قمع المرابطين عند باب السلسلة واعتقال عدد منهم

رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد:
واصل الاحتلال الإسرائيلي أمس فرض حصار مشدد على المسجد الأقصى المبارك، حيث منعت قواته المصلين من هم دون الـ50 عامًا من الدخول إليه، بينما سمحت لعشرات المستوطنين باقتحام باحاته الشريف من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته، يأتي ذلك فيما قمعت قوات الاحتلال المرابطين الممنوعين من دخول المسجد أثناء تواجدهم عند باب السلسلة، في حين اعتقلت عددا منهم.
وكثفت شرطة الاحتلال منذ ساعات الصباح تواجدها الأمني عند بوابات الأقصى، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخله، وقال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى "كيوبرس" محمود أبو العطا لـ (الوطن) إن قوات الاحتلال لا تزال تواصل حصارها المفروض على المسجد الأقصى، وتمنع دخول من هم دون الـ50 عامًا من الرجال والنساء، بالإضافة إلى قائمة النساء الممنوعات المدرجة اسمائهن بالقوائم السوداء. وأوضح أن قوات الاحتلال قمعت المرابطين المتواجدين عند باب السلسلة ولاحقتهم، وأخرجتهم بالقوة من البلدة القديمة وباب العامود، في احتجزت عناصر الشرطة المتمركزة على البوابات أغلب الهويات الشخصية للوافدين إلى الأقصى. وذكر أن عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من القوات الخاصة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته، وحاول أحدهم تأدية صلوات تلمودية عند باب الرحمة، ولكن حراس الأقصى اعترضوه. وأضاف أن عددًا من ضباط الاحتلال اقتحموا الأقصى، وأجروا جولة خاصة عن باب الجنائز- أحد أبواب المصلى القبلي، لافتًا إلى أن عناصر من القوات الخاصة تنتشر في المسجد، وتتمركز في عدة نقاط. ولاحق النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة مجموعة من المستوطنين خلال اقتحامها المسجد الأقصى، وصرخ في وجههم بأن يخرجوا من باحات الاقصى. وفي السياق، احتشد المرابطون بعد قمعهم عند باب السلسلة، ونظموا وقفة تضامنية مع المسجد الأقصى في البلدة القديمة، ورفعوا شعارات شملت "الأقصى لنا"، "الأقصى مسؤولية دينية ووطنية"، و"الأقصى في العيون"، هذا وأوقفت شرطة الاحتلال حافلة ركاب قبيل انطلاقها من مدينة شفاعمرو في الداخل الفلسطيني المحتل إلى المسجد الأقصى، وأنزلت من هم دون الـ40 عامًا منها. وكانت قوات الاحتلال صعدت عصر امس الاول، من اعتداءاتها على المسجد الأقصى والمصلى القبلي، وأطلقت القنابل الصوتية والغازية والأعيرة المطاطية باتجاه المصلين والمعتكفين، ما أدى لإصابة العشرات بجراح وحالات اختناق. وتأتي هذه الإجراءات والاعتداءات تزامنًا مع بدء ما يعرف بعيد "العرش" اليهودي أو ما يسمى بـ (المظلات)، ووسط دعوات من قبل منظمات وجماعات "الهيكل" المزعوم باقتحام واسع للأقصى خلال فترة العيد الذي يستمر حتى الخامس من أكتوبر المقبل.
من جانبه، أوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن 143 متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى، عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، 82 منهم قاموا بجولتهم الكاملة، والبقية قاموا بجولة من باب المغاربة حتى باب السلسلة، وسط حصار شامل للمسجد، وبحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، والتي تحاول فرض سيطرتها على الأقصى بقوة السلاح.
