[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
هل حصلت خيبة عسكرية أم كارثة للقوات الأميركية في العراق؟
عندما نتحدث عن خيبة سياسية واقتصادية بسبب الحرب على العراق، فلا يمكن اهمال اهم جوانب هذه الحرب وهو الجانب العسكري ، ورغم أن هذا الامر يحتاج إلى وقفات طويلة وتفصيلية إلا أن بعض النتف من الاحداث يمكن أن تعطي تصورا لأحوال القوات الأميركية التي ارتكبت "الخطأ والخطيئة بغزوها العراق" ، ورغم أن الرئيس الأميركي قد استعجل إعلان النصر الكبير في الاول من مايو عام 2003 من على سطح الفرقاطة الأميركية ابراهام لنكولن امام حشد من الضباط والجنود الأميركيين الذين صفقوا كثيرا لرئيسهم دون أن يعلموا أن البعض منهم سيكون وقودا لهذه الحرب على أرض العراق.
توهم الأميركيون بأن القتلى البالغ عددهم (22) قتيلا من قواتهم في العراق بعد دخول بغداد من العاشر من نيسان / ابريل 2003 حتى نهاية ذلك الشهر قد سقطوا بنيران "جيوب قتالية" دون أن يعوا حقيقة أن مثل هذه الجيوب يمكن أن تعمل في ظروف مختلفة تماما وخاصة في المناطق النائية التي قد لا تعرف بنتائج المعارك وما الت إليه الحرب، كما أن الغرور قد طغى على قادة البيت الأبيض وجنرالاتهم، لهذا لم يعترض احد من القادة العسكريين والسياسيين والدبلوماسيين على قرار الرئيس الأميركي بإعلان "الانتصار الكبير في الحرب على العراق" ، وفي ذلك الوقت لم تتضح مسارات الطرق وربما متاهاتها، بل إن غبار المعركة ما زال يجوب الاجواء، لكن سرعة وصول قواتهم إلى بغداد - الذي حصل خلال ثلاثة اسابيع فقط- قد زاد من غرورهم فذهب صوب قمة الجبل ليعلن أن ما يصله الأميركيون لم يصله غيرهم وما يحققوه لن ينال منه احد على الاطلاق.
إن سقوط اثنين وعشرين قتيلا من القوات الأميركية الغازية خلال عشرين يوما ليس بالأمر الهين، وأنه يحتاج إلى وقفة عميقة لولا غرور بوش وبلير ومن يقف معهما، وإن حصول هجمات عديدة وبسرعة البرق يؤشر الكثير، لكن كل ذلك لم يتوقف عنده المغرور بوش فسارع لاتخاذ قرار بنقل الجنرال جي جارنر واستبداله ببول بريمر الذي وصل بغداد في الثالث عشر من مايو 2003 ، ليبدأ مهامه تحت وابل القصف الصاروخي والهجمات اليومية بما في ذلك المنطقة الخضراء حيث يتواجد بريمر ومعه سياسيون قدموا من الخارج والتحق البعض بهم من الداخل في حملة دعم واسناد للغزاة الذي دخلوا العراق ليحرقوه ويدمرو هذا البلد.
لقد اتضحت معالم الهزيمة والخيبة العسكرية الأميركية منذ الايام الاولى لاحتلال بغداد وما حصل بعد ذلك كان مذهلا بحق.
وأن ما يعترف به الرئيس الأميركي اوباما وسواه من السياسيين الأميركيين سيكون مقدمة لاعترافات أهم في واحد من اخلر ملفات الولايات المتحدة الكبرى عبر تاريخها.