” .. جاءت كلمة السلطنة لتترجم بشكل واضح نهج السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ نهج السلام والحوار حيث أن ( السلطنة اتخذت السلام والحوار مبدأً ثابتاً منذ بزوغ فجر النهضة العمانية المباركة التي انطلقت في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م ) فهذا هو تأكيد جديد على النهج العماني الثابت وخطه المستقيم نحو الحوار ونشر السلام . ”
ــــــــــــــــــــــــ
نشاط سياسي ودبلوماسي ملحوظ للسياسية العمانية صاحبت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة السبعين بنيويورك قبل اسبوع تقريبا، فقبيل ان يلقي معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية كلمة السلطنة امام الجمعية قام معاليه بالعديد من المقابلات وشارك بالعديد من الاجتماعات في أروقة الجمعية.
مجمل اللقاءات التي عقدها معالي بن علوي جرى خلالها التأكيد على دور السلطنة الساعي دائما للسلام وحل الخلافات بين الأمم بالحوار لا بالحرب، وأن السلطنة ماضية في هذا النهج وبذل الجهود ومحاولة لملمة الأفكار لبدء حوارات سياسية لحل العديد من الأزمات خصوصا الأزمتين السورية واليمنية، فبعد سنوات من الأزمة السورية التي شكلت منعطفا خطيرا في العلاقات العربية ـ العربية ـ والعلاقات العربية الدولية بشكل عام وبعد أن أكد الوضع الراهن بان البنادق والمدافع لن تحسم الوضع الميداني، بل ان مشكلات هذه الازمة بدات تمتد وامتدت فعلا لدول كثيرة، لا سيما مشكلة اللاجئين التي بدأت تغزو أوروبا، وسببها ما يحدث من أوضاع داخل الأراضي السورية وامتداد يد الارهاب لتنغص عيش المواطن السوري وتقض مضجعه ليذهب باحثا عن طوق نجاة باتجاه القارة العجوز، حان الوقت للحوار حيث دعا ( سائر الأطراف السورية ودول الجوار إلى دعم مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا، ستيفان دي مستورا، بما يعيد الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشقيق وبما يساهم في القضاء على الإرهاب الذي تمكن من إيجاد موطئ قدم له في الجمهورية العربية السورية، وما يشكله ذلك من تأثير على الأمن الإقليمي والدولي).
الازمة اليمنية أيضا والمستمرة منذ أشهر ولا وجود لبصيص امل في ان تكون الحرب هي الحاسمة لحل الأزمة، وكل المؤشرات تؤكد بان حل هذه الأزمة لا يأتي الا عن طريق الجلوس على طاولة الحوار وتقديم بعض التنازلات من قبل الأطراف للتوصل الى حل لهذه المشكلة التي لا يخدم استمرارها أحدا وهو ما أكدت عليه السلطنة منذ تفجر هذه الأزمة.
وجاءت كلمة السلطنة لتترجم بشكل واضح نهج السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ نهج السلام والحوار حيث أن ( السلطنة اتخذت السلام والحوار مبدأً ثابتاً منذ بزوغ فجر النهضة العمانية المباركة التي انطلقت في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م ) فهذا هو تأكيد جديد على النهج العماني الثابت وخطه المستقيم نحو الحوار ونشر السلام .
قضايا مهمة متعلقة بالشأن الإقليمي والعربي كانت حاضرة بكلمة السلطنة وايضا مثال على نجاح اسلوب الحوار والتفاوض في حل الخلافات، خصوصا الاتفاق النووي التاريخي بين ايران ودول 5 1 ، حيث اكدت السلطنة ان هذا الاتفاق ( يمثل نموذجاً لحل القضايا الخلافية الشائكة بين الدول على أساس قاعدة الحوار والمفاوضات وتنظيم المصالح الدولية) ، لتؤكد الكلمة مرة اخرى وعبر الأمثلة والبراهين بان الحوار والتفاهم هو أفضل الأساليب لحل الخلافات.
وفي الشأن الفلسطيني أكدت السلطنة مرة أخرى دعمها الثابت للشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل نيل حقوقه المشروعة مشيرة إلى أن رفع علم دولة فلسطين كعضو مراقب أمام مقر الأمم المتحدة يذكرنا بمأساة الشعب الفلسطيني وتطلعه لنيل حقوقه المشروعة .
كثيرة هي العبر والدروس المستوحاه من كلمة السلطنة امام الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها (السبعين) وخلاصتها تتمحور في صنع السلام ، والنصح على الحوار والتفاوض بما يخدم مصلحة الدول والشعوب، فهذه المآسي والحروب الطاحنة التي يذهب ضحيتها الأبرياء آن لها ان تتوقف، وآن لصوت السلام ان يرتفع، وتسكت اصوات المدافع وتحقن الدماء المنسكبه، وآن للانسان العربي أن يمارس حياته ويعيش بسلام بأرضه ووطنه وآن للطفل العربيأن يكبر و يتعلم ويدرس ويسكن بسكينة وهدوء بعد أن تشرد بأصقاع الأرض رغما عنه.

سهيل بن ناصر النهدي
[email protected]