عمّان ـ العمانية:
يشتغل الفنان العراقي هيمت علي على الزخرفة كثيمة شكلية أساسية في أعماله، حيث التمركز في نقطة تشي بذلك الانتماء العميق للموروث الشرقي، ومحاولة التفاعل معه عبر التقنيات الحداثية، والتجريب على سطح اللوحة باعتماد تقنيات التراكب الطبقي للألوان بحيث تتحول الأشكال الزخرفية لديه إلى مادة مكثفة، ومساحات تجريدية حرة. وعبر تجربته الفنية قدم هيمت المولود في مدينة كركوك العراقية في عام 1960، لوحات ضم بعضها أشكالاً ومفردات لونية، من خطوط وتنقيطات وتعريقات وتفريغ يشبه الأرابيسك، من دون أن ينزلق في فخ النمطية أو التكرار، وربما يعود ذلك إلى اهتمامه بكسر التراتب أو النمطية التي يمكن أن تنتج من تكرار الشكل الهندسي. ولا تبتعد تجربة هيمت الأخيرة "زهور يابانية في كركوك" المعروضة على نبض جاليري في العاصمة عمّان عن روح الزخرفة، فهو يقدم واحة من الأزهار ذات الألوان المفاجئة والقوية، من دون التوقف طويلاً عند حدود الذوق اللوني العام، ذلك أن هذه التجربة تعبر عن الخصوصية الكردية الشعبية التي تشكل الخلفية الثقافية التي ينتمي إليها الفنان من جهة، وعن خصوصية الأزهار اليابانية وألوانها من جهة أخرى. وجاء المعرض ثمرة لقاء جمع بين الشاعر الياباني الراحل كوتارو جينازومي وهيمت في عام 1990، وكانت قصائد الشاعر ملهمة للفنان الذي يقول: "بعد موت جينازومي فإن لقائي به لم يتوقف، وفي كل مرة كنت أرسم فيها كانت قصائده تلهمني.. بهذا المعرض أعبّر عن وفائي لصديقي الشاعر ولليابان ولزهورها التي وجدت طريقها من سماء اليابان إلى لوحاتي". وحول موضوع المعرض الذي يجمع بين أزهار اليابان ومدينة كركوك ليحط رحاله في عمّان يقول الفنان الحائز على جائزة مهرجان الشباب الأول في بغداد في عام 1982، إن المعرض يعبّر عن أجواء مدينته "كركوك" التي يحملها في
داخله أينما ارتحل، مؤكداً: "ومن خلال هذه المشاعر التي أبحث فيها عن كركوك تتكون علاقة بين الأمكنة التي أتنقل بينها". ويضم المعرض الذي يستمر حتى 7 أكتوبر المقبل، لوحات منفذة على القماش وعلى ورق ياباني خاص، باستخدام تقنيات الطباعة الرقمية والتصوير الفوتوغرافي والكولاج، وألوان الأكريليك والزيت.