تنفيذا للأوامر السامية
ـ السفينة تغادر قاعدة سعيد بن سلطان البحرية متجهة إلى دول المجلس حاملة معها عبق التاريخ البحري العماني العريق وإنجازات الحاضر المشرق

متابعة ـ الملازم/ محـمد بن علي الكلباني:
تنفيذاً للأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - غادرت سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية ) البلاد متجهة إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في رحلتها الدولية الأولى (شراع التعاون 2015) حاملة معها عبق التاريخ البحري العماني العريق وإنجازات الحاضر المشرق.
وبهذه المناسبة أقيم حفل توديع رسمي بمرسى قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، وقد رعى فعاليات الحفل اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس بن عبدالله الرئيسي قائد البحرية السلطانية العمانية، وبحضور عدد من كبار ضباط قوات السلطان المسلحة وعدد من المدعوين.
بدأت فعاليات الاحتفال بالتحية العسكرية لراعي المناسبة الذي قام بتفتيش الصف الأمامي من طابور حرس الشرف، بعدها ألقى اللواء الركن بحري راعي المناسبة كلمة قال فيها: إنـه لـمن دواعـي الغبطة والسرور ونحن على مشارف نوفمـبر المجيد أن نجتمع اليوم لنحتفي سوياً بتوديع النسخة الثانية من سفير عمان المتجول سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان) في رحلتها الدولية الأولى والتي بعون الله ورعايته ستبحر إلى الدول الشقيقة، دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعلى متنها نخبة من الشباب البحارة العمانيين وعدد من المتدربين من بعض الدول الشقيقة والصديقة حاملة عبق التاريخ البحري العُماني ورسالة محبة وسلام عبر عباب الخليج.
وأضاف: لعل من الواجب ونحن نحتفي بتوديع (شباب عمان الثانية) أن نستذكر المآثر الحميدة التي حققتها سابقتها (شباب عمان) طوال مسيرتها الحافلة في السلاح، فمنذ دخولها الخدمة عام 1979م، وخروجها في الربع الأول من هذا العام، حافظت والأطقم العاملة على متنها على الدور الريادي للبحارة العمانيين وعلاقتهم الوثيقة بالملاحة البحرية التقليدية وذلك عبر رحلاتها إلى مختلف دول العالم، كما كان للسفينة الأثر الواضح في تفعيل الحوار الودي ونشر الصداقـة بـين شعوب العالم مجسدة بـذلك مبعوث سلام ووئام من عمان وشعبها إلى مختلف أرجاء المعمورة، كما ساهمت السفينة وبشكل فاعل خلال تجوالها الطويل في نشـر ثقـافة الإبحار الشراعـي وفنـون البحر عـبر مختـلف المـوانئ البحرية ، معرفة بذلك بماضي عمان التليد وحاضرها المشرق، إلى جانب مشاركاتها في مختلف السباقات والمهرجانات والاستعراضات البحرية التي تقام على المستويات الدولية، مسطرة بذلك في سجل عمان التاريخي ما يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز، وما هذه الرحلة التي ستشد فيها (شباب عمان الثانية) أشرعتها إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلا استكمالاً للإنجازات التي حققتها (شباب عمان)، واستمرارا لرسالتها النبيلة التي أصبحت مثالاً يحتذى به في نشر رسالة المحبة والسلام لكل الشعوب.
بعدها قام راعي المناسبة وكبار الضباط والمدعوين بالصعود إلى ظهر السفينة لمصافحة وتوديع طاقمها، كما استمع اللواء الركن راعي المناسبة والحضور إلى إيجاز عن مسار رحلة السفينة والموانئ والمحطات التي ستتوقف فيها.
الجدير بالذكر أن التوجيهات السامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -أبقاه الله- قضت ببناء هذه السفينة، (شباب عمان الثانية) لتواصل مشوار سابقتها (شباب عمان) والتي سطرت في سجل تاريخ عمان البحري ملحمة فخر واعتزاز ، بعد أن حققت العديد من الإنجازات إلى جانب مد جسور التواصل والصداقة مع الدول الشقيقة والصديقة وتسجيل الحضور العماني البحري في المحافل الدولية المختلفة.
