مُطَعَّمةٌ بالنوارسِ أنتِ
وسربِ ملائكةٍ
كلَّما تتبادلُ عيناكِ ماءهما
يتعرى دمي في الْمَمَرِّ إلى ساحةِ الأغنيةْ
تقولينَ: هُزَّ النخيلَ
لكلِّ النساءِ اللواتي يُخَبِّئنَ نرجسةً تحت جلدِكْ
هززتُ لَهُنَّ النخيلَ
فما سالَ غيرُ الأغاني التي تتحدرُ من قمرٍ سابحٍ حول خصرِكْ
كم مرَّةٍ سأقولُ: أُحبُّك
حتى تُطوِّقَ عيناكِ بالنحلِ ما سالَ من عسلٍ
فوق ليلِ اشتهائي،
وما فاضَ من ريحِ وردكْ
متى تدركينَ بأنّي العيون التي تتقلدُ
عينيك حين تنامين ..؟!
وحين تَمرُّ السَّماءُ مُطأطئةَ الرأسِ
فوق انعكاسِ طفولتكِ الدائمة
وادعةٌ كالحمامةِ أنتِ
ومقنعةٌ كالقدرْ
كم مرَّةٍ سأقولُ: أُحبُّكِ
حتى أُفسِّرَ ما لا يُفسَّرْ
وحتى أقولَ بأنَّ النساءَ خواتمُ عرسكْ
وموجٌ لبحركْ
كم مرَّةٍ سأقولُ: أُحبُّك
فهل تدركينَ
بأن الزمانَ قليلٌ علينا
وأنك مثل النجوم سُرقتِ
وأنك لي
وأنّيَ أسكنُ نعناعَ شعرِكْ
أنا المتعدِّدُ بين جمالكِ
حين تُثِيرينَ شهوةَ زينتكِ الخاسرة
وعند ارتجافِ الأغاني حين تمرُّ بظلِّكْ
فأيُّ اللغاتِ ستكفي لأكتبَ هذا الحنينَ
وأرسمَ عصفورةً فوق صدرِكْ
مُطَعَّمةٌ بالنوارسِ أنتِ
وسربِ ملائكةٍ
كلَّما تُومئينَ إلى دمكِ المتشابكِ
مثل خيوطِ الحريرِ بكلّي
يلوحُ وراءَ الأغاني البعيدةِ
يومُ هديلٍ
وصوتٌ لعطرِكْ
كم مرَّةٍ سأقولُ: أُحبُّك

عبدالله العريمي