[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
في كلمته التي ألقاها الرئيس الأميركي باراك اوباما في الامم المتحدة بدورتها السبعين المنعقدة في نيويورك أقرّ بخيبة وفشل مشروعهم في العراق، وهذا الاعتراف يتكرر أكثر من مرة على لسان الرئيس الأميركي اوباما منذ توليه الحكم في البيت الابيض عام 2009 ، وقبل أن نأتي على أهمية هذا الاعتراف خاصة عندما يصدر من رئيس أكبر دولة في العالم - أي الولايات المتحدة - ويقوله الرئيس امام رؤساء العالم اجمع وتتم ترجمته إلى جميع لغات العالم، حيث تتناقل هذا الحدث المهم وسائل الإعلام الدولية، فأن الأهم من ذلك، والذي يفترض أن يطالب به الشعب الأميركي قبل غيره من الاطراف التي وقع عليها الاذى الكبير من جراء هذه التجربة "الفاشلة والخائبة" هو ارغام الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ومجموعة المحافظين الجدد وعلى رأسهم نائب وزير الدفاع اثناء الغزو بول وولفويتز وجميع قادة البيت الأبيض الذي يظهر الان بالوان معتمة وقاتمة اخرى، ويعترف هؤلاء بفشلهم في الحرب على العراق، ويقرون بذلك امام الجميع.
لكن لا يقبل بمثل هذا الاعتراف من قبل هؤلاء الرئيس اوباما نفسه رغم أنه قد فاز بالانتخابات الرئاسية بسبب موقفه الرافض للحرب على العراق وأنه من دعاة سحب قواتهم من هذا البلد في وقت مبكر جدا، لكن السؤال الأهم، لماذا يرفض اوباما ظهور بوش الابن امام الجميع ويعترف ب" الخطأ " الذي ارتكبوه في حربهم على العراق؟
أن الاجابة على هذا السؤال تتعلق بأمرين متلازمين ،هما:
الأول: أن القانون الدولي يحتم على الولايات المتحدة دفع تعويضات خسائر الحرب التي تسبب بها الغزو "الخاطيْ" وما نتج عن ذلك ، وهذا يعني أن الإدارة الأميركية ملزمة في هذا الحال بدفع الاف المليارات للعراق والعراقيين وتشمل الخسائر المادية ومنها، تعويض ضحايا الغزو من الناس والزراعة والصناعة والبيئة وكل شيء ، وتعويض معنوي عن النتائج النفسية والعقلية والتربوية وهجرة العراقيين ونزوحهم نتيجة العدوان الأميركي على العراق، وفي مقدمة التعويضات جميع الاموال التي سرقها اقطاب العملية السياسية والحكومات المتعاقبة والتي سرقوها تحت حماية قوات المارينز الأميركية وتقدر بما يصل إلى الف وخمسمائة مليار دولار ـ فقط في زمن المالكي ولمدة ثماني سنوات ـ بلغ المبلغ الف مليار دولار.
الثاني: أن الأميركيين من ضحايا الغزو والعدوان اخذوا جميع مستحقاتهم بما فيها علاج المجانين الذين ارسلهم المقاومون العراقيون من أرض القتال إلى المدن والولايات الأميركية حتى وفاتهم، اما حقوق العراقيين فلا يوجد من يطالب بها، بل أن قادة العراق الجديد يذهبون لزيارة مقابر الجنود الأميركيين متذللين امام وسائل إعلام الغزاة الذين ارتكبوا مختلف الجرائم البشعة بحق ابناء العراق.
"الخيبة " والفشل" والحرب "الخاطئة" تعني أن حقوق العراقيين يجب أن يحصلوا عليها جراء عدوان الغزو والاحتلال، وبقدر ما يحرص رؤساء أميركا الحفاظ على ثرواتهم فأن حكام العراق منذ 2004 يحرصون على هدر كرامة العراقي وثرواته وقبل ذلك دمه.