وقد تم بناء السفينة (شباب عمان الثانية) وفق مواصفات هندسية وتصميمية عالية لتصل بتلك المواصفات إلى مصاف السفن الشراعية المتقدمة في العالم أجمع، حيث تمتاز هذه السفينة بالعديد من المواصفات التي تميزها عن سابقتها من ناحية الطول، حيث يبلغ طولها ستة وثـمـانين متراً وبذلك فهي أطول السفن من فئة (كليبر) في حين كان طول سفينة شباب عمان السابقة اثنين وخمسين مترا.
كما أن هذه السفينة مزودة بأشرعة رباعية الشكل بنيت وفق تصميم السفن الشراعية السريعة ، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة، وتبلغ مساحة هذه الأشرعة ألفين وستمائة وثلاثين متراً، وتتسع السفينة لإيواء ستة وثلاثين متدربا بالإضافة إلى طاقم السفينة الذي يبلغ عددهم أربعة وخمسين شخصاً، كما تمتاز بصوارٍ مرتفعة يبلغ طولها اثنين وخمسين متراً.
وبهذه المناسبة قال العميد الركن بحري يعقوب بن يوسف الكمشكي كبير ضباط الأركان بقيادة البحرية السلطانية العمانية: بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - أبحرت من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية سفينة البحرية السلطانية العمانية ( شباب عمان الثانية) في رحلة بحرية تجوب خلالها موانئ دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، حيث يتكون طاقم السفينة من مدربين ومندوبين من الجهات العسكرية والأمنية والمدنية بالإضافة إلى متدربين من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تهدف الرحلة إلى إبراز تاريخ عمان ودورها الحضاري والبحري، وزيادة التعارف بين الشباب البحارة من السلطنة وباقي دول مجلس التعاون، ومن المقرر أن تكون عودة السفينة إلى أرض السلطنة في العاشر من نوفمبر والتي تتزامن مع احتفالات البلاد بالعيد الخامس والأربعين المجيد، حيث سيتم تسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي في نسختها الخامسة ولأول مرة يحتفل بها في السلطنة، وبحضور ومشاركات جهات وهيئات من مختلف دول العالم، وسوف يكون الاحتفال في ميناء السلطان قابوس في مسقط.
الملازم أول بحري عيسى بن أحمد البلوشي قائد صارية السفينة قال: تعد رحلة سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) لدول مجلس التعاون أولى رحلاتها والتي تهدف إلى غرس قيم التعاون والصداقة بين دول الخليج العربية والتعريف بتاريخ عمان البحري والثقافي.
وقال الملازم أول بحري عبدالله بن علي الملحم من القوات البحرية الملكية السعودية: الحمد لله الذي أنعم علينا بهذه المشاركة الطيبة في هذه الرحلة التاريخية والناجحة بكل المقاييس، حيث جاءت هذه المشاركة تأكيداً لعرى الأخوة والمحبة فيما بيننا كدول مجلس التعاون والتي أكون ممتناً بالحديث الصادق عنها والتعبير الهادف إلى جعل مشاركتنا تتكلل بالنجاح.
وقال الرقيب بحري عادل بن مسعود الشهومي من البحرية السـلطانية العمـانية: تعد هذه الرحلة أول رحلة رسمية تقوم بها السفينة (شباب عمان الثانية) والتي سوف تكون لدول مجلس التعاون الخليجي ، حيث تهدف هذه الرحلة إلى غرس روح التعاون والتعارف بين البحارة في دول الخليج العربية بمشاركة متدربين من مختلف دول مجلس التعاون وذلك للتدرب على الابحار الشراعي والحياة في البحر، وهذه هي الرحلة الأولى لي في السفينة وأتمنى أن تكلل بالنجاح والله ولي التوفيق.
وقال عبدالله بن سعيد الذهلي من وزارة الشؤون الرياضية تجربة بحرية جميلة هي ما تتيحه لي السفينة (شباب عمان الثانية) لخوض تجربة شراعية في الإبحار الشراعي، وقد شعرت فعلا بالعمل بروح العمل الجماعي منذ بداية ألتحاقي بالسفينة.
وقال أوليفر بودين متدرب من المملكة المتحدة: أنا سعيد بهذه التجربة والمشاركة في هذه الرحلة البحرية والتي بلا شك تجمع متدربين من جنسيات مختلفة والتي أطمح من خلالها إلى كسب الخبرة في عملية الإبحار الشراعي.