دراسات وبحوث يقوم بها الطلاب بمختلف الجامعات والكليات بالسلطنة ، مواضيعها هامة ونتائجها أهم ، لكنها تبقى حبيسة الأدراج وينال الطالب من تعب وبحث ودرس لينال درجة دراسية معينة يتخرج بها ويذهب ويبقى بحثه مجرد حبر على ورق .
يتساءل الكثير من الطلاب الباحثين خصوصا من اجتهدوا ببحوث علمية هامة وتوصلوا لنتائج لها مردودها الإيجابي على عدة مستويات أين الاستفادة من هذه البحوث؟ أين المؤسسات التي تتبنى هذه الدراسات ليتم تطبيقها على أرض الواقع؟ ولماذا نقوم ببحوث ودراسات فقط لننال شهادة علمية ويكون ارتباطنا فقط بهذه الدارسة أو البحث آني ينتهي بمجرد الحصول على الشهادة العلمية؟ لماذا لا تكون هناك متابعات ودعم وتشجيع لهذه العقول النيرة حتى تبدع وتفكر في المزيد ؟.
مجلس البحث العلمي يقوم بمبادرات لدعم عدد من البحوث والدراسات ، لكن أين بقية المؤسسات أين شركات القطاع الخاص في تبني أبناء السلطنة الباحثين الذين يمتلكون مواهب وعقولا وهمة على البحث والاختراع والتقصي ووصلوا إلى نتائج علمية هامة في عدد من الأبحاث لكنهم في النهاية توقفوا بسبب عدم وجود من يتبنى مشاريعهم ويساندها ليتم تطبيقها على أرض الواقع .
قبل أسبوع تقريبا أجرت (الوطن ) حوارا مع باحثة عمانية تمكنت من تحويل بعض مخلفات مصافي النفط إلى بلاط أسمنتي والاستفادة من بعض مخلفات الفواكه لإنتاج غاز الميثان والحوار مع الباحثه نال صدى واسعا في المجتمع وتفاعلت معه معظم وسائل الإعلام بالسلطنة إضافة إلى وسائل إعلام عربية ، وبعد التواصل مع الباحثة ماذا حدث هل اتصلت مؤسسات لتبني الأفكار والمشاريع ؟ للأسف لم تكن هناك ولا مؤسسة واحدة لديها الرغبة في تبني أو محاولة دعم هذه الدراسات ومحاولة إيجاد شراكة مع الباحثه لتطبيق هذه الدراسات على أرض الواقع ، طبعا هذا مثال على عدد كبير من الباحثين والباحثات على مستوى السلطنة من اصطدموا بهذا الواقع الذي يجب أن يتغير .
عندما يسمع طالب أو طالبة بإحدى الجامعات والكليات بأن هناك باحثين قد تم تبني أبحاثهم ودراساتهم فهم بالتالي سيتشجعون على بذل المزيد من الجهد والتفكير في الإبداع بشكل أوسع ، أما أنهم يعرفون مسبقا بأن الدراسات والبحوث فقط لنيل شهادة دراسية ومن ثم تبقى هذه الدراسة حبيسة الأدراج والأرفف فإن هذا الأمر سيساهم في إضعاف هممهم ويجعلهم يدرسون ويبحثون فقط لنيل الفخر وليس لتطبيق المشاريع على أرض الواقع لتكون مشاريع علمية هامة تساهم في رفد البلاد بنتاج أفكار أبنائها .
الاستثمار في العقول وتطوير البحوث والأفكار أثبت نجاحه دائما ، والسلطنة اليوم ولله الحمد بها جامعات وكليات لمختلف التخصصات العلمية والإنسانية ، لكن مخرجات هذه الكليات والجامعات وخصوصا الباحثين في مشاريع ودراسات بحاجة إلى توفير بيئة مناسبة يطبقون فيها أفكارهم ومشاريعهم .
إن إمكانيات الطلبة والباحثين متواضعة ليقوموا بتطبيق دراساتهم وبحوثهم ، والمطلوب أن تكون المؤسسات ذات العلاقة بقدر من المسؤولية لتبني هذه المشاريع وأصحابها وإيجاد حلقة وصل شراكة حقيقية لاستثمار هذه العقول والاستفادة منها بقدر الإمكان ، خصوصا إذا توافرت الهمم والطموحات الجادة لدى الباحثين وهذا ما هو مؤكد .

سهيل بن ناصر النهدي
[email protected]