إيقاع المذابح في المدنيين العزل، ونسف المنازل وإرغام سكانها على الهرب والتهجير أو عليهم أن يلاقوا مصيرهم ذبحًا، هو إحدى أدوات الإرهابيين على مر التاريخ لنهب الأراضي والممتلكات. وكان ـ ولا يزال ـ هذا هو منهج النازية الجديدة بهويتها الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، النازية التي كونها الاستعمار القديم منذ ما قبل عام 1948، وتكفل بحمايتها وتوحشها الاستعمار الجديد إلى جانب القديم.
لقد فرخت النازية العنصرية الجديدة بهويتها الإسرائيلية ـ الصهيونية منذ تكوينها عصابات إرهابية يهودية احترفت إبادة الشعب الفلسطيني وتدبير أعمال الانفجارات وإطلاق النار، حيث اشتهرت في هذا المجال عصابات "الهاجاناة" و"شتيرن" و"جولدشتاين".
ولأن هذه النازية العنصرية الإسرائيلية ـ الصهيونية من طبيعتها أنها تتمتع برحم ولَّادة لخصوبتها العالية، ولتوافر الظروف والقوى الداعمة التي وضعت كل مقدراتها وثرواتها بما فيها أموال الضرائب التي يدفعها مواطنو تلك القوى الداعمة لهذه النازية، لم تتوقف عن ولادة عصابات الإجرام والإبادة، أخذت مسميات وأشكالًا عدة منها في صورة أحزاب إرهابية متطرفة، ومنها اليوم عصابة "تدفيع الثمن" مع بقية العصابات الإرهابية الأخرى الحاضنة لقطعان المستوطنين.
ولأن هذه النازية الإسرائيلية ـ الصهيونية الجديدة والغريبة على أرض العرب والمسلمين، لا يمكنها البقاء والاستمرار إلا في ظل أنهار الدماء البريئة المسفوكة على أرض فلسطين خاصة وأرض العرب عامة، وخوفًا من أن تأكل بعضها (كالنار التي تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله)، لم تتوقف لحظة عن إراقة دماء الفلسطينيين والعرب واستباحتها، وممارسة أبشع صنوف العنصرية ضدهم، إما بتهجيرهم وطردهم أو بنسف منازلهم على رؤوسهم، أو اغتيالهم أو الزج بهم في المعتقلات، أو محاصرتهم، وتدنيس أراضيهم ومقدساتهم وانتهاك سيادتها. فقد حرصت النازية الإسرائيلية ـ الصهيونية على أن تعيش على المذابح والمجازر ومشاهد الدمار والخراب، وتضيف إلى رصيدها النازي العنصري المأفون والفاشي مذابح وجرائم جديدة؛ وكأنها في سباق مع التاريخ ولتدخل بها الموسوعات العالمية، فلم تكن مذبحة كفر قاسم ودير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا وجنين وغزة وغيرها سوى أرقام أحادية بالنسبة لهذه النازية المتوحشة، ولا تمثل لها شيئًا في ظل نهجها العنصري الكريه الذي يرى الفلسطينيين والعرب مجرد حشرات وأفاعٍ يجب التخلص منها.
قد يقف المتابع مندهشًا وهو يتابع جرائم الحرب التي ترتكبها النازية الإسرائيلية وبضوء أخضر وتأييد غربي، ومتسائلًا: من أي عقلية فاشية نازية إجرامية، تستصدر النازية الجديدة المسماة "إسرائيل" قراراتها؟ فبالأمس كانت هناك مشروعات قوانين لنهب واغتصاب "أملاك الغائبين"، و"تغذية الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام بالقوة" و"طرد كل فلسطيني يحيي ذكرى النكبة من أرضه" وغيرها، واليوم يتابع العالم أجمع ليس فقط تنفيذ تلك المشروعات التي أصبحت قوانين نافذة التطبيق، وإنما يتابع فصلًا جديدًا من فصول النازية الإسرائيلية في أقبح وأقذر صورها وأشدها عنصرية، بهدم منازل عائلات المقاومين الفلسطينيين أصحاب الحق المشروع الذين تقف معهم الشرائع السماوية والشرعية الدولية والقانون الدولي، وتُعِد دفاعهم عن أنفسهم وأرضهم المغتصبة حقًّا، بل واجبًا مشروعًا حتى زوال الاحتلال واستعادة الحق المغتصب، وزوال الظلم، حيث أقدمت النازية الإسرائيلية على هدم منازل عائلات المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، كما قامت بحملة اعتقالات في أوساط عائلة أحد الشهداء، وبأمر من النازي والفاشي والعنصري قاتل الأطفال ومجرم الحرب بنيامين نتنياهو رئيس حكومة النازية الجديدة المسماة "إسرائيل".
لقد أدت المواقف المتخاذلة للمجتمع الدولي والمنظمة الدولية إلى تشجيع النازيين الجدد في فلسطين المحتلة على الاستهانة بدماء الشعب الفلسطيني ومطاردة قياداته وقتلهم مع كل بادرة سانحة سرًّا وجهرًا، وراهنت النازية الإسرائيلية دائمًا على عامل الوقت لاستئصال الشعب الفلسطيني، لكن توالت المفاجآت، ليس لهذه النازية وحدها وإنما لداعميها وللعالم أجمع، وهو يرى عقب كل جريمة نازية عنصرية إسرائيلية وقد أنبتت مقاومين جددًا؛ ولذلك ستظل فلسطين ولَّادة للمقاومين المتمسكين بحقوقهم وبأرضهم وهويتهم، طالما استمرت النازية الإسرائيلية الجديدة.