تقيم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في السابعة من مساء الغد بفندق جولدن توليب حفل توقيعٍ لإصداراتها الحديثة لهذا العام تزامناً مع فعاليات معرض الكتاب في دورته التاسعة عشرة، وسط حضور جميع "كتّاب" هذه الإصدارات والجمهور الأدبي المتذوق لمتابعة جديد الأعمال الأدبية والثقافية بالسلطنة.
بعد أن أصدر مجموعة (إشارات) في العام 2006م، يوقع معاوية الرواحي هذه المرة على "جمجمةٍ مهترئة"، باسطاً عبرها عدة قصصٍ قصيرة تسجل شيئا من التجاذب الفكري في رحلة كونية قصيرة وفق أفقٍ يختص به الكاتب دون سواه.
في حين يوقع سمير العريمي على إصداره الثالث الذي أوسمه بـ"عين القطر"، بعد "خشب الورد" و"سفر حتى مطلع الشمس"، لكنه هذه المرة يقف متكئاً على المشهد الإنساني بكل تجلياته وظروفه والمناخات المحيطة به، متنقلاً بخفةٍ بين الواقع والخيال في لغةٍ لا تغادر محيطها، يتكلم فيها الطير والإنسان والجماد، مختاراً للتراث سطوةً وتأثيراً يتحكمان بمقصلة الحياة داخل المجموعة.
وفي تجربةٍ طويلةٍ وممتدة، يوقع ناصر البدري هذه المرة على مجموعته الشعرية التي هتفت بلغة الأسماء وبحياة أصحابها، مختزلاً في "ملائكة الظل" كل الذكريات الحميمة والتجارب الشعورية الإنسانية في ستة عشر عاماً، مستحضراً شخصيات مؤثرة في حياته الخاصة، من أصدقائه الذين تقاسم معهم قشر الليمون ولهيب الحياة، مسجلاً اعترافات ودية ملأى بالدهشة.
بينما يوقّع عبدالرزاق الربيعي على ألواح الصبر، في مجموعته الشعرية المثخنة بالجراح "صعوداً إلى صبر أيوب"، وهو يتنقل عبر ثلاثين بوابة بين متاهات التضحيات وملح التجارب وعقيق التحدي، مفضياً إلى فضيلةٍ يحترق من لا يمتلكها، وهو يدّون رصيداً حياً من آلام الإنسان العراقي والعربي، بأثوابٍ عقائدية وتراثيةٍ حبلى بالقصة والغصة والندوب والجمال الذي سحقته الحروب.
وفي تجربةٍ توثيقية، توقع الدكتورة عائشة الدرمكية تفاصيل الملتقى الخاص بـ (سيميائيات النص الثقافي في عمان) في مقاربة تحليلية سيميائية، وسط رؤيةٍ تحليلية لأبعاد النص العماني المكتوب والشفاهي على السواء. سيكون مرجعاً مهماً للدارسين والباحثين خصوصاً وأنه ثريٌ بالرؤى والدراسات المعمقة والبحوث ذات الاشتغال الجاد والمتوازن.
عبر إطلالةٍ نقديةٍ مثيرة، توقع رحاب بنت علي الزكوانية على إصدارها الأول حول "رثاء المرأة" في الشعر العماني، من خلال استقصاءٍ دقيق للخصوصية العمانية في تعاطيها مع رثاء المرأة، والعاطفة المتوقدة التي اشتعلت في بوحٍ خاص، مستحضرةً نماذج مميزة من القديم والحديث عبر ثلاثين قصيدة، بلغة مشوقة وسبر عميق للتفاصيل، وتشريح النص وبيان قيمته الفنية والجمالية، والاعتماد في ذلك على نظام إحصائي في استيضاح الجوانب الفنية والجمالية فيه، مع تقديم إيضاحات مثرية لثلاث مراحل شعريةٍ انتقتها الكاتبة بفطنةٍ وكياسة نقدية.
أما الدكتورة آمنة الربيع، فإنها توقع بكامل زينتها على "يوم الزينة"، بثوب مسرحي مطرز بفنون يمنية ولبنانية وتونسية وسودانية وعمانية، تمت خياطته على خلفيات سياسية واجتماعية وأيديولجية، يمتاز الإصدار بتناغم وانساجم بين الفرح والكآبة، ولا يخلو من تقفٍ تاريخي لخصوصية المرأة في البلدان العربية.
بيد أن إيهاب مباشر وهو يوقع على إصداره "حمار في ورطة" يؤكد على حق الكائنات في الحياة والحرية. بلغةٍ مسرحيةٍ موجهةً لعناية الطفل، تخاطب الجانب السلوكي والقيمي في داخله، وسط دعواتٍ تربويةٍ للحفاظ على البيئة والتماهي فيها أكثر والإحساس الوجداني بها، مع تغذية الطفل برسائل اجتماعية مهمة تضع لبناتٍ أخرى على البناء التكويني الجمالي للطفل.
بشرى خلفان، تحكي فصولاً مشوقة من "حبيب رمان"، وهي تلفت الانتباه إلى تفاصيل أخرى في الحياة تقود نحو الانتشاء والتجلي، مستخدمةً الأدوات التراثية التي تجعل القارئ يزداد قرباً من الهوية العمانية الأصيلة، في مزجٍ لطيف بين الخيال والواقع بقالب عاطفي متجانس.
ويوقع عبدالله خليفة عبدالله على "هسهسات الوحشة" في إصدارٍ قصصي قصير، تتغذى فيه الفكرة من وحيها الوجداني، باعثاً للحنين معانٍ رائقة بأطوارٍ شتى.
هذه المرة اختار لمسمفونيته مسمىً فانتازياً: "تكتبني الظلال لأراني"، هكذا يعود مسعود الحمداني إلى الساحة الشعرية الشعبية التي لم يغب عنها يوماً، لكنه يشاكس القارئ بأفكارٍ روحيةٍ مجنونة، منفتحٌ فيه على كل شيء، تاركاً للقارئ حرية ما يعتنق من أفكارٍ وصورٍ يتخيلها بعد كل قصيدة، وهو لا يزال يلوّح بمضمونٍ واحد، في طول المجموعة وعرضها، يكتشف كنهها القارئ مع كل نهاية، حيث البداية إثر كل ظل.
تثميناً لاشتغاله النقدي المستمر، يوقع الدكتور محمد زروق أيضاً على (الشعلة والمرآة د. صلاح الدين بوجاه) في استقصاءٍ بحثي ونقدي لتفاصيل مثيرة، كعادة زروق الذي يجعل من القارئ بعد كل دراسةٍ ماداً يديه مجلياً ذهنه طالباً المزيد.