ـ بسبب العناية والاهتمام بصحة المرأة والطفل
ـ تشكيل لجان في المستشفيات المرجعية لمتابعة حالات العنف والإساءة ضد الأطفال
ـ مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بالإنابة : سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطانات التي تصيب النساء في السلطنة وهناك خطة للتوسع لخدمة الكشف المبكر للمرض
ـ الخطة الخمسية التاسعة القادمة ستعمل على تحسين نوعية وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمرأة والطفل

مسقط ـ العمانية :ـ شهد القطاع الصحي في السلطنة تطوراً جذريا في مفهوم الخدمات الصحية وفي مجالات تطبيقها وكان هذا التطور متماشيا إلى حد بعيد مع خطوات التنمية والتطوير في جميع مجالات الحياة الأخرى.
وقد اتخذت وزارة الصحة أسلوب وضع خطط خمسية متعاقبة للتنمية الصحية ابتداء منذ عام 1976م ، وفي إطار الإعداد والعمل على الخطة الخمسية التاسعة (2016-2020) بدأت وزارة الصحة مؤخرا في عقد حلقات العمل التدريبية والاجتماعات المكثفة وذلك بمشاركة من كبار المسؤولين بديوان عام الوزارة والخبراء والمحافظات ورؤساء ومقرري البرامج الصحية على المستوى المركزي ومسؤولي المحافظات الصحية.
وقد أولت وزارة الصحة قطاع صحة المرأة والطفل عناية خاصة باعتبار ان فئة الطفولة هي عماد المستقبل ولأن المجتمع العماني مجتمع فتي حيث اتيحت الفرص الملائمة لهم للتعلم والنمو والاستمتاع بطفولتهم في جو صحي ملائم.
وقالت الدكتورة فاطمة بنت ابراهيم الهنائية مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بالانابة بوزارة الصحة في حديث لوكالة الانباء العمانية : إن مجال صحة المرأة والطفل في الخطة الخمسية التاسعة القادمة يعمل على تحقيق عدة اهداف من بينها التوسع في تقديم حزمة الصحة الإنجابية في مؤسسات وزارة الصحة وتحسين نوعية وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمراة في سن الأمان وتحسين السلوك الإنجابي للمجتمع وخفض معدل مراضة ووفيات الأطفال مع التركيز على فئة الأطفال حديثي الولادة والرضع والأطفال أقل من 5 سنوات اضافة الى تحسين نوعية وجودة الخدمات الصحية المقدمة للطفل مع التركيز على فئات الأطفال ذوي الإعاقة والأطفال ذوي الأمراض المزمنة والأطفال المعنفين وتعزيز دور المجتمع في مجال رعاية المرأة والطفل.
وأكدت الدكتورة فاطمة بنت إبراهيم الهنائية أن معدل وفيات الأطفال أقل من 5 سنوات لكل 10000 مولود حي انخفض من 11.8 في عام 2013م إلى 9.7 في عام 2014م وانخفض معدل وفيات الرضع لكل 10000 مولود حي من 9.8 في عام 2013م إلى 7.9 في عام 2014م .
وقالت : إن احتياجات الطفل تختلف على مدى مراحل حياته بدءا بمرحلة ما قبل التكوين ثم الحمل و الولادة الى مرحلة المراهقة وفي هذا الاطار أولت وزارة الصحة اهتماما ملحوظا ببرامج صحة الطفل حيث ازدادت هذه البرامج تنوعا وتنظيما ونضوجا بما يتماشى مع مفهوم الرعاية الصحية الأولية وإدارة الخدمات الصحية بهدف خفض معدلات المراضة والوفيات إلى أدنى حد ممكن بين الأطفال ، وتحسين لمؤشرات الصحية المرتبطة بهم.
