[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
لكي يعزز اتاتورك خطواته تلك ويدعمها بصورة ذات فاعلية قوية، فقد غير النظام القانوني التركي الذي كان يستند في كل جوانبه إلى الاسس الاسلامية..
حيث يقول تاكاتس هالمان: جعل اتاتورك النظام العدلي في جمهوريته التركية مشابهاً للنماذج الأوروبية التي كانت سائدة انذاك، واعطيت المرأة حقوقها مثل الرجل، ولم تشجع النساء على ارتداء العباءة وكان هناك التحول الواسع في الحياة المدنية من خلال تقليدها لأوجه عديدة من حضارة وتقنية وفنون الغرب ابتداءً من الموسيقى والباليه والنحت وانتهاءً بالمدارس والجامعات، وانه كان ينطلق من (انه ما لم تواجه الوطن الاخطار، فإن الحرب لجريمة كبرى).
يقول الكاتب التركي فيروز احمد في كتابه (صنع تركيا الحديثة)..ناشد مصطفى كمال اتاتورك الطبقة المثقفة ان تعلم الابجدية التركية الجديدة لكل مواطن لكل امرأة لكل رجل لكل حمال ولكل نوتي (او بلام) عليكم ان تعدوا هذا واجبكم الوطني والقومي.
ويختصر اتاتورك توجهاته بوصفه لها حسب قوله (سعيد هو ذاك الذي يصف نفسه بالتركي) وهذا الطرح جاء ليؤكد النهج الذي اعتمده في عزل تركيا عن العالمين العربي والاسلامي، والتي تمثلت بما اشرنا إليه سابقاً، اضافة إلى منع ارتداء الملابس الشرقية في تركيا العلمانية واحلال الابجدية اللاتينية محل الابجدية العربية وذلك في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1928، وتكثفت الحملات التي تدعو إلى الابتعاد عن التعبير الظاهري عن التقوى والتأكيد الشديد على انتماء المواطن التركي، ولا شك في ان التأكيد على الذات التركية بمثابة التعويض الروحي، الذي عبر عن الخسارة الايمانية التي بدأ المواطن التركي يشعر بفقدانها على مراحل عدة وبخطوات متسارعة. ومنذ ان ألغى اتاتورك الخلافة ووزارة الشؤون الاجتماعية والمحاكم والمدارس الدينية في ربيع عام 1924، تمكن من فرض سيطرته خلال العشرينات والثلاثينات على السياسة التركية، وكانت اجراءاته الحاسمة والشاملة قد أسست مرحلة جديدة يعيشها المواطن التركي في ظل الدولة العلمانية الجديدة، التي ترسخت اركانها على جذور الدولة الإسلامية والتي كان مركز الخلافة الإسلامية في قلبها، وتعاقب السلاطين العثمانيون على حكم الأمة الإسلامية منذ تأسيسها من قبل عثمان الأول ابن ارطغرل الغازي الذي جاء بعد ضعف حكم السلاجقة، وبدأ حكم العثمانيين على مساحة تبلغ (3000) كم2 واخذ بالتوسع نحو مرمرة، وعندما توفي عام 1324 كانت مساحة دولته قد بلغت (8000) كم2. ويتفق غالبية المؤرخين على ان سنة 1299 بداية نشوء الدولة العثمانية بعد مقتل الحاكم السلجوقي علاء الدين الثالث على يد الالخانيين..
استطاع بعض الحكام العثمانيين من زيادة رقعة الدولة الاسلامية، ويعتبر السلطان مراد الأول أول امبراطور في الدولة العثمانية، حيث توسعت الدولة في عهده توسعاً هائلاً، وعندما اغتيل كان قد تمكن من بسط سلطانه على مساحة تقدر بـ (40000) كم2.
ومن الأسماء البارزة في الخلافة العثمانية السلطان محمد الثاني الذي تولى الخلافة وعمره (19) سنة، وكان أول عمل كبير قام به هو فتح القسطنطينية عام 1453 لذا لقب بالفاتح، واستمر في الفتوحات في آسيا وأوروبا، فأتم فتح اليونان وفتح البانيا واستولى على البوسنك والهرسك وطرابزون وغيرها، وتوفي وعمره ثلاثون سنة ووصلت مساحة الامبراطورية في عهده الى مليونين كم2.. وتذكر بعض الروايات انه مات مسموماً من قبل طبيبه اليهودي بينما كان يتهيأ لإحدى غزواته. وبعده جاء ابنه السلطان (ياووز سليم) الذي استولى على سوريا وفلسطين ومصر والحجاز، واخذ الخلافة سنة 1517 من اخر الخلفاء العباسيين. اما ابنه سليمان القانوني ففي عهده وصلت الدولة العثمانية الى اوج قوتها وعظمتها وعاشت دورها الذهبي، وقد استمر حكمه لمدة (48) سنة، وفتح بلغراد والمجر ووصل الى ابواب فيينا وبغداد وبوغدان وفتح اجزاء من ايران، كما فتح شمال افريقيا ووسع رقعة الامبراطورية العثمانية لتصل إلى (13) مليون كم2 بعد ان كانت في عهد ابيه (7.5) مليون كم2.