تونس ــ وكالات: أعلنت تونس أمس الاول أمام الأمم المتحدة انضمامها إلى التحالف الدولي ضد (داعش)، موضحة أنها تدرس مجالات مشاركتها في التحالف والمساهمة فيه بحدود إمكانياتها. الملف التونسي بتحدياته الأمنية طرح أمام قادة العالم بمجلس الأمن الدولي، في خطاب رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد الذي أعلن انضمام تونس للتحالف الدولي، مشيرا إلى أنه يجري التنسيق مع لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي لوضع اللمسات الأخيرة لإعداد خطة وطنية لمكافحة الإرهاب، لا سيما حظر السفر على بعض الأشخاص إلى مناطق بؤر التوتر والصراع ومراقبة الإرهابيين العائدين إلى تونس. التحذيرات من تهديدات إرهابية محتملة قد تضرب تونس، صدرت من أكثر من جهة، وأنذرت منه العديد من الدول الأجنبية حتى أنها منعت مواطنيها من السفر إلى تونس في عدة مناسبات في ضوء الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت مناطق سياحية في تونس آخرها مدينة سوسة ومتحف باردو. وأفاد بيان للخارجية الأميركية، بأنه لا تزال هناك مخاطر محتملة من إمكانية وقوع هجمات ضد الأجانب والمواطنين التونسيين والمصالح الغربية بتونس، هذا ودعا مكتب الشؤون القنصلية التابع لوزارة الخارجية الأميركية مواطنيه إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر خاصة عند زيارة المواقع السياحية والمناطق الحدودية. وحسب تقديرات جديدة، فقد ارتفع عدد التونسيين الملتحقين بالتنظيمات الإرهابية في سوريا إلى 8000، ليثير ذلك مخاوف جديدة من توسع الإرهاب في تونس في حال عودتهم، وهو ما عجل الحكومة التونسية باتخاذ إجراءات جديدة لمكافحة الإرهاب من فرض حالة الطوارئ في البلاد، ومصادقة البرلمان على قانون الإرهاب الجديد، وتعزيز القدرات العسكرية واللوجستية لقوات الأمن والجيش والأجهزة الاستخباراتية، ويظهر ذلك بشكل خاص مع منح الإدارة الأمريكية تونس وضع حليف رئيسي خارج حلف شمال الأطلسي لتصبح بذلك الحليف السادس عشر الرئيسي للولايات المتحدة. التحديات الأمنية التي واجهتها تونس في الفترة الأخيرة، جعلها على رأس اهتمامات الحلفاء الأوروبيين والشركاء الأمريكيين خوفا من فشل النموذج الديمقراطي الناشئ في تونس بعد إطاحته بالنظام السابق في انتفاضة سميت بـ"ثورة الياسمين".