واضافت بأن وزارة الصحة قامت بإصدار بطاقة صحة الطفل إيذانا ببدء برامج تعنى بصحته وتحتوي على جدول التحصينات ومنحنى نمو الطفل بالإضافة إلى تسجيل الرعاية الطبية المقدمة للطفل على مدى السنوات الست الأولى قبل دخوله المدرسة وتم تحديث بطاقة صحة الطفل لتصبح سجل صحة الطفل تشمل 10 زيارات دورية خلال السنتين الأولى من عمر الطفل يقوم فيها مقدم الخدمة بإجراء فحوصات شاملة للطفل وتقييم طريقة نموه وإطعامه وتقديم الإرشادات والنصائح المفيدة للأم للعناية بطفلها.
وأوضحت أن وزارة الصحة وضعت مجموعة من البرامج النوعية هدفها خفض معدلات المراضة والوفيات إلى أدنى حد ممكن بين الأطفال وتشمل تلك البرامج برنامج الفحص ما قبل الزواج حيث إن صحة الأم ترتبط ارتباطا وثيقا بصحة وليدها وتعتبر امتدادا لما كانت عليه صحتها قبل الزواج وقد تبين أن حوالي 10% من العمانيين يحملون جينات أنيميا الخلايا المنجلية و 3% يحملون جينات انيميا البحر المتوسط كما يولد سنويا 120 طفلا تقريبا مصابا بالأنيميا المنجلية و 20 طفلا تقريبا مصابا بانيميا البحر المتوسط وما لم تتوافر سبل الوقاية من هذه الأمراض فإنه في خلال 10 سنوات فقط سوف يوجد 1200 حالة مصابة بالأنيميا المنجلية و 200 حالة مصابة بأنيميا البحر المتوسط وسوف يتطلب علاج هذه الحالات ما يقارب 17 مليون دولار سنويا بينما تتكلف سبل الوقاية منها 10% فقط من هذا المبلغ.
وأضافت : لذلك قامت وزارة الصحة بتوفير خدمة الفحص المبكر لما قبل الزواج للكشف المبكر عن تلك الأمراض الوراثية التي تنتقل للأبناء عند تزاوج شخصين حاملين للمرض وتقدم خدمة الفحص ما قبل الزواج في جميع محافظات السلطنة للمقبلين على الزواج والراغبين في الفحص وتستهدف العائلات التي لها تاريخ في الأمراض الوراثية والمصابين بالمرض ، مثل فحص أمراض الخلايا المنجلية ، والثلاسيميا وال جي سته بي دي .
وقالت الدكتورة فاطمة بنت إبراهيم الهنائية : مع التطور النوعي للبرامج في وزارة الصحة وحتى تكون النظرة للطفل اكثر شمولية فقد تم دمج البرامج التي تستهدف صحة الطفل مثل برنامج مكافحة الاسهال وبرنامج مكافحة أمراض الجهاز التنفسي مع غيرها من الخدمات المقدمة للطفولة تحت مسمى "مبادرة المعالجة المتكاملة لامراض الطفولة " وذلك في عام 2001م وهي استراتيجية عمل وقائية وعلاجية للأطفال أقل من خمس سنوات وتم التوسع في التدريب على معايير الرعاية المتكاملة لصحة الطفل للاطباء والتمريض والمثقفات الصحيات حتى بلغت نسبة التغطية 100% لكل المراكز الصحية في السلطنة ويجري كل عام إعداد دورات تعزيزية للمتدربين السابقين واتباع نظام التدقيق الإكلينيكي والمتابعة لتطبيق تلك المعايير.
وأضافت بأن انخفاضا ملحوظا قد حدث في معدل الإصابة بالإسهال في الأطفال أقل من 5 سنوات، حيث بلغ المعدل 250 حالة لكل 1000 طفل أقل من 5 سنوات في عام 2013م بينما كان المعدل 314 حالة لكل 1000 طفل في عام 1999م وحدث انخفاض في معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المعدية الحادة في الأطفال أقل من 5 سنوات حيث كان 1.6 إصابة لكل طفل في عام 1999م وأصبح 1.1 إصابة لكل طفل في عام 2013م وتطرقت في حديثها إلى برنامج التحصين الموسع قائلة : البرنامج (قسم التطعيمات حاليا) يعمل على المحافظة على نسب عالية لتغطية الفئات المستهدفة من الأطفال بالتحصينات فوق (99%) وخفض معدلات الأمراض المعدية من خلال إدخال لقاحات جديدة حسب عدد المراضة وخاصة في الأطفال دون الخامسة من العمر وتطعيمات المدارس بالإضافة إلى تطعيمات النساء الحوامل حيث إن جميع التطعيمات تقدم مجانا للمواطنين والمقيمين في جميع المؤسسات الصحية بالرعاية الصحية الأولية.
