مسقط ـ "الوطن":
عقد صباح أمس بوزارة الزراعة والثروة السمكية بالخوير أعمال الاجتماع الثاني للجنة التوجيهية لإدارة البرنامج الاستراتيجي لظاهرة ازدهار الطحالب البحرية الضارة (المد الأحمر) برآسة سعادة الدكتور حمد بن سعيد بن سليمان العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية وبحضور أعضاء اللجنة من الجهات الحكومية المعنية.
جرى خلال الاجتماع عرض ومناقشة المسودة الأولى لمقترح البرنامج الاستراتيجي لظاهرة ازدهار الطحالب البحرية الضارة (المد الأحمر) واضافة الأعضاء المشاركين في البرنامج الاستراتيجي إلى قرار اللجنة وتحديد موعد حلقة العمل الوطنية لإعداد مسودة البرنامج الاستراتيجي وتحديد موعد الاجتماع القادم بالإضافة إلى ما يستجد من أعمال.
وتتكون اللجنة من وزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة الخارجية ومجلس البحث العلمي وجامعة السلطان قابوس.
الجدير بالذكر أن ظاهرة المد الأحمر من الظواهر الطبيعية التي تحدث في معظم بحار ومحيطات العالم في أوقات معينة من السنة وذلك متى ما توافرت الظروف البيئية المناسبة لحدوثها وانتشارها ويمكن تفسير كيفية حدوث هذه الظاهرة من خلال فهم السلسلة الغذائية للكائنات البحرية خاصة العوالق البحرية التي تعتبر من أهم التغيرات لحدوثها فالعوالق البحرية من خلال تكاثرها ذو الانقسام اللا جنسي إذ تنمو خلية واحدة حتى تصل لمرحلة البلوغ ومن ثم تبدأ بالانقسام إلى خليتين وهذه بدورها تنقسم إلى أربع خلايا وهكذا حتى يتضاعف العدد وفي حالة توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها والتي تكمن في درجة حرارة وملوحة وضوء الشمس ومغذيات بتركيزات عالية خاصة في مناطق التيارات الصاعدة فان هذه الخلايا تنتشر وتتكاثر بسرعة وتكون ما يعرف بالازدهار الطحلبي الذي يستهلك معه كميات هائلة من الأكسجين الذائب ويؤدي ذلك إلى نفوق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى نظرا لنقص مستويات الأكسجين المذاب وإنسداد خياشيمها بالعوالق البحرية وأما في حالة عدم توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها فان بعض أنواع العوالق البحرية تكون حويصلات وهي بدورها تترسب في قاع البحر إلى أن تصل لمرحلة التكيس والتي تبقى في قاع البحر لفترات زمنية طويلة قد تصل لسنوات إلى أن تتوافر لها الظروف المناسبة فتبدأ مرة أخرى بالتكاثر.
وقد سجلت ظاهرة المد الأحمر لأول مرة في المياه العمانية عام 1976م في محافظة ظفار وفي عام 1978م في محافظة مسقط حيث تقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية برصد ومتابعة الظاهرة بشكل مستمر وذلك منذ تسجيلها وتعد هذه الظاهرة من أقدم الظواهر الطبيعية حدوثا في بحار العالم.