عقب إغلاق 6 مواقع للطمر التقليدية بمحافظة الداخلية

كتب - مصطفى بن أحمد القاسم:
أعلنت الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة" مؤخراً عن إغلاق ستة مواقع للطمر التقليدية بولايات:(سمائل وإزكي ونزوى وأدم وبهلاء والحمراء بمحافظة الداخلية) وذلك في إطار خطتها الهادفة إلى التقليل من الاثار الصحية والبيئية الناتجة عن المكبات التقليدية بالسلطنة.
وأكد الدكتور سعيد بن محمد الطوقي مدير إعادة تأهيل المرادم بشركة "بيئة" والمشرف على مشروع إغلاق مواقع الطمر التقليدية بالمحافظة أن الشركة قد تعاقدت في وقت سابق مع شركة "تنظيفكو" وهي إحدى الشركات المتخصصة في مجال إدارة النفايات للقيام بعمليات تجميع النفايات بمواقع الطمر في هذه الولايات وضغطها ثم تغطيتها بطبقة 50 سم من التربة، كما تضمن نطاق عمل المشروع تسييج هذه المواقع وتنظيف المناطق المحيطة بها من الأكياس والنفايات البلاستيكية المبعثرة.
وأشار الى أن كمية النفايات التي كانت تستقبلها هذه المرادم تبلغ حوالي 350 طنا من النفايات البلدية يوميا، هذا ناهيك عن كميات أخرى من النفايات الخضراء ونفايات البناء والهدم والإطارات المستعملة، وتنوي شركة "بيئة" إغلاق المرادم التقليدية أيضا بولايتي بدبد ومنح خلال الربع الأخير من العام الحالي.
* إعادة تأهيل وتقييم بيئي
وتقوم شركة "بيئة" حالياً بالتحضير لإنشاء الخلية الثانية للمردم الهندسي بعز، لتصبح جاهزة لاستيعاب النفايات البلدية الناتجة عن النمو السكاني والعمراني المتزايد خلال المرحلة المقبلة، حيث تم طرح المناقصة الخاصة بها في بداية شهر أغسطس الماضي.
* مناخ صحي وبيئي
إغلاق المرادم التقليدية الذي وفر المناخ الصحي والبيئي الجيد أدخل البهجة في نفوس مواطني المحافظة. واحتفاءً بهذه الخطوة الرائدة، أعرب سعادة خالد بن هلال النبهاني عضو مجلس الشورى بولاية نزوى عن سعادته الكبيره بعد أن انتهت شركة "بيئة" مؤخراً من إغلاق هذه المرادم التقليدية، مشيراً إلى أن حكاية مكبات القمامة في محافظة الداخلية ومخاطرها الصحية والبيئية ليست جديدة، مؤكداً أن اتخاذ الشركة لهذه الخطوات العملية بإغلاق المرادم وتدشين أول مردم هندسي حديث للتخلص من النفايات البلدية بالمحافظة والذي يُشغّل بتقنيات عالية ومواصفات دولية يشكّل نقلة نوعية في إدارة النفايات ليس على مستوى المحافظة فقط وإنما على مستوى السلطنة بشكل عام.
مشيراً إلى أن هذه الخطوات الجادة التي تعتزم الشركة تعميمها على مختلف محافظات السلطنة تتماشى مع النظم والمواصفات البيئية العالمية، مما يحد من الأضرار الصحية والبيئية التي كانت تتسبب بها المكبات العشوائية المفتوحة. ويأمل سعادته في ضرورة مراعاة شركة "بيئة" للتعجيل في عملية تدوير النفايات للاستفادة منها لتنشيط الجانب الاقتصادي والتقليل من اثارها الصحية والبيئية.