وأوضحت أن ذلك أدى إلى حدوث انخفاض ملحوظ في عدد حالات الأمراض التي يتم تحصين الأطفال ضدها ، حيث ظلت السلطنة خالية من شلل الأطفال للسنة التاسعة عشرة على التوالي ، كما لم تسجل سوى حالة واحدة لتيتانوس (كزاز) وليدي منذ عام 1992م حيث سجلت في عام 2013م كما لم تسجل أية حالة دفتيريا منذ عام 1992م وحتى عام 2013م.
وأشارت إلى أنه يتم أيضا تحصين النساء الحوامل ضد التيتانوس حيث بلغت نسبة النساء الحوامل المطعمات بجرعتين في عام 2013 أكثرمن 98% مما أدى إلى القضاء على تيتانوس المواليد حيث تم رصد آخر حالة في عام 1992.
وقالت مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بالانابة بوزارة الصحة : إن الوزارة بدأت في عام 1990باتخاذ الخطوات اللازمة وتخصيص برنامج لمكافحة سوء التغذية لدى الأطفال دون الخامسة واهتم البرنامج بتطوير وتفعيل السياسة الوطنية للغذاء والتغذية وتعزيز وتطوير تغذية الرضع وصغار الاطفال وكذلك الحد من مشكلة نقص المغذيات الدقيقة لجميع الأفراد والوقاية من الأمراض المرتبطة بالتغذية وحصر حالات الأطفال المصابين بسوء التغذية لمعالجتها وإحالتها عندما تستدعي الحاجة بالإضافة الى التقييم الغذائي لجميع الأطفال دون العامين، وإعداد الدليل الخاص بمتابعة حالات سوء التغذية في كافة مراكز الرعاية الصحية الأولية.
واضافت انه حدث انخفاضا ملحوظا في معدل الأطفال أقل من 5 سنوات الذين يعانون من سوء التغذية حيث بلغ المعدل 2,4 /1000 طفل أقل من 5 سنوات في عام 2014م مقابل 18.5 / 1000 في عام 1999م. وفي عام 1995 بدأت استراتيجية تقديم كبسولات فيتامين" أ " للرضع والأطفال عند تحصينهم في عمر 12 شهرا و 18 شهرا على التوالي وقد بلغت نسبة التغطية أكثر من 95% ، كما تم أيضا منذ مايو من عام 1997 تزويد الأمهات بفيتامين" أ " خلال أسبوعين من الولادة ويتم تزويد الأمهات خلال فترة الحمل بحبوب الحديد إلى جانب التثقيف الصحي خلال الحمل وما بعد الولادة وفي المجتمع، كما صدر قرار إثراء الدقيق بالحديد في عام 1997 ، الذي طبقته شركة المطاحن العمانية عام 1998 وتم إثراء 80% من الدقيق بالحديد و الفوليك.
