إصابة عشرات الشبان بالرصاص.. إسرائيل تعلن حاجز قلنديا منطقة عسكرية مغلقة
نشر كاميرات مراقبة على طول شوارع الضفة

القدس المحتلة ــ الوطن:
تجددت المواجهات العنيفة أمس الثلاثاء بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة من مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين لليوم السادس على التوالي. وأصيب خلال المواجهات عشرات الشبان الفلسطينيين بالرصاص الحي والمطاطي، حيث أوعز رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، جنوده باستهداف الفلسطينيين وتصعيد البلطجة عليهم، يأتي ذلك فيما أعلنت إسرائيل حاجز قلنديا منطقة عسكرية مغلقة عقب اندلاع مواجهات عنيفة بمحيطه. كما نشرت كاميرات مراقبة على طول شوارع الضفة المحتلة.
واندلعت المواجهات مع جيش الاحتلال في مخيم العروب، وبيت عينون شمال مدينة الخليل، ومفرق زيف في يطا جنوبًا، ومنطقة باب الزاوية في الوسط. وأشار مراسل (الوطن) إلى اعتقال قوات الاحتلال لأحد الشبان في مخيم العروب بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح. وأوضح أن جنود الاحتلال استخدموا القنابل الغازية والأعيرة المطاطية بكثافة خلال المواجهات. وكانت مجموعة من مستوطني "بيت يتير" شرق مدينة يطا هاجمت فجر امس منزل المواطن الفلسطيني محمود خليل أبو قبيطة بالحجارة، ما أدى لإصابة نجله أسامة (10 سنوات)، ونقل إلى مستشفى أبو الحسن القاسم لتلقي العلاج ووصفت حالته بالمستقرة. وقالت مصادر فلسطينية إن المستوطنين، هاجموا منزل أبو قبيطة بالحجارة ما أدى لتحطيم زجاج نوافذه وتحطيم الحمامات الشمسية، وإلحاق أضرار بالمنزل، كما تم ترويع الاطفال داخل المنزل. وفي رام الله، أفاد مراسل وكالة (صفا) الفلسطينية بتجدد المواجهات في قرية دير نظام غرب المدينة عقب اقتحام قوات الاحتلال المنطقة، مشيرًا إلى أن شرطة الاحتلال أغلقت المدخل الثاني للقرية بعد أن كان الجيش أغلق المدخل الرئيس أمس الاول. وبيّن أن الجيش استخدم الرصاص الحي وقنابل الغاز بكثافة خلال المواجهات المستمرة. وفي شمال المدينة، تجددت المواجهات على حاجز عطارة بين جيش الاحتلال وطلاب المدارس، لافتًا لاستخدام الجيش الرصاص الحي في المواجهات، واستقدام تعزيزات في محيط الحاجز، دون إغلاقه.
وفي الخليل، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز السام والمسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل. وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان لـ(وفا) بأن مواجهات اندلعت بين الشبان وجنود الاحتلال في مركز مدينة الخليل التجاري بمنطقة باب الزاوية، أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وجرى علاجهم ميدانيا.
وفي مدينة القدس المحتلة، تجددت المواجهات صباح أمس في بلدة جبل المكبر جنوب المدينة بعد اقتحامها من شرطة الاحتلال. وأفادت مصادر فلسطينية بانتشار مكثف لشرطة الاحتلال في حي الواد في البلدة القديمة، مع تشديد الإجراءات الأمنية. وفي السياق، منعت شرطة الاحتلال الرجال دون الـ٥٠ عامًا، وأهالي الداخل الفلسطيني المحتل من دخول المسجد الأقصى. وكانت شرارة الأحداث انطلقت عقب قتل مقاومين فلسطينيين ضابطًا إسرائيليا وزوجته قرب مستوطنة "إيتمار" شرق نابلس الخميس الماضي، وما تبعها من هجومات انتقامية للمستوطنين على المواطنين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية. ودفعت الأعمال الانتقامية للمستوطنين الشاب الفلسطيني مهند حلبي لطعن أربعة إسرائيليين قرب المسجد الأقصى، الأمر الذي أدى لمقتل اثنين منهم، وتبع ذلك إعدام شرطة الاحتلال الشاب فادي علون بالقدس بداعي محاولته طعن مستوطنين. وعلى إثر ذلك، اندلعت مواجهات في معظم مناطق التماس مع الاحتلال في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
إلى ذلك، أعلنت إسرائيل، أن حاجز قلنديا الواصل بين مدينتي القدس ورام الله، منطقة عسكرية مغلقة، وكانت مواجهات اندلعت صباح امس، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيين عند الحاجز، ولا تزال الاشتباكات مستمرة (حتى اعداد الخبر) أصيب على اثرها عشرات الشبان الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وأصيب عدد آخر بالاختناق جراء استنشاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وكانت مسيرة جماهيرية انطلقت من أمام مخيم قلنديا وتوجهت نحو حاجز قلنديا العسكري، وقبل أن تصل المسيرة إلى الحاجز أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والرصاص المطاطي المغلف بالمطاط وقنابل الغاز بكثافة نحو الشبان فأصيب 6 منهم بالرصاص المطاطي. وأمطر الشبان قوات الاحتلال الاسرائيلي بالحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة، وهاجموا قوات الاحتلال في اكثر من مكان. فيما اعتقل شاب آخر، كما أصيب صحفي وشاب بجروح، حيث أفاد مراسلنا بإصابة شاب بجروح بالرأس بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على المتظاهرين. و في محاولة للحد من العمليات بالضفة المحتلة قرر رئيس وزراء الاحتلال نشر الكاميرات ووسائل المراقبة على محاور الطرق بالضفة الغربية المحتلة. وأوضح نتنياهو خلال زيارته لموقع عملية "إيتمار" شرقي نابلس والتي قتل بها مستوطنان الخميس الماضي أنه جرى الاتفاق على نشر كاميرات أرضية وجوية بالضفة وذلك بهدف تحسين الواقع الأمني الذي يعيشه مستوطنوه. وقال إن "هكذا خطوة ستعزز من قدرة أمنه على إحباط العمليات والوصول لمنفذيها".