رام الله ـ العُمانية : الصور ـ من المصدر:
تحكي مونودراما "كلارنيت" تجربةَ المسرحي فادي الغول في بيروت أثناء وبعد القصف الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية عام 1982.ويروي الغول في حديث لـ"العمانية" حكاية المسرحية التي قدمها على خشبة مسرح جامعة بير زيت، إذ استلهم اسمها من اسم الآلة الموسيقية التي وجدها في أحد الملاجئ في بيروت وهو في التاسعة من عمره عندما لجأ وأسرته مع الآخرين للاحتماء من القصف الإسرائيلي. وهناك تعلم العزف على "الكلارنيت" التي بدأ بها مسيرته الفنية. ويقدم الغول في "كلارنيت" روايته الذاتية للأحداث بالتفاعل مع عناصر المسرح من إضاءه وديكور ومعدات وتجهيزات، مستعيناً بألحان الفنان اللبناني مارسيل خليفة الذي قرأ النص وأجاز استخدام ألحانه في المسرحية. ويتقمص الغول عدداً من الشخصيات لتقديم مشاهد مختلفة في ملجأ حديقة الصنائع في بيروت، ومنها مشهد مؤثر يستعيد فيه موت والدته خلال القصف على بيروت. كما يعرض شهادته على مذبحة صبرا وشاتيلا سنة 1982. ويعرض الغول في مسرحيته صورة للفرح في الملجأ، عبر مشهد خطبة عروسين بحضور الفنانة نادية لطفي التي اقتحمت الملجأ مع مجموعة من الفدائيين لرفع معنويات الناس. ويقدم الفنان في هذه المونودراما حبكة درامية عبر مشاهد متعددة لقصص عايشها في بيروت حتى خروج المقاتلين الفلسطينيين إلى تونس والجزائر واليمن وغيرها من البلدان. ويستعيد لحظات وداع أبيه على السفينة المبحرة إلى تونس مع مقاتلين آخرين، من دون أن يستطيع تفسير ما يجري، فهناك من كان يغنّي، وآخرون يبكون، وسواهم يطلقون الرصاص بالهواء، ومن النساء من كانت تنثر الأرز فوق رؤوس المقاتلين.. إلخ. يُذكر أن "كلارنيت" عُرضت في دول منها فرنسا وسويسرا وألمانيا والدنمارك، كما تُرجم سيناريو هذه المسرحية إلى 5 لغات.