تحتفظ بها منذ أكثر من ربع قرن
مايدة العامرية: لدي أكثر من 200 قطعة من الأواني والفخريات والسعفيات والفضيات والأدوات التي كانت تستخدم قبل 100 عام

زار متحفها ـ خالد بن سعود العامري:
منذ أكثر من 25 عاما بدأت بجمع ما تبقى من الأواني التراثية والادوات القديمة التي كانت على وشك الاندثار بعد دخول المدنية الجديدة وسحب البساط عن معظم الاشياء الرائعة التي كان الناس يستخدمونها في الزمن الجميل.
هذه هي بداية حكاية ولع المواطنة مايدة بنت خالد بن منصور العامرية من أهالي المعبيلة الشمالية بولاية السيب بجمع التراثيات القديمة .. بدأت أولا بفكرة بسيطة وهي جمعها في صندوق قديم كان يعرف باللهجة العامية "السحارة" المصنوعة من المعدن وما ان امتلأ الصندوق حتى اتت بصندوق اخر بعدها رأت ان ذلك سيجعلها تحتفظ بهذه الاشياء القديمة في هذه الصناديق بعيدا عن الفقدان لكنها ستكون محفوظة فقط ولن يستطيع احد مشاهدتها وتذكر الزمن القديم من خلالها .. حينها تولدت لديها فكرة بأن تصنع بهذه الاثريات متحفا صغيرا يجعلها تستمتع برؤية مقتنياتها كما يمكن لزوارها ان يتنفسوا ويشاهدوا عبق الماضي الذي تحمله هذه الموجودات بين مكوناتها الثمينة.
سارعت قبل 25 عاما بانشاء متحف في منزلها عبارة عن غرفة تم تصميمها بجريد النخل وسعفه استعانت فيه بعدد من الرجال المهرة القدامى الذين كانت لهم ابداعات في الزمن القديم في تشييد البيوت القديمة .. خرجت بعد انتهاء العمل بتحفة جميلة كان موقعا لجمع تراثيات الزمن الغابر .
تقول مايدة العامرية عن هذه الهواية الفريدة: كنت مولعة بالمحافظة على كل قديم منذ صغري فأنا اجد حميمية كبيرة خلال جمع هذه القطع الثمينة التي كنت احصل عليها من الاصدقاء والمعارف بالاضافة الى ماكانت العائلة تحتفظ به .. كانت سعادتي لا توصف عندما اقتني قطعة جديدة ضمن مقتنياتي الاثرية .
تضيف قائلة: كان من يسمع عن شغفي بهذه الهواية يساعدني عندما يعلم بأني اجمع هذه الادوات القديمة فيخبرني ان لدى فلان او فلانة قطعة قديمة قد لا تكون موجودة لدي .. حينها اسارع الى طلبها وأجد التشجيع من الجميع .. فالكل يعلم ان هذه الهواية تعد واحدة من اتعب واندر الهوايات نظرا لقلة وجود مثل هذه الاثريات بعد ان أختفت ولم يعد لها وجود الا ما ندر .
وقالت العامرية بأنه عقب هذه السنوات الطويلة من جمع هذه التراثيات في المتحف الصغير اضطرت العائلة لبناء منزل جديد .. معنى ذلك ان هذا المتحف سيتم ازالته .. هنا حزنت كثيرا فأين ستذهب ادوات التاريخ الجميل وما مصيرها بعد الآن .. جمعتها في صناديق واغلقت عليها وظللت أفكر فيما سيحل بها وبهوايتي بعد هذه السنوات الطويلة .. لكن بعد ان انتهى مشروع المنزل راودتني الفكرة مجددا واستطعت أن أجد ركنا في المنزل انشئ عليه
متحفا جديدا أكبر من السابق وها هو الآن قد أكتمل واعدت ترتيبه بشكل افضل من السابق واضفي عليه طابعا قديما خاصة بوجود زخارف ونقوشات وألوان كانت تستخدم سابقا تزيد من جمالياته وكأن زائره يعود بذكرياته لسنوات طويلة كما يستطيع الجيل الجديد معرفة الادوات التي كان اباؤه واجداده يستخدمونها في حياتهم اليومية.
تختتم مايدة العامرية حديثها قائلة: ما زلت ابحث عن كل مقتنيات قديمة لا تجد الاهتمام من اصحابها فأنا الان احتفظ بأكثر من 200 قطعة من الاواني والفخاريات والعملات والسعفيات والحرفيات والملابس التقليدية وبعض القطع تعتبر نادرة جدا كأواني الطبخ وادوات الاستخدامات المنزلية والمذياع الذي مازال يعمل حتى اليوم بالاضافة الى المكواة التي تعمل بالفحم وسخان الماء الاثري والميزان الذي كان يستخدم في وزن التمور والحبوب وغيرها .