها مثل مركز العلوم البحرية والسمكية ومركز الاستزراع السمكي ومركز ضبط جودة الأسماك ومركز البحوث السمكية في صلالة العديد من الدراسات العلمية والمشاريع البحثية عن الثروات البحرية بهدف استزراعها وزيادة إنتاجها بالإضافة إلى بحوث علمية لتطوير معدات الصيد المستخدمة في جمع وصيد الثروات البحرية لزيادة كفاءة عمل الصيادين خلال تلك المواسم.