تقف السلطنة على أعتاب انتخابات مجلس الشورى في دورته الثامنة التي تعد في غاية الاهمية، وتعكس الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والذي اتخذ رؤية شاملة وتدريجية لتعزيز المشاركة السياسية في البلاد وصولاً للمشاركة الكاملة في عمليات الانتخاب.
ومن هنا فإن الانتخابات يوم الاحد القادم تجسد هذه الرؤية من خلال ايجاد لجنة عليا للانتخابات للاشراف عليها، لذا فعلى المواطن الناخب المشاركة بفاعلية في هذه الانتخابات التي ستؤدي في النهاية لاختيار 85 عضوا سيشاركون في رسم خريطة الطريق لمستقبل الوطن ولعمان 2040م وتنمية البلاد في كافة المجالات الحيوية.
لذا فإن المسؤولية تتطلب من الجميع المشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية، واختيار العضو او العضوة المناسب للمجلس القادم الذي نأمل ان يكون مهيأ بصورة قوية للمساهمة مع السلطة التنفيذية لتحقيق اهداف وتطلعات المواطن في الرخاء والاستقرار والامن، ومواكبة التطوير والتحديث على المستوى العالمي.
فمن هنا، علينا كمواطنين ان نعطي صوتنا لمن يستحق ان يكون عضوا في المجلس القادم، فالصوت الصادق للمواطن الاكفأ، بعيدا عن القبلية او المذهب او العواطف، الاهم اختيار المواطن او المواطنة الذي يمكنه العمل مع السلطات الاخرى والتعبير عن قضايا تهم المجتمع وتؤثر على استقراره الاجتماعي والاقتصادي.
فمجلس عمان (الدولة والشورى) وعبر مسيرتهما كانا شركاء فاعلين في اصدار القوانين والتشريعات والقرارات، وللمساهمة بالارتقاء بحياة المجتمع خلال المرحلة القادمة، وهذا لن يتأت الا من خلال الوقوف والمساندة الفاعلة والدائمة والمشاركة في الانتخابات والترشح لها، وعلى المواطنين ان يعوا ذلك الامر، فبصوتنا واختيارنا يتقدم الوطن، وبابتعادنا سنترك الجمل بما حمل.!!
ان السلطتين التشريعة والتنفيذية هدفهما رقي الشعب وتنمية البلاد في كافة المجالات وتوفير أفضل الخدمات والتسهيلات وتحقيق الامن والامان ، ويوم 25 اكتوبر هو يوم الانتخاب الوطني وكلنا مطالبون كناخبين بالتوجه لصناديق الاقتراع لنمضي قدما في الاتجاه الصحيح باختيارنا للعضو المناسب للمرحلة القادمة وتعزيز المشاركة الديمقراطية التي تتطلع اليها الدولة بوجود مجلس منتخب وقوي وفاعل باختيار الشعب وليس بقرار من الحكومة.
ولهذا فإن الجميع مدعوون للمشاركة في هذه المسؤولية الوطنية، كل حسب موقعه، والخوض في غمار هذه العملية الانتخابية الثامنة، والتفاعل والتحاور مع من يمثله لاختيار المرشح الكفء الذي يحقق تطلعاته، وكذلك تشجيع جميع شرائح المجتمع على المشاركة بفاعلية بانتخاب ممثليهم (رجل او امراة) في هذا المجلس، من أجل تعزيز شعور الجميع بالمسؤولية الحالية والقادمة.
فالديقراطية لا تستدعى العداوات او تلقين دروس وغير ذلك ، بل الاختيار الصحيح للشخصية القادرة على تحقيق التطلعات والاهداف لمصلحة الوطن والمحافظة والولاية التي ينتمي اليها.
فالمجلس هو حلقة التواصل مع الحكومة. وبما ان طموحات المواطن من مجلس الشورى كبيرة ومتنوعة فان الامر يتطلب اختيار 85 عضوا فاعلا ولدينا قناعة حقيقية باختيار الافضل والاصلح، وإنجاح العملية الانتخابية أمر ليس مرهوناً فقط بما تقوم به اللجنة العليا للانتخابات بل إنها مسؤولية مشتركة، رغم انطباع البعض عن مجلس الشورى وتصور ان اهميته محدودة ، ولكنه انطباع غير واقعي ، اذا تحركنا جميعا واصبح لدينا القدرة لاختيار المرشح الكفء بعيدا عن كل التأثيرات بمعنى اعطى صوتك لمن يستحق وتراه مناسبا ليكون تحت قبة مجلس عُمان... فالمجلس هو اختيار الشعب في النهاية ايا كانت تركيبة هذا المجلس ومكوناته... والله من وراء القصد.

د. احمد بن سالم باتميرا
[email protected]