[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
سننسى مع مرور الوقت ما في جعبة القوات الروسية من تفاصيل جديدة في سوريا .. الانبهار الأولي بالخطوات الروسية سيتراجع، ومع كل تطور جديد سيكون هنالك اعلام يواكب.
ليس الموقف الروسي مجرد اضافات أو حتى الايراني ايضا .. انه مفهوم راق لرفقة السلاح التي ظهرت في اعلى درجات وضوحها. بل هي الوجه الذي كان مختبئا بين وجوه ولم يظهر الا عند ربع الساعة الأخير حيث تجمعت خيوط الحسم وصار من الممكن انجازه.
هو تقليد روسي وليس تأخرا في المعالجة، كان الرئيس بوتين بحاجة لوقت يعنيه في دقته، فيما الآخرون منهم على وهم الفعل وهو لا يفعل مثل الاميركي، ومنهم صاحب كيس مال يتم توظيفه مع الارهاب، ومنهم من يغني مثل صرصور الصيف حيث يتفاجأ دائما بحاجته في الشتاء.
والروسي العليم بالسياسة الدولية وبسايكولوجية كل فريق، شمر عن ساعديه وذهب إليهم قبل ان يحط سلاحه في دمشق .. قال براعته في وجوههم فأرغمهم على بلع المفاجأة رغم اي توقعهم لها. فنحن احيانا نعطي اطرافا ما ليس في حسابهم على انهم على علم عليم، فإذا بهم في حساب آخر تماما.
الآن بانت رفقة السلاح على حقيقتها، وهي كانت مختبئة ذات شهور مضت مع انها كانت فاعلة ايضا، الا انها هذه المرة جبهة واحدة ميدانها الارض والسماء والبحر، لكنها كلها اسلحة روسية، ونظام قتال روسي، وشحنات وجد من الروسي إلى السوري الذي مهما قيل في معاركه الماضية، فإن فضل قدرته على ادارتها تجاوز امكانيات السلاح الذي استعمله فيها، وهو سلاح خردة بكل أسف، كما قيل، سلاح من عهود مضت، ومع ذلك افلح الجيش العربي السوري في تقديم عروض قتالية فاجأت حتى الروس الشركاء والاصدقاء والامناء على المصير السوري امانة السوري على وجوده.
لا شك ان رفقة السلاح الروسية السورية الايرانية مضاف إليها حزب الله وقوى أخرى، تقدم صورة متقدمة عن كل ما سبق في الميدان السوري الذي عاش سجالات المعارك بين منتصر وخاسر، وكان فيها السلاح في كل مرة خاسرة هو السبب كما يذكرون. ولقد حانت الساعة التي لن تعود إلى الوراء، وان كان الارهابي ايضا قد خاض تجارب القتال، ومن الممكن ان يمد بأنواع جديدة من السلاح.
المعارك القادمة قاسية ايضا، فهي استرجاع لما تم خسارته، لكن رفقة السلاح في المعارك لديها قابلية تغيير الوقائع التي كانت على اسس جديدة .. فليس ما كان بالأمس سيظل قائما، بعد الوجود الروسي المباشر تغيرت عوامل كثيرة وصار لها حسابات الانصهار والتكامل في خوض المعارك.
سوف تنسى الاحداث القادمة لأن الانبهار بمفاجآتها تخف عادة، لكنها ستظل واجهة الاحداث اليومية وعلى مدار ساعاتها الطويلة .. لكن ليس هنالك حرب من اجل الحرب بقدر ما يراد لها نتائج حاسمة في السياسة، وما يجري في سوريا ليس عكس هذه الفكرة وانما هو في صميمها. وسييقى الرهان على الشهور القليلة القادمة قائما بعدما غير الروسي من شكل الأزمة ومن محتوياتها، كي تظل اسس سورية قائمة ومنيعة، فلا رئيسها يمشي، ولا نظامها يتغير، ولا دولتها تتلاشى، ولا جيشها ينكسر، ولا شعبها يتقسم.