عدن ــ وكالات: قال ضابط رفيع إن القوات الحكومية اليمنية استعادت من الحوثيين أمس الجمعة السيطرة على مضيق باب المندب، حيث يعبر قسم كبير من التجارة العالمية المنقولة بحرا. في الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة أن أكثر من 500 طفل قتلوا منذ تفاقم النزاع في اليمن منذ مارس الماضي، فيما يواجه نحو 1.7 مليون آخرين خطر سوء التغذية.
وأوضح العميد تركي أحمد، أحد قادة الهجوم الذي سمح أمس الأول استعادة جزيرة ميون الواقعة بين خليج عدن والبحر الأحمر، لوكالة الأنباء الفرنسية أن "مضيق باب المندب بات الآن تحت السيطرة الكاملة لقواتنا". وكانت القوات الحكومية، بدعم من التحالف العربي، سيطرت على قريتي باب المندب وذباب قرب المضيق.
وكان باب المندب منذ مارس الماضي بأيدي الحوثيين وحلفائهم من الوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأشار أحمد إلى "دعم أرضي وبحري وجوي من قوات التحالف" سمح باستعادة السيطرة على المضيق. وأضاف إن "الحوثيين وحلفاءهم تراجعوا إلى المخا" المدينة الساحلية على البحر الأحمر والتي تقع على بعد 20 كيلومترا إلى الشمال. من جهته، قال مصدر عسكري إن هذا الهجوم "يأتي ردا على تحركات القوات المتمردة" نحو محافظة عدن وأربع محافظات جنوبية أخرى، استعادتها القوات الحكومية سابقا. وأضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه إن عدن التي أعلنت عاصمة "مؤقتة" لليمن، حيث عادت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي مؤخرا، "استهدفت أمس الأول الخميس بصاروخ سكود سقط في الضواحي الغربية".
من جهة أخرى، أكدت الأمم المتحدة أنه وخلال فترة الستة أشهر منذ بدء ضربات التحالف العربي ضد الحوثيين في الـ26 من مارس الماضي دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي، قتل 505 أطفال على الأقل وجرح 702 طفل، بحسب المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة كريستوف بولييراك. وقال للصحفيين في جنيف "هذه الأرقام قد لا تكون دقيقة". وأكد سقوط ضحايا من الأطفال بين قتلى القصف وأيضا في معارك الشوارع. وأضاف إن "الوضع بالنسبة للأطفال يتدهور كل يوم، وهو مروع" وحض جميع الأطراف المؤثرة على إنهاء العنف بشكل عاجل. وندد أيضا بارتفاع حالات تجنيد الأطفال في الدولة التي تمزقها الحرب، حيث تم تأكيد 606 حالات حتى الآن هذا العام. وقال إن هذا العدد هو أكثر بأربع مرات من الحالات المؤكدة في 2014 وعددها 156 حالة. وأكد أن "الأطفال في اليمن تستخدمهم المجموعات المسلحة لتولي الحواجز أو حمل السلاح" مضيفا إن "التجنيد يحدث في الجانبين". وفي الدولة التي لا تتجاوز أعمار 80 بالمئة من سكانها 18 عاما، قال بولييراك إن نحو 10 ملايين طفل بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية. وحذر من أن الوضع الإنساني المزري ونقص تمويل منظمات الإغاثة وصعوبة الوصول إلى المحتاجين، قد تتسبب بعدد أكبر من الوفيات بين أطفال اليمن أكثر من أعمال العنف. وقال "ندرك أن عددا أكبر من الأطفال (يمكن أن) يموتوا من أمراض يمكن الوقاية منها، عن (أولئك الذين يقتلهم) الرصاص والقنابل". ووضع التغذية الذي كان سيئا في اليمن حتى قبل النزاع، تفاقم بشكل كبير، بحسب بولييراك مشيرا إلى أن 1.7 مليون طفل يواجهون خطر سوء التغذية. وحذر من أن عدد الأطفال دون الخمسة أعوام ممن يواجهون خطر سوء التغذية الحاد، تضاعف ثلاث مرات هذا العام ليسجل 537 ألفا، مقارنة بـ160 ألفا قبل النزاع. وتقول الأمم المتحدة إن 2,355 مدنيا على الأقل قتلوا في النزاع في اليمن منذ آواخر مارس وجرح 4,862 آخرون. وأجبر نحو 1,4 مليون شخص على مغادرة منازلهم.
وكان، دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التحالف والحوثيين في اليمن إلى تجنب المدنيين في قرار وضعت السعودية ودول عربية مسودته وأسقط خطة غربية لفتح تحقيق بقيادة الأمم المتحدة في مزاعم بجرائم حرب. كانت هولندا قد اقترحت في البداية أن يجمع مكتب حقوق الإنسان الأممي أدلة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على الأرض بعدما أبلغ المكتب عن مقتل مدنيين من جانب كل الأطراف في الصراع وكذلك تجنيد أطفال للمشاركة في القتال.غير أن، الدول العربية والحكومة اليمنية لم تدعم خطة هولندا وقدمت قرارها الخاص لمجلس حقوق الإنسان الذي يقع مقره في جنيف.ويطلب هذا القرار من المكتب الحقوقي الأممي في جنيف مساعدة اليمن في تنمية قدرته على حماية حقوق الإنسان وفي عمليتها المحلية للتحقيق في الانتهاكات الماضية. وتبنت كل الدول الـ47 الممثلة في المجلس الحقوقي الأممي بينها الدول الغربية النص الخميس.