يكاد مشهد الازدحام وتكدس المؤسسات الحكومية والخاصة الخدمية منها على وجه الخصوص والذي كنا نراه في روي والخوير يتكرر الآن بمنطقة مرتفعات المطار ، حيث بدأ مشهد تكدس المؤسسات الحكومية والخاصة المدنية منها والعسكرية واضحا تماما ومع مرور الوقت سوف يزداد المشهد اكتمالا مع اكتمال بناء مؤسسات جديدة .
لا يحتاج معرفة تكرار الأخطاء السابقة إلى هندسة أو أن يكون الشخص مهندسا معماريا فكل شئ واضح بأن تجميع المؤسسات بموقع واحد دون مراعاة لوجود مواقف للمركبات سواء تحت أو فوق المباني وأيضا عدم وجود مداخل ومخارج تتناسب وحجم مستخدمي الطريق المؤدي لتلك المؤسسات أمر سوف يشكل مشكلة في قادم الوقت بل إن أي إنسان بمجرد أن يشاهد ذلك المشهد يعرف تماما بأن الازدحام وعدم وجود مواقف كافية سوف يكون حاضرا عن قريب بمنطقة مرتفعات المطار وسيمتد الازدحام ليشمل كل الطرق والمداخل والمخارج المؤدية لتلك المنطقة وهذا الأمر بدأ من الآن فكيف سيكون عليه الحال إذا اكتمل بناء كل المؤسسات وبدأ الموظفون والمراجعون لتلك المؤسسات التدفق إليها ؟.
بعض المحللين أو المختصين يعلل وجود المؤسسات بموقع واحد تسهيلا على المراجعين وعدم تكبدهم مشقة التنقل من مؤسسة إلى أخرى بأماكن مختلفة ، لكن عدم توفير التسهيلات المناسبة والإمكانيات من مواقف أو مرافق ومداخل ومخارج مناسبة هو أكبر مشقة للمراجع من أن يتنقل لتخليص معاملة من مؤسسة إلى أخرى ، حيث يختار المراجع لتلك المؤسسات إذا أعطيت له الخيارات أن يذهب لمرتفعات المطار ومن ثم إلى روي لتخليص معاملة واحدة بدلا من أن يذهب إلى مرتفعات المطار فقط ولا يجد مدخلا ولا موقفا لسيارته ويكلفه الوصول للمؤسسة وقتا طويلا أو يقف بمكان ممنوع الوقوف به ويتعرض لمخالفة مرورية.
منذ سنوات وعندما طفت على السطح مشكلة الازدحام في روي والخوير بسبب تكدس المؤسسات والمرافق لبعض المؤسسات الحكومية بموقع واحد ، تأمل الكثيرون بأن يكون صناع القرار والمخططين للمشاريع القادمة سيكون أفضل وازدحام الخوير وروي سيكون درسا لعدم تكرار نفس الخطأ ، لكن هذا الأمر نجده اليوم يتكرر وبشكل واضح فما السبب ؟ .
أعتقد أن مرتفعات المطار ووجود عدد كبير من المؤسسات الحكومية والخاصة بالقرب من بعضها البعض لا سيما وأن هذه المؤسسات تقع بالقرب من مطار مسقط الدولي سوف تكون أكثر تعقيدا لمشكلة الازدحام ، وسيكون المشهد أكثر ازدحاما من قبل إذا ما نظرنا أن المؤسسات توسعت والموظفين في ازدياد وكذلك المراجعين ؟ فلماذا كررنا الخطأ ؟

سهيل بن ناصر النهدي
[email protected]