بهدف تدريب وتأهيل النساء الساحليات لزيادة الإنتاج الغذائي

تواصل وزارة الزراعة والثروة السمكية تنفيذ مشروع تطوير منتجات المرأة الساحلية في السلطنة ولمدة سنتين بين عامي 2015م و2017م وبتمويل من صندوق التنمية الزراعية والسمكية وبإشراف من المختصين في دائرة تنمية الموارد السمكية بالوزارة.
والمشروع بحثي تنموي يهدف الى تنمية القطاع من خلال تنمية مساهمة المرأة الساحلية في القطاع السمكي بتأهيلها على ادارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير اماكن عمل ملائمة وأجهزة ومعدات لتنفيذ متطلبات الانتاج السمكي.
وجاءت فكرة المشروع كاستجابة لتزايد عدد الطلبات من قبل النساء الساحليات العاملات في مجال التصنيع السمكي في الولايات بالمحافظات الساحلية في السلطنة لدعمهن في تطوير أنواع المنتجات السمكية وايجاد منافذ تسويقية جديدة.
بعد اجتماعي
وتحدث المهندس يونس الزناتي خبير الصناعات السمكية التقليدية في مشروع تطوير منتجات المرأة الساحلية في السلطنة عن أهمية صناعات المرأة الساحلية وأنها لا يقتصر أهميتها على الناحية الاقتصادية فقط بل هي ذات بعد اجتماعي يعمل فيها الأفراد والأسر وهي في الأصل صناعات منزلية وتتوفر فيها القيمة المضافة وتقوم على الموارد الاقتصادية في المحافظات الساحلية وتزيد من دخل الأسر وتساهم في تطوير المجتمعات الساحلية بتوظيف تطبيقات التكنولوجيا الحديثة والحركة التجارية في تلك المجتمعات.
مقومات النجاح
وعن مقومات النجاح لمشاريع المرأة الساحلية أوضح المهندس الزناتي أن وصفة نجاح تقوم على البدء بصناعات سهلة دون الاعتماد على تطبيقات تكنولوجية صعبة، حيث يكون المشروع من مواد طبيعية سهلة التحضير ويكون المشروع بتدرج مرحلي وبرأس مال بسيط ومع مرور الوقت والتأقلم يمكن الانتقال الى تصنيع منتجات أكثر تنوعا مع الاستعانة بتكنولوجيا أكثر تطورا.
موارد متاحة
وحول الموارد المتاحة للتصنيع قال: تمثل الموارد السمكية والثروات البحرية الأخرى من أسماك بمختلف الأصناف مصدر للتصنيع السمكي وبتوفر الأسماك بكثرة وتنوع يساهم في قيام صناعات عديدة ومنها الصناعات التقليدية والتي تجد اقبالا من المستهلكين مثل المالح والتي قامت النساء الساحليات بتقديمها بطرق حديثة تراعي أذواق ورغبات المستهلكين وهناك امكانيات لتصنيع منتجات تقليدية أخرى لتدخل دائرة الاهتمام لدى المستهلكين.
تسويق المنتجات
وفي سؤال عن التسويق لمنتجات المرأة الساحلية قال: محور التسويق هو الأهم، حيث لا بد من النساء الساحليات بذل جهود متواصلة مع المستهلكين والعمل على تعريف المنتج للمستهلك وتقديمه بشكل راق ويجذب الانتباه وينال الاعجاب من المستهلكين ويكون المنتج على عبوات وأشكال مختلفة وفي بعض الأحيان قد يكون العبوات موجهة لمستويات عمرية معينة ومن المعلوم أن الأطفال لا يقبلون كثيرا على الأسماك ولكي يكونوا من المستهلكين للأسماك لا بد من جهود عديدة لجذبهم سواء بأشكال جذابة للمنتجات وعبوات مناسبة لعمر الأطفال وبالتالي سيقبلون تلقائيا على الأسماك ومنتجاتها الأخرى من تقليدية ومنتجات القيمة المضافة.
دورات تدريبية
وفيما يتعلق بالدورات التدريبية التي تحتاجها النساء الساحليات لتطوير كفاءة العمل قال: أهم محاور التدريب التي تساهم في تطوير عمل المرأة الساحلية هي التدريب على ادارة الأعمال والتسويق والسلامة الصحية وضبط الجودة ونقصد هنا بدورات تدريبية بشكل دوري تقدم فيها المعلومات بشكل مبسط وعملي وبما يكفي للقيام بأعباء العمل اليومية والتطور المرحلي للمشاريع.
مهارات وخبرات
وعن المهارات اللازمة للنساء الساحليات للعمل في المشاريع أوضح قائلا: إن مهارات التعامل مع التصنيع الغذائي في داخل البيت من السلامة الصحية للغذاء وتحقيق قدر مناسب من الجودة تأتي في المرتبة الأولى لأن العمل داخل البيت يختلف عن المصنع والحاجة ماسة الى توفر ظروف العمل المناسب والبيئة الانتاجية الصحية، حيث من المعلوم أن الأسماك من أكثر السلع الغذائية التي تصاب بالتلف ويجب العمل بشكل مستمر لتأهيل المنتجات السمكية التي تنتج في البيت للدخول الى الأسواق وهي ذات جودة وقيمة صحية وغذائية والعمل على تصنيع منتجات تعطي قيمة مضافة وهنا لدينا مثال على تدخين الأسماك فمن المعلوم أن الأسماك المدخنة منتج ذي قيمة مضافة وتبقى على جودتها الغذائية لفترة طويلة وأية أسماك ومن أصناف مختلفة اذا تم تدخينها بالشكل السليم يزداد قيمتها الغذائية ومثل هذه المنتجات هي التي يجب على النساء الساحليات العمل على انتاجها من داخل البيوت والحال نفسه مع انتاج المخللات والمعجنات المصنوعة من الأسماك والمنتجات البحرية.
تكنولوجيا حديثة
وفي رده حول تطبيقات التكنولوجيا الحديثة التي يمكن للمرأة الساحلية الاستعانة بها قال: التكنولوجيا في حد ذاتها ليست غاية بقدر ما هي وسيلة لتطوير مشاريع المرأة الساحلية ففي المراحل الأولية للمشاريع لا يكون هناك حاجة لتطبيقات تكنولوجية معقدة بل معدات سهلة ومع نجاح المشروع ينصح باقتناء تطبيقات تكنولوجية سهلة وعملية في التطبيق على المدى المتوسط ومع التدرج في تطور المشروع يكون في المقابل اقتناء التكنولوجيا المناسبة وهنا لا بد لنا ان نذكر دور المعاهد العلمية المتخصصة في الكليات والجامعات ذات العلاقة في العمل بقطاع الثروة السمكية في اعداد أصحاب المشاريع من النساء الساحليات عن طريق التدريب على رأس العمل وفي دورات تدريبية مخصصة تهدف الى نقل خبرات التعامل مع تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في مجال التصنيع السمكي للنساء الساحليات وقد يكون في مرحلة متقدمة أن يتم استحداث تخصص لتكنولوجيا التصنيع السمكي يدرس كمساق علمي في المعاهد لتخريج أجيال تعمل في المشاريع الخاصة بالإنتاج الغذائي السمكي.