* إستجابة سريعة
كما شكر المواطن أحمد بن حمود الحضرمي من ولاية سمائل شركة "بيئة" على استجابتها السريعة لشكاوى المواطنين التي بدأت تتزايد خلال الفترة الأخيرة، وقال: إن إغلاق هذه المرادم سيحد جديا من حوادث الحرائق التي كانت المكبات المفتوحة تتسبب في اندلاعها بشكل متكرر خصوصا خلال الفترة الصيفية، كما أن هذه الخطوة ستحسن بلا شك من الواجهة الطبيعية لقرى وولايات المحافظة التي كانت تعاني من اثار تناثر المرادم التقليدية بشكل عشوائي.
عقوبات رادعة
من جانبه طالب خالد بن ناصر الوردي عضو المجلس البلدي بولاية بهلاء بسن عقوبات تفرض على كل من يُضبط وهو يرمي نفايات أو بقايا مواد بناء أو غيرها من النفايات البلدية في غير الأماكن المخصصة لها كما هو متبع في عدد من دول العالم، ويتمنى ألا تكون العملية مؤقتة، وأن تتواصل مثل هذه المبادرات لتضمن الحرص على عدم عودة الرمي العشوائي للنفايات.
* لوائح إرشادية
وتقدّم الرشيد حارث بن نبهان العبري بالشكر الجزيل إلى شركة "بيئة" على ما بذلته من جهود في تنظيم إدارة نقل النفايات والتخلص منها بالشكل الصحي، ومما يؤكد على ذلك هو وضع لوائح إرشادية وتحذيرية، وهو ما يتوافق مع مبادئ الامن والسلامة المعمول بها دولياً، وبهذا الجهد، فقد تلاشت الروائح الكريهة التي كانت سابقا تنبعث من المكبات التقليدية، وتوقفت حوادث الحرائق التي كانت تؤرق القاطنين بالقرب من تلك المكبات التقليدية.
* آثار سلبية للمواقع العشوائية
وأشار المهندس عبدالله بن عيسى المحروقي مدير العقود الإقليمية بشركة "بيئه" إلى أن مكبات النفايات العشوائية المنتشرة في جميع أنحاء السلطنة لها العديد من الآثار السلبية التي تلحق الضرر والأذى بالإنسان والحيوان والتربة والنبات والمصادر الطبيعية خاصة المياه الجوفية والسطحية، بالإضافة إلى الإضرار بالقطاعات الاقتصادية المختلفة مثل القطاع السياحي الذي يمكن أن يكون أفضل حالاً في حال إيجاد حل لمشكلة المكبات العشوائية.
منوهاً مدير العقود الإقليمية إلى أن من بين الاثار الناتجة عن هذه المكبات الاثار الصحية الناتجة عن تجمع الحشرات والقوارض، فالمكبات المكشوفة تعد ملاذا للحشرات والقوارض، وبالتالي فإن الحشرات المتجمعة يمكن أن تحمل العديد من الميكروبات وتنقلها في التجمعات السكانية القريبة من المكبات العشوائية، وفي ذات الوقت قد تؤثر المكبات المكشوفة بسبب وجود تركيزات عالية للعناصر الثقيلة على النباتات البرية، فتتسبب في تناقصها، هذا ناهيك عن تأثير هذه المكبات على الحيوانات الرعوية.
لذا يأتي دور الشركة في إغلاق هذا المكبات التقليدية وإستبدالها بالمرادم الهندسية الحديثة التي صممت بحسب المواصفات والاشتراطات البيئية المعتمدة دولياً، ولإدارة هذه المرادم الهندسية فقد حرص المختصون بشركة "بيئة" على التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة ممن لها باع طويل في إدارة قطاع النفايات على مستوى العالم.
يتكون المردم الهندسي من خلايا ردم النفايات التي تكون محمية تماماً بواسطة طبقات عازلة حسب المواصفات العالمية المعتمدة وتزود هذه الخلايا أيضاً بنظام لتجميع العصارة والغازات الناتجة عن التحلل والتي يتم تجميعها ونقلها ومن ثم معالجتها في محطات معالجة خاصة بموقع المردم، إلى جانب نظام مراقبة بيئية يعمل على مدار الساعة.