[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
39 من كبار المصريين طالبوا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعودة العلاقات مع سوريا، بل ليس سرا القول إن البعض يتمنى زيارة له إلى البلد الشقيق الذي شكل وإياه دائرة الأمان في منطقة كانت تعج وما زالت بحالة اللااطمئنان.
ترى لو فعلها رئيس اكبر دولة عربية وزار دمشق، فماذا سيكون عليه المشهد الجديد .. هل تأتي روسيا الى سوريا، فيما المطلوب أن تسبقها مصر في كل الأحوال. وهل ينجد الجيش الروسي الجيش العربي السوري، فيما اولى بالجيش الثاني والثالث في مصر ان ينجد جيشه الاول في سوريا. علامات تحتاج لتفسير، واذا ما فسر على حقيقته فنرجو أن لايكون مسيئا للقاهرة.
لم تنده دمشق على اختها العاصمة المصرية، لكنها حزينة حتى العظم من تركها امام المغول والتتار وكل اصناف الوحوش وحيدة يقارع جيشها عشرات الجبهات، ليحمي القاهرة وكل مصر والأمة قبل ان يجعل من سوريا مسرى الأمان والطمأنينة. ما يفعله جيش سوريا كثير وعميق وله ابعاده التي تتخطى الجغرافية السورية .. عشرات الآلاف من شهداء هذا الجيش رسموا بدمهم لوحة الصمود التاريخية التي يقف المرء خاشعا امام عظمة تضحياته .. آلاف من المتوحشين الذي جاءوا من عشرات الأماكن لن يقبلوا فقط بسقوط سوريا ان هي سقطت بأيديهم، بل سيكونون غدا في كل العواصم، وهاهم يهددون الفاتيكان ايضا بقولهم الذي يشبه المسخرة لكنه حقيقي من أنهم سيكونون فيه بعد عشر سنوات وسيقطعون رأس البابا كما قالوا.. الأمر الذي يدفع كل مسيحي ايضا في هذا العالم ان يكون الى جانب سوريا كونها تحميه اينما كان وتبارك له وجوده الحر كي يظل ينعم به ابد الدهر ولو على حساب خرابها ومقتل شعبها وشهادة جيشها.
عندما نزل السوريون في عواصم عربية وعالمية ليقولوا شكرا روسيا، فلأن مشاعرهم الصادقة عبرت عن وجود مساعدة أخوية لابد لها مهما كان سببها، إلا أنها وجدت على الأرض السورية، وهاهي تقوم بضرب الارهابيين في كل مكان سوري، بل ترافق اقدام الجيش العربي السوري في نزاله باستعادة ما خسر، ولتكون رفيقة دربه في تلك المعارك المصيرية التي يعول عليها الكثير.
أليس بالأحرى ان يكون الجيش المصري ايضا الى جانب شقيقه السوري .. أليس غنيمة للأمة ان يعاد توحيد الجيشين على قاعدة الميدان والشهادة والمصير المشترك. نعرف تمام المعرفة همسات جيشنا العربي المصري الذي يتطلع الى شقيقه السوري معاهدا رغم مرور الوقت ان يكون الى جانبه .. ونعرف ان الرئيس السيسي كابن من هذا الجيش يعرف تماما معنى تلك الهمسات التي قد تتحول الى صيحات وقد تصبح صراخا.
اذا كانت روسيا قد ربحت رهان الشعب السوري والأمة كلها، فالأجدر أن يكون المكسب مصريا أيضا، فالخلود للأمة التي تعي دورها، وخصوصا عندما يكون هنالك تاريخ مميز وحاضر دائما ومؤثر بين شقيقتين عربيتين لهما تلك التجربة الأولى في مسألة الوحدة العربية التي مازالت أملا قائما ولن تخبو اطلاقا مهما فعل الفاعلون.
بانتظار مصر العروبة الى سوريا قلب العروبة النابض وهي تنتظر ليس الوفاء للتاريخ والجغرافيا بل كل ماهو معنى في الوحدة التي تؤكد أن ما في القلوب لاتمحوه الخطوب.