[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]

ينسى البعض في لبنان أحيانا بطريقة مقصودة أو بغباء من هم اعداء الوطن، ومن هم اشقاؤه، وقيل ان المتغيرات تنسي، خصوصا عندما تكون قراءتها (المتغيرات) بطريقة خاطئة، فتصل إلى العبثية.
مقياس الوطنية في لبنان ليس جديدا عليه، انها المواصفات التي كانت وما زالت، فبدءا من مفهوم اعرف عدوك، إلى مفهوم الأشقاء، يترسخ الوجدان الوطني وتتحدد المواصفات التي يبنى عليها كل شيء .. لعلنا نسينا تلك الجملة السحرية التي ألفناها طويلا وكانت حجة في وقتها .. أما اليوم فإن جملة "اعرف عدوك " تتعرض لأكثر من تفسير، بالنسبة للبعض لم تعد تشخص عيونهم باتجاه اسرائيل اذا ما قيلت أمامهم، صار هنالك عدو آخر أو اعداء من النوع الذي استحدث على عجل نتيجة ارتباطات بين هؤلاء انها قدرهم من اجل تغيير المعادلات القائمة.
من هنا لا بد ان نعرّف المعدن الثمين الذي يمثله حزب الله وهو يواجه ادارة عمليات كبرى تواجهها سوريا ايضا .. انه معدن انصع من الذهب، وقيمته انه لا قيمة له في المسألة الوطنية والقومية. هذا الحزب يحمل عبء العروبة على اكتافه حين اعتبر المشاركة في معارك سوريا معاركه، وحين أصر على ان تكون الاراضي السورية ولادة عمقه الأبعد، وحين اندفع إلى بلورة وجوده بأفق واسع اسمه سوريا الأحب إليه مثل نفسه ووجدانه.
هو الحزب الذي يعرف العدو ويحدده على حقيقته، ولهذا لم يتردد حين تحركت بوصلته باتجاه سوريا، فالتكفيري اسرائيلي، والمعارضة الإرهابية في سوريا إسرائيلية، وكل مكان تمتد فيه اليد الإسرائيلية قرر الحزب ان يقطعها، وكل نفس يعطيه الإسرائيلي لأي كان قرر الحزب ان يوقف شهيقه وزفيره.
هو الذهب اذن عندما يغلو حزب الله، وكل نقطة دم منه على الأرض السورية تجاوزت عيار الأربع وعشرين قيراطا، فمن لم يلاحظ الأمر سوف تخونه الذاكرة، ومن لاحظه وكذب المشاهدة فسيكون عليه ان ينسى ان هنالك ذهبا.
في لبنان الذي ضيع البعض تحديد عدوهم، ثمة من ظل يعرف عدوه بما له من قاموس هو ترجمة له. والذين ضيعوا البوصلة، سوف يتوهون، ويجب ان يوقظوا بين الفترة والأخرى، كي لا يتجاوزا نسيان العدو إلى تنصيب انفسهم اعداء.
الاختلاف السياسي في لبنان، من المؤسف ان البعض فسره على انه عداوة .. من المؤلم ان قراء التاريخ في هذا البلد اللبناني أصبحوا قلة، فهم بالتالي أضاعوا مستقبل بلادهم وقدرته على ان يظل مرفوع الرأس حيث ثمة من يعرفون عروبتهم وأمتهم وقرأوا جيدا كيف يكون الحال عليه حين تكون مقاتلا سورياً في لحظة سورية كالتي تمر.
أعجبني جدا برنامج على تلفزيون "الجديد" بعنوان اعرف عدوك، اتمنى لو رآه مسؤولون لبنانيون ومن نسوا العدو أو تناسوه في غمرة الانتماءات المشبوهة التي تشد البعض منهم. سنظل نعرف ونتذكر ولن ننسى تلك الجملة السحرية التي سيظل لها معنى واحد لا يمكن التلاعب به أو تغييره أو وضعه في الموضع الخطأ.