وفي وقت لاحق، أصيب شاب مقدسي، بحروق جراء اعتداء مستوطن عليه برشه بغاز الفلفل السام عند باب القطانين في القدس القديمة. وافادت وكالة (معا) الفلسطينية إن الشاب أصيب بحروق جراء اعتداء مستوطن برشه بغاز الفلفل السام صوب عينيه ما استدعى نقله إلى العلاج المناسب. كما اعتقلت قوات الاحتلال 3 فلسطينيات هن: عايدة الصيداوي، وسينا شيحة، ونجود امطير، وذلك خلال عمليات مطاردة النساء الفلسطينيات الممنوعات من دخول الاقصى واجبارهن على اخلاء باب السلسلة الى باب القطانين ومن ثم الى باب العامود. وأفادت وكالة (وفا) الفلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت نجل مدير نادي الاسير في القدس، جهاد ناصر قوس (21 عاماً) من حي الواد في القدس القديمة دون وجود مواجهات، حيث اقتادته الى مركز تحقيق القشلة في باب الخليل بالمدينة. ولفت قوس بأن الاحتلال يشن حملة اعتقالات مسعورة إذ اعتقل منذ ما يسمى رأس السنة العبرية في 13 من الشهر الجاري حتى اليوم ما يزيد على 210 شبان 40% منهم أطفال، بذريعة المشاركة في المواجهات المنددة بالعدوان على المسجد الاقصى المبارك. يذكر أن شرطة الاحتلال الاسرائيلي أعلنت اعتقال 7 شبان من الذين حوصروا في المصلى القبلي خلال اقتحام المسجد الاقصى المبارك العسكري أمس؛ 3 منهم من جبل المكبر و4 من البلدة القديمة.
سياسيا، أطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في القدس ندائها الأخير قبيل ما يسمى بعيد العرش اليهودي والذي يستغله الاحتلال لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى المبارك من خلال تنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني. جاء اطلاق النداء على لسان المتحدث الرسمي باسم حركة فتح في القدس رأفت عليان والذي أكد على أن التاريخ لن يرحم كل من قصر في دعم القدس والأقصى مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تكثف فيه الجماعات الاستيطانية تحت غلاف الحكومة اليمينية المتطرفة من دعوتها لمزيدا من الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، لا يوجد أي ردة فعل على المستوى الفصائلي و المستويات العربية والدولية والإسلامية، الأمر الذي أدى الى شرعنة استباحة الأقصى وتدنيسه. وأكد عليان " أن ما نشر مؤخرا من قبل حكومة الاحتلال بمنعها دخول الاجانب و اليهود الى المسجد في عيد الاضحى المبارك بينما استأنفت الاقتحامات قُبيل انتهاء العيد من جهة وفرضها قيود لدخول المسلمين وحددت دخول من هم دون سن الخمسين للرجال في عيدهم، هذا كله يعتبر تمهيدا إلى تقسيمه خلال الاعياد اسوة بالحرم الابراهيمي الشريف". مشيرا إلى أن قدرنا كمقدسيين أن نكون رأس الحربة بالدفاع عن شرف وكرامة الأمة العربية والإسلامية ولكن بالمقابل يتوجب عليهم حماية ظهورنا في خوض هذه المعركة. مؤكدا على أن أهل القدس وفي مقدمتهم ابناء حركة فتح، وأن تركوا وحدهم في الميدان لم ولن يرفعوا الراية البيضاء رغم كل الاجراءات التي تتخذها حكومة الاحتلال لكسر إرادتهم إلا أن هذا الصمود يحتاج إلى التفاف فصائلي وعربي ودولي. وطالب عليان الجماهير الفلسطينية إلى النفير العام لحماية المسجد الأقصى خاصة أن الدعوات الاستيطانية المتتالية لمزيد من الاقتحامات تنذر بحرب دينية، مطالبا إلى ضرورة عقد اجتماع عاجل لكافة الفصائل الوطنية والإسلامية لوضع خطة مواجهة ومساندة لأهالي المدينة المقدسة مؤكدا أن الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط لن يأتي الا من القدس.