وفيما يتعلق ببرنامج الفحص المبكر لقصور الغدة الدرقية بين حديثي الولادة اشارت الى انه في عام 2004 بدأت وزارة الصحة بفحص جميع المواليد عن قصور الغدة الدرقية للاكتشاف المبكر للحالات وتقديم العلاج المناسب لهم وقد بلغت نسبة التغطية بالفحص 98% من مجموع المواليد للعام 2014م . وحول مبادرة المستشفيات الصديقة للأطفال قامت وزارة الصحة بتعزيز ودعم ما ورد تحت رعاية الأمومة والطفولة فيما يخص حماية الرضاعة الطبيعية ومنع تسويق بدائل حليب الأم ومراقبة النمو ضمن مبادرة " المستشفيات الصديقة للأطفال " العالمية وبدعم من المنظمات الدولية وكانت البداية في تنفيذ مبادرة "المستشفيات الصديقة للأطفال" في عام 1992 بالتعاون والتنسيق مع منظمة اليونيسيف من خلال "اللجنة الوطنية للمستشفيات الصديقة للأطفال" التي شكلت خصيصاً لمتابعة جميع الفعاليات التنفيذية والتقييم الدوري لها وأعلنت جميع مستشفيات السلطنة (وزارة الصحة) على أنها مستشفيات صديقة للطفل في ديسمبر من عام 1994، مما جعل عمان الدولة الثانية من دول الشرق الأوسط التي تمكنت من تحقيق ذلك كما تمكنت جميع المستشفيات تقريباً من القيام بتنفيذ المكونات العشرة اللازمة لتحقيق الرضاعة الطبيعية الناجحة.
وحول التعامل مع الأطفال المعنفين قالت ان وزارة الصحة تسعى إلى التعرف على مدى انتشار مشكلة سوء معاملة الأطفال واستحداث الآليات المناسبة للتصدي لها مشيرة الى انه في غياب بيانات عن أعداد حالات الأطفال المعنفين في السلطنة فقد قامت وزارة الصحة ممثلة بدائرة صحة المرأة والطفل (دائرة صحة الأسرة والمجتمع سابقا) منذ عام 2007م برصد حالات الحوادث المتعمدة المبلغ عنها في مراكز الرعاية الصحية وتم إنشاء لجنة لحماية الطفل على مستوى جامعة السلطان قابوس و المستشفى السلطاني لاستقبال وعلاج الحالات التي يتم تحويلها من جميع الوحدات التخصصية بالمستشفى وبعض الحالات من مختلف المؤسسات بالسلطنة وجار العمل الآن على تشكيل لجان مماثلة في المستشفيات المرجعية تعنى بمتابعة حالات العنف والإساءة كما تعمل وزارة الصحة بالتعاون مع اليونيسيف لوضع إستراتيجية وخطة عمل متعددة القطاعات في مجال العنف وإساءة معاملة الأطفال حيث تمت الاستعانة بخبرات خارجية في هذا المجال وجار العمل على إصدار الإستراتيجية.
وتشير إحصائيات وزارة الصحة إلى أن نسبة وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات بسبب الحوادث والإصابات بلغت 15.3% من مجموع وفيات الأطفال لذا قامت الوزارة بالتعاون مع الوزارات ذات الصلة بوضع برنامج توعوي للحد من الإصابات وتدعيم السلامة بهدف توفير بيئة آمنة للاطفال والحد من الإصابات من حوادث السير والإصابات المنزلية والسقوط من العلو والتسمم (كيماوي-صناعي) والحروق والغرق والإصابات الصناعية واصابات النفس (الانتحار، الغرق) والبرنامج موجه لكل لاعمار مع التركيز على الأطفال الأقل من 15 عاما و الفئات المنتجة ( 15-49 ) عاما.
وفيما يتعلق برعاية الأطفال ذوي الإعاقة قالت الدكتورة فاطمة بنت إبراهيم الهنائية ان نتائج التعداد الأخير للسكان في السلطنة وعدد من الدراسات والمسوحات بينت أن نسبة ذوي الإعاقة بين الأطفال العُمانيين تمثل 1.2 % كما تبين أن حوالي 73% من هذه الإعاقات ناجمة عن أسباب خِلْقية، وتشارك وزارة الصحة الجهات المعنية الأخرى في العمل من أجل خفض عدد الإصابات التي تؤدي الى الإعاقة وكذلك في تخفيف معاناة المصابين بها من خلال الخدمات التي تقدمها الوزارة للمواطنين والتي يمكن تقسيمها الى وقائي وعلاجي وتأهيلي كما تم دمج خدمات رعاية الأطفال ذوي الإعاقة في خدمات الرعاية الصحية الأولية التي تقدمها المؤسسات الصحية.
واشارت الى انه قد تمت إضافة فحص الإيدز إلى حزمة الرعاية الصحية للأمهات الحوامل ضمن برنامج مكافحة انتقال مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز ) من الأم للطفل وذلك للأخذ الاحتياطات اللازمة للحد من انتقال الفيروس إلى الجنين منذ عام 2009م ، كما يتم متابعة الطفل المولود للأم المصابة لعمر (18) شهرا للتأكد من خلوه من الإصابة ، ويتم ايضا ضمن برنامج مكافحة العوز المناعي المكتسب فحص فيروس نقص المناعة المكتسب ضمن حزمة الفحوصات التي تجرى للمرأة الحامل عند أول زيارة أثناء الحمل ، بهدف تقليل فرص انتقال الفيروس من الأم الى الجنين عن طريق التدخل المبكر ، كما تم تدريب مقدمي الخدمة على مهارات المشورة اللازمة لتقديم هذه الخدمة. وقد بلغت نسبة التغطية بالفحص للنساء الحوامل 98% خلال عام 2014م.
وحول البرامج التي تم تقديمها في مجال صحة المرأة والمؤشرات المتعلقة بها خلال عام 2014م قالت ان هناك عدة برامج في هذا الصدد منها برنامج رعاية الحوامل حيث تم تطبيق برنامج رعاية الأمومة والطفولة بجميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية ويهدف الى توفير الرعاية المتكاملة للأمهات وأطفالهن وخفض المراضة والوفيات في كليهما ويتضمن البرنامج الرعاية الصحية للمرأة أثناء الحمل والولادة وبعدها مع تشجيع الولادة تحت إشراف طبي.
وتشـير المؤشرات الصحية لعام 2014م إلى تحسن الخدمات الصحية المقدمة للأمهات ، حيث إن 99.6% من الحوامل تلقين رعاية طبية من كوادر مدربة ، وكذلك 99% من الولادات تمت تحت إشراف عاملين صحيين ، وقد بلغ معدل وفيات الأمهات 12,3 لكل 100.000 مولود حي في عام 2013م مقابل 16.1 في عام 2000م وقد ارتفعت نسبة التسجيل المبكر خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل إلى 64،7 % عام 2013 م. كما أن جميع الأمهات راجعن مراكز الرعاية الصحية على الأقل مرة واحدة بعد الولادة خلال عام 2013 م في حين أن هذه النسبة كانت 80 % في عام 1991 م.
وحول أهم الخدمات التي تقدم من خلال برنامج رعاية الحوامل قالت مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بالانابة بوزارة الصحة ان الخدمات التي تقدم أثناء الحمل تشمل التشخيص المبكر والرعاية المنتظمة للحامل وفق النظم المتبعة وتعزيز الحمل السليم والتغذية الكافية للأم وتوفير حبوب الحديد واكتشاف الأمهات ذوات الحمل الخطر وتوفير الرعاية المتخصصة بما فيها الزيارات المنزلية وتوفير الفحوص المخبرية الأساسية في كل مراكز الصحة الأولية وتحصين النساء الحوامل ضد التيتانوس وفقا لمستوى سابق تحصينهم باتباع النظام الوطني للتحصين .
كما ان الخدمات التي تقدم أثناء الولادة تشمل التوسع في خدمات التوليد وجعلها متوفرة بأقرب ما يكون للمجتمع وحث النساء على الولادة في المؤسسات الصحية القريبة واحالة الحالات الخطرة للمستويات الأعلى وتدريب وتوفير القابلات خاصة في المناطق النائية بينما تشمل خدمات ما بعد الولادة تأمين الفحص الطبي على الأطفال فور ولادتهم والرعاية الصحية للام بعد الولادة في المستشفى والرعاية الصحية للام في فترة النفاس وما بعد الولادة للأمهات اللاتي يضعن في المنازل .
وتطرقت الى برنامج المباعدة بين الولادات فقالت انه يتم تقديم هذا البرنامج ضمن خدمات الأمومة والطفولة في مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع مناطق السلطنة وذلك بهدف رفع الوعي الصحي للمجتمع وبشكل خاص النساء في مرحلة الإنجاب لتبني سلوكيات إنجابية صحيحة من حيث ضمان فترات مناسبة بين حمل و آخر بما لا يقل عن ثلاث سنوات ، وتحسين صحتهن وصحة أطفالهن ولمساعدة المرأة وزوجها في تنظيم خصوبتهما واختيار ما يناسبهما وبالمجان من الوسائل العديدة المتوفرة .
واكدت الدكتورة فاطمة بنت ابراهيم الهنائية نجاح برنامج المباعدة بين الولادات مع وجود ارتفاع في مستوي تعليم الأمهات في تحقيق خفض في معدل الخصوبة الكلي للنساء في سن الإنجاب من 6.9 ولادة في عام 1993م، إلى 3.9 ولادة في عام 2014م ، وقد بلغت نسبة النساء اللائي باعدن أكثر من 3 سنوات 36.5% خلال عام 2013م مقارنة ب 32.7 % خلال عام 2000م .
واضافت انه يتم ايضا تقديم برنامج علاج العقم مجانا وتتوفر الخدمة في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بالمحافظات ويتم فيها تقييم الحالة الصحية للزوجين من خلال الفحص الطبي الأولي وإجراء الفحوصات اللازمة وبعدها يتم تحويلهما لتلقي المزيد من الرعاية في المستشفيات. كما تم وضع استراتيجيات لتحسين الرعاية الصحية للمرأة ما بعد سن الإنجاب وذلك من خلال توفير خدمات صحية خاصة للنساء في هذه المرحلة العمرية، والتي غالبا ما تتعرض النساء فيها لكثير من المشاكل الصحية التي تؤثرعلى نوعية الحياة وخاصة أن نسبة النساء فوق الـ 50 سنة في السلطنة تبلغ أكثر من3.45% من السكان وأن هذه النسبة في ازدياد إذا أخذنا في الاعتبار العمر المتوقع عند الولادة هو 75 سنة للنساء لذا فقد تم ادخال برنامج لصحة المرأة في سن الآمان في عام 2010 وقد تم تدريب العاملين الصحيين بالمؤسسات الصحية لتقديم المشورة للنساء في هذه المرحلة العمرية .
وقالت ان سرطان الثدي يأتي في مقدمة أنواع السرطانات التي تصيب النساء في السلطنة حيث يمثل 24.8% من نسبة السرطانات التي تصيب النساء. لذلك فقد تم ادخال خدمة الكشف المبكر عن سرطان الثدي في مؤسسات الرعاية الصحية الاولية في 4 محافظات هي محافظة الظاهرة ، محافظة شمال الشرقية ، محافظة البريمي ومحافظة ظفار والعمل جار حاليا للتوسع في تقديم الخدمة ليشمل جميع المحافظات ويتم تقديم الخدمة وفق دليل عمل وطني من قبل طبيبات وممرضات مدربات على الفحص
الإكلينيكي للثدي وكيفية تدريب النساء على الفحص الذاتي للثدي كما تم تدريب طبيبات وممرضات الصحة المدرسية لتنفيذ النشاطات التثقيفية داخل المدارس للطالبات.
واشارت مديرة دائرة صحة المرأة والطفل بالانابة بوزارة الصحة في ختام حديثها لوكالة الانباء العمانية الى ان خدمات رعاية الطفولة قد تم توفيرها في جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بكافة محافظات السلطنة وبالمستشفيات الثانوية والمرجعية وتشمل تلك الخدمات الصحية المقدمة للأطفال جميع جوانب الرعاية التعزيزية والوقائية والعلاجية والتأهيلية وتسعى الوزارة في اطار خططها الخمسية المتتالية الى تعزيزها وتطويرها بشكل مستمر .