[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
عندما يتم توزيع المغانم في العراق على الأحزاب الحاكمة وعندما يضع دستور جميع الصلاحيات بيد رئيس الوزراء، وعندما يدرك جميع المسؤولين أنهم شركاء في نهب ثروات البلاد، فإن احدا من السياسيين والمسؤولين الذين يحكمون وفق الدستور لن يرفعوا صوتا واحدا احتجاجا على الانتهاكات الحادة والخطيرة التي ارتكبها جميع رؤساء الوزارات بعد الغزو الأميركي عام 2003، وأن الادارة الأميركية على دراية تامة وتفصيلية بتلك الانتهاكات بل إن الكثير منها قد حصل بتدريب القوات الأميركية المجرمة لأدوات عراقية لتنفيذ تلك الانتهاكات.
اعتقد الكثير من العراقيين أن القوات الأميركية ستضع حدا للاعتقالات وعمليات التعذيب الوحشي وثقب رؤوس المعتقلين وتقطيع جثثهم بعد أن أعلنت القوات الأميركية عثورها على سجن "ملجأ الجادرية" السري ببغداد في شهر تشرين ثاني / نوفمبر عام 2005 ، حينها كان ابراهيم الجعفري رئيسا للوزراء ويشرف على هذا السجن وزير داخليته باقر جبر صولاغ، عندها استبشر البعض خيرا معتقدين أن الأميركيين لن يقبلوا بذلك الخرق الفاضح لحقوق الإنسان.
لكن مسلسل تثقيب الرؤوس للأبرياء المعتلقين لم تتوقف بل إن وتيرتها ازدادت، ومع مطلع عام 2006 اصبحت مئات الجثث يوميا ترتع عليها قطعان الكلاب السائبة في بغداد، وازدادت حملات الاعتقال وكثرة السجون السرية منها والعلنية.
إبان حكم نوري المالكي تطورت ادوات الاعتقال والتعذيب وازدادت الانتهاكات بطريقة مرعية جدا، واصبحت الاعتقالات تشمل مدنا كاملة، مثلا حملة اعتقال جميع الضباط والوجهاء في مدينة الموصل، وجرت حفلات تعذيب وقتل بشعة بحق هؤلاء في سجن مطار المثنى في قلب العاصمة العراقية، وبقي هؤلاء لفترات طويلة دون أن يعرف اهلهم شيئا عن مصير رجال يتعرضون يوميا للتعذيب المرعب.
الفضيحة الاكبر تلك التي تم فيها الكشف عن ما يسمى " سجن الشرف" وهذا يتبع مكتب المالكي شخصيا، ويقع على بعد مائة متر من مقر السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضرا، وابتلع هذا السجن الكثير من الابرياء الذين دخلوا دون أن يعرف احد عنهم شيء فيما بعد، وكان الأميركيون يراقبون المنطقة الخضراء بالكاميرات ويعرفون حجم الجرائم المرتكبة في هذا السجن وغيره ، وكان ذلك مصدر سعادة لهم، لأن ثمرة قانون ادارة الدولة ودستورهم التدميري جاءت بثمرات تخريب العراق وقتل واهانة اهله على اوسع نطاق.
في عهد حيدر العبادي لم تتوقف الاعتقالات والتعذيب الممنهج ولم يتغير سلوك القضاء الرهيب في العراق، وكما يرى الجميع فإن مطالب المتظاهرين تغيير القائمين على القضاء لشدة ما ارتكبوه بحق العراقيين من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وكل ذلك حصل ويحصل بمباركة أميركية وجميع الدول الداعمة للحكومة العراقية ودستورها والعملية